ومن الغل ما قتل - بلاها إخوان !! ـ د. محمد جمال حشمت

أتعجب من حجم السفور والفجور والكذب والاستعباط الذى ينتاب أهل الحكم على مختلف مستوياتهم - وقد لاحظت أن هناك اتفاق بتعليمات عليا - لتحميل الإخوان كل مشاكل الوطن والأمة بل والعالم أحيانا مع التركيز على لقب المحظورة الذى صار محظورا على غير الجماعة حتى فكرت ماذا لو أن مكتب الإرشاد بدأ فى إجراءات حماية الملكية الفكرية للقب بعد أن اشتهرت به لدرجة أن صحف الحكومة وألسنة النظام فى الفضائيات قد تكتفى بلفظة المحظورة دون الاحتياج لذكر اسم الجماعة !

وهذا الهوس الزائد عن الحد يعانى منه كل من يتسلم منصبه الجديد - كمكافأة - كأنه قسم يردده ومنهج يجب الالتزام به فى أدائه وتعليقاته ومبرراته عندما يقع فى حرج المواجهة لفساد ذمته أو ضعف قدراته أو غباء تصرفاته !! وهى لاشك حالة مرضية أصابت الجميع حتى أساتذة الجامعات منهم الذين اشتروا الحياة الدنيا وباعوا كل شئ فى سبيل القرب من سيادته ! طبقا لقناعتهم بأن البقاء للأقوى !!

أتصور أنه لابد لمن يحب الحزب الوطنى بصدق حتى لو تركه الرئيس مبارك –وأعتقد أنه يقينا لايوجد – أن يدرك أن المشكلة التى تواجه الحزب وحكومته أسوأ وأعقد من إختزالها فى جماعة أو قوى أو حزب بل أن العاقل منهم – وللأسف هم قلة – عليهم إعادة تفسير ما يحدث فى مصر فى غياب الإخوان لأن الوطن بحق فى مأزق خطير رغم أن ثورة غضب النظام لم تقع إلا على رأس الإخوان ترهيبا وتهديدا لباقى القوى فمنهم من سلم أوراق اعتماده للحزب الوطنى ومنهم من يتردد ويجمل نفسه بكلمتين عن الرفض والمقاومة وتحميل الحزب الوطنى مسئوليته فى هذا الانهيار الحادث عند اللزوم ومنهم من يرفض هذا التقسيم ويدرك حقيقة الحزب الوطنى كحزب مصالح تدور عضويته حول تحقيق المصالح الشخصية أو عضوية القهر اللازمة لتكثير السواد وياله من سواد !!!

انصح هؤلاء المهتمين بالحزب والمتصدرين للدفاع عنه بالحق والباطل ويبدون فى تعليقاتهم كأنهم عمالقة والله يشهد على تفاهة طرحهم وسوء عرضهم وغشومية مهاجمتهم لمن يسموهم المغرضين والإرهابيين من قوى الظلام فى المحظورة وغيرهم !! وفى غيبة أو قلة القادرين على مواجهة هؤلاء الأقزام فإن الحوار مع هؤلاء يحتاج لوضوح وصراحة تفسد عليهم مخططهم الإعلامى اللعين ضد المحظورة ! !

هدفى الذى أريد أن أصل إليه هو إعادة صياغة كدابين الزفة من قيادات الحزب الوطنى ليتحدثوا بموضوعية فيما يطرح عليهم من أسئلة واستفسارات بدلا من منظومة الشكر الدائم للرئيس مرورا ببرنامجه وحرصه على محدودى الدخل – الآن محرومى الحق فى الحياة – وانتهاءا باتهام المحظورين ولاد المحظورين ومسئوليتهم عن كل ما يحدث فى مصر من تدهور وانهيارولعل مثال بسيط يؤكد هذا المعنى وجيب على السؤال ماذا لو علق أحدهم على  الإستفتاء الذى أجراه موقع مصراوى أيا كان أصحابه فهو موقع حى، كانت نتائجه كالتالى:

قرار التقسيم الجغرافي الجديد للمحافظات:

لتشديد القبضة الامنية للحكومة    30.9 %

لتيسير الخدمات على المواطنين    9.7 %

لإتاحة فرص استثمارية اكبر         5.4 %

لشغل المواطنين عن أمور أكثر أهمية   53.9 %

اجمالى الأصوات: 28582

أظن لو عرضت نتائج هذ الاستفتاء على أحدهم لقال على الفور أن سيطرة الجماعة المحظورة على الانترنت تبرر مثل هذه النتائج !

إن حالة الغضب التى تجتاح الشعب المصرى تستحق وقفة بعيدا عن عصى الأمن وعقله الضارب فى جذور العنف واحتقار القانون ولعل فى اعتراف محافظ كفر الشيخ السابق وهو رئيس جهاز أمن الدولة السابق أيضا يوم تكريمه بعد الخروج بأنه أخطأ فى إدارته للمحافظه وقد علل ذلك بخلفيته الأمنية وبعده عن العمل المدنى وهو ما يعنى استمرائه اللعب من وراء ستار الأمن وتحت يده ميزانيات بلا حساب وقوات بلا عدد وتقارير تعد بلا أخلاق بعدا أو قربا من الحقيقة وهو ما يؤكد ضرورة استبعادهم عند إعادة النظر فيما يحدث فى مصر اليوم ،أو يستشاروا فقط !

فالأغلبية من الشعب تتشكك فى قرارات النظام ، لاتصدق رغبته فى تقديم العون وخدمة الشعب بصدق ، الأغلبية تبتعد يوما بعد يوم عن هذا النظام وتنفصم عنه شعوريا بعد أن غدر بهم وأذلهم وأفقرهم وطاردهم إداريا وأمنيا فى مناخ دولة جباية سوف تعوض ما اضطرت الي صرفه من علاوة بدون تخطيط مسبق من زيادة للرسوم والمخالفات وزيادة لأسعار مواد وسلع تحتكرها الدولة ورجالها ! وقد كان من المنتظر صدور توجيه رئاسى بالتزامن لتشديد الرقابة على الأسواق والتدخل لتثبيت أسعار بعض السلع الأساسية حتى لا تلتهم العلاوة المأسوف عليها قبل أن تأتى !!!

خاصة وأن أحدا من هؤلاء الشماشرجية لايعلق آمالا على العلاوة فقط ينتظرها الغلابة !! لكن لأن المصدر واحد فقد رأينا مطالبة الوزارات المختلفة بما فها وزارة الداخلية  بزيادة موازنتها الجديدة لأعمال البناء لإرتفاع تكلفة مواد البناء المستعملة وهو ما يصب فى النهاية فى جيب رئيس لجنة الموازنة محتكر الحديد – بعد أن صار جيبهم واحد !!!

المهم إضراب اليوم نريد به أن نثبت أمرا واحدا أن الحزب الوطنى كاذب فى حديثه باسم الأغلبية دائما لأنه لايملك أغلبية بل والأهم من ذلك أنه لا يملك محبين يدافعون عنه بقلب وإخلاص ، الحزب الوطنى سبوبة وشكل كان لابد منه لاتفاقية السلام مع الكيان الصهيونى وضرورة لنهب مصر والحديث باسم الأغلبية وكلنا – بعيدا عن المحظورة – لانحبه ولا نؤيده ولانقبله متحدثا عنا ونطالب برحيله ومحاكمة قياداته أمام قاضيهم الطبيعى وإثبات ذلك بسلسلة الإضرابات التى دعا اليها شباب مصر أيضا بعيدا عن الجماعة المحظوظة " ولله فى خلقه شئون" .

إضافة تعليق