أيضا للمعارضة خطوط حمراء

د. محمد جمال حشمت : بتاريخ 8 - 10 - 2005

لا أظن أن النظام المصرى الحاكم يعتقد أنه وحده الذى يملك خطوطا حمراء لايسمح لأحد بتجاوزها فالشعب المغلوب على أمره والمعارضة التى تقف له بالمرصاد لهما خطوط حمراء تعدى عليها هذا النظام الذى لايرقب فى مؤمن الا ولاذمة ولايقيم لكرامة الإنسان المصرى وزنا , ولعل ما حدث فى صعيد مصر من تعدى على الحرمات وانتهاكها من قبل قوات الأمن التى تتعامل بغل مع المعارضين ويصدق فيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم "اذا خاصم فجر" وما ترتب عليه من عنف وثأر أدخل الأجانب ورموز الحكومة كأهداف لعمليات انتقامية اكتوت بنارها البلاد وهو ماتكرر من بعد مع أهل سيناء بذات الأسلوب الهمجى الذى قصد التأديب والإذلال إما عنادا أو غباءا وهو غباء من نوع فريد لم يحدث من قبل لأن الغبى هو الذى يتعظ بنفسه وهو مالم تدركه هذه الحكومة وذلك النظام الذى ولغ فى أعراض ودماء المصريين بغير وجه حق.

وما ذكرنى بهذا المعلوم من أمر النظام بالضرورة هو ما حدث لبناتنا طالبات جامعة عين شمس حيث استوقف ضابط حرس الجامعة الطالبتين( نعمة . أ) و( أميرة. س) واحتجزهما بمكتب الحرس الجامعة ثم قام بالاعتداء عليهما بالضرب والسباب بسبب المظاهرات التي نظموها وتم احتاجازهما في مكتب الحرس من الساعة الثالثة عصرا حتي الثامنة مساء حتي حضر ضابط أمن الدولة والذي اقتادهما في عربة شرطة ( بوكس ) الي مقر أمن الدولة بالقاهرة (لاظوغلي ) وقام ست ضباط بالتحقيق مع الطالبتين حتي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل !!! هذا امتداد للأسلوب الهمجى الذى يستثير حفيظة الإنسان العادى وهو مايدفع الطلاب والطالبات لتصعيد مواجهتهم لهؤلاء المكلفين بحفظ أمن النظام فى مقابل اشعال الحرائق فى بيوت المصريين وهو بمثابة اللعب بالنار !! إلا النساء والبنات , إلا الحرمات فالموت دونها شهادة لا لبس فيها وإن أفتى المفتى أو الشيخ بهلول !! نصيحتى للنظام أن يستمر على انفراجته والسيطرة على أعصابه وتعود سماع النقد واحترام حق المواطن أيا كان فى الإدلاء برأيه و حريته فى اتخاذ ما يناسبه من مواقف وما يتبناه من أراء طالما كانت فى شكل سلمى وحضارى لايصادر فيها حق الآخرين فى الاختلاف !!

إن الحفاظ على أمن مصر الدولة لا أمن النظام ورجاله هو الأولى بالخطوط الحمراء التى لايختلف عليها اثنان وهو صاحب الأولوية يليها أمن المواطنين وحماية حقوقهم وحرياتهم والحفاظ على حرماتهم فهو خط أحمر يهدد شرعية نظامها السياسى الذى يستبيح هذه الحرمات دون أدنى اهتمام بما قد يستتبع هذا من غضب ثم ضجر ثم انتقام ثم فوضى فالمصرى عرضه غال وفى سبيل الحفاظ عليه يسترخص كل شىء فاذا انقلب هذا الترتيب وصعد أمن النظام الذى ينشد البقاء قصرا وقهرا فوق أمن الوطن وأمن المواطن فقد اختلت المنظومة التى تنشد استقرارا حقيقىا للوطن وصرنا على شفا جرف هار بما كسبت أيدى السفهاء منا ! مازلت أبحث عن العقلاء المحبين لوطنهم فى هذا الركام القائم فلم أجدهم رغم علمى وإيمانى بأنهم موجودون فهل آن الآوان لبزوغ نجمهم وأداء مهمتهم التى تحفظ على هذا البلد عافيته وأمنه واستقراره الحقيقى ؟ أم سيبقى الحال على ماهو عليه من كبت للحريات واعتداء على الصحفيات فى الشارع والطالبات فى الجامعات وما خفى كان أعظم !!!

اللهم بلغت اللهم فاشهد

drhishmat@yahoo.com

إضافة تعليق