رحلة بيروت اشواق واشجان

د.محمد جمال حشمت : بتاريخ 16 - 8 - 2005

كانت زيارة بيروت لي في الايام القليلة الماضية لها مذاق الشوق والاشجان أما الشوق فلقد كانت رحلتي الثالثة بعد منعي من السفر مرتين سابقتين للجزائر لحضور المؤتمر القومي العربي ولواشنطن لحضور منحه دراسية علمية في اطار اتفاق ثقافي بين وزارة الصحة المصرية وجامعة ميرلاند وكان المنع بدون اسباب او مبررات .. هي كده ! المهم بعد قضية وشهادة من الداخلية بعدم ادراجي علي قوائم الممنوعين من السفر ! سافرت بعد استدعاء مهذب بالمطار :- إلي بيروت وأنا مشتاق لعاصمة الحرية الباقية وسط عواصم العرب التي تعج بقوائم الممنوعين من السفر او الممنوعين من الدخول من كل الجنسيات العربية !

أما الاشجان فكانت بسبب الرحلة 711 علي طيران الخطوط الجوية المصرية يوم 29-7-2005

أولاً : تأخرت الطائرة عن الاقلاع اكثر من نصف ساعة ومع امتلاء الطائرة علي اخرها فقد كانت بلا تكييف طوال هذه الفترة حتي تحرك الهواء داخل الطائرة بفعل حركة المجلات والأوراق والمراوح اليدوية .

ثانياً : وجدت نفسي علي كرسي يتحرك للخلف فقط ولابد من جذبة للأمام باليد وهو ما سبب صعوبة عند الطيران لأعلي فلقد أضطررت أن امسك المقعد بيدي حفاظاً علي الالتزام بالوضع الراسي للكراسي عند الصعود.!!

ثالثاً : المضيفة أثارت شفقتي وشفقة كل الركاب فقد مرت بعربة الطعام ولأنها تسير علي ارضية مفروشة بالسجاد الملتوى فقد تطايرت العصائر علي رؤوس بعض الركاب خاصة جارتي اللبنانية التي جاءوا لها بمناديل الورق والماء لتغسل عن راسها اثار العصير الذي تشربته ملابسها !

فكان الجميع يساعد المضبفة في دفع العربة المتهالكة التي اغلقت ابوابها بالبلاستر وقد عفي عليها الزمن ولا تدري اين الملايين التي تنفقها مصر للطيران علي صيانة اسطولها من الطائرات؟! .

رابعاً : شعرت باجتهاد طاقم الطائرة في الخدمة ولكن الامكانات لم تساعدهم ووجدت ان المشكلة التي تحياها مصر للطيران هذه الايام هي أزمة الادارة ، خاصة بعد الهجمة التي تمت من سلاح الطيران الذي دفع بأغلب المتقاعدين منه الى الطيران المدني وجاءوا بدون وظائف فأنشئت لهم الادارات والقطاعات ومنحوا رواتب لا تقل عن 15 الف بجانب سيارة 405 و 80 الف جنيه في ايدي كل رئيس قطاع كحوافز ومكافأت يوزعها كيف يشاء .. فتوترت الاجواء حيث تعسكرت شركة مدنية وصار التنكيل بأبنائها سمة المسؤلين الجدد وتزمر الجميع بدءأ من رابطة الطيارين والمراقبين الجويين والعاملين بشركات الخدمات وهكذا الحال طالما غاب الحس الاداري العادل والمتطور, وابتعد أبناء الشركة الذين تربوا بين جنباتها وخدموا سنين عمرهم ليأتى من يحصد مالم يزرعه فكأن العاملون قد سرقوا كما سرقت مصر كلها من أبنائها ولكن للأسف وهم شهود, لقد كانت الرحلة 711 (عكس ما كانت عليه رحلة العودة 712 من أداء أفضل) نموذج ومثال لما يمكن أن يكون عليه الحال عندما يبتعد المخلصون ويعجز الشرفاء ويالها من رحلة تجسدت فيها هموم أبناء الوطن الواحد واتحدت آمالهم فى اصلاح أو تغيير مرتقب هو رهن بما يتم بذله من جهد وتضحيات.

فهل تنتهى مآسى الرحلة 711 ونلحق ب 712 !!!!؟

إضافة تعليق