موت وخراب ديار !!

د . محمد جمال حشمت : بتاريخ 2 - 3 - 2006

لقد أراد الله أن ينبهنا أن الكل سيحاسب وأن الظلم له عواقب وخيمة وأن الحساب سيكون دقيقا مهيبا حتى أن الموؤدة ستسأل بأى ذنب قتلت وهى التى لاتملك من أمرها شيئا فى مجتمع ساده الظلم وسيطرت عليه الشهوات.. تذكرت هذا المعنى العظيم عندما تفكرت فى حال هذا الوطن الذى سيطرت عليه فئة لم تراع الله فينا إنشغلوا بأنفسهم وحواريهم وخدامهم لضمان إستمرارهم مهما حدث حتى لو انهار الوطن, إن هذا الوطن وكل من فيه سيسأل لماذا ظلم؟ ومن المتسبب فى هذا الظلم ؟ وماذا فغل ليرفع هذا الظلم؟ حتى الفراخ والكتاكيت التى قتلت فى الأيام الأخيرة ستسأل بأى ذنب قتلت ؟ وهم فراخ صغيرة لم يصبهم مرض أو عرض حتى يتعاملوا معهم بهذه الوحشية تحت دعوى الخوف من إنفلونزا الطيور !! نعم لقد حدثت تجاوزات تشيب لها الولدان أعدمت خلالها عشرات الآلاف من الدواجن والطيور السليمة دون وجه حق وبغير ذنب اللهم تفريغ الوطن حتى من الفراخ الحرة !! تلك الفراخ البلدية التى اختفت منذ فترة ولم يبق منها إلا القليل وقد كانت فراخ مشاكسة أتتذكرون من كان يجرؤ على أن يمد يده فى حظيرة الدواجن المنزلية للإمساك بفرخة بلدى وماذا كان يحدث؟ هجوم شرس من الديك مع إصابات بالغة باليدين فى محاولة للدفاع عن نفسه و عن أنثاه من مقتحم بغير إستئذان !!! شهامة وقوة وحماسة كانت تنتقل للشعب المصرى بعد أكل هذه اللحوم ! وربما رأى حكام هذا الزمان أنه لالزوم للنخوة والشهامة واستبدلوا هذه الفراخ البلدى بأخرى بيضاء أجنبية خاملة وباردة تكاد تقول لك عندما تمد يدك إليها( إدبحنى يا معلم)!وأكل الشعب المصرى هذه الدواجن المستأنسة الباردة النية حتى أصيب الشعب بذات الصفات من البرود والإستسلام وسبحان الله الذى حرم أكل لحم الخنزير الذى يعيش فى الروث ولايغار على أنثاه حتى لايصاب الإنسان بذات العلل !! التى أصابت اهل الغرب لكثرة أكلهم هذه اللحوم المحرمة! فيا ترى كيف فكر حكام مصر ؟ هل اعتبروا أن المظاهرات والحراك السياسى المتواضع فى الشارع المصرى والذى أقلق مضاجعهم نذير شؤم لهم ونصحهم البعض أن السبب هو أكل ماتبقى من فراخ بلدى مازالت تربى فى منازل المصريين ولايستطيعون الوصول إليها !! وجاءت فرصة إنفلونزا الطيور كى يتم إستبدالها بفراخ شركة (ساديا) التى تزود رجال الشرطة بفراخ برازيلية من ذات النوعية الباردة البليدة والتى تسمع وتطيع بلا تردد وذلك حتى تعم الفرخة أقصد الفرحة كل شعب مصر ليعود سيرته الأولى هادئ , طيب وابن حلال لايهش ولاينش كى يستمتع سارقيه بالهدوء!!

إن الأداء الحكومى قبل وأثناء أزمة أنفلونزا الطيور كان ومازال مشبوها ومعيبا فقد أهدر ثروة قومية بقلب بارد دون الإعتماد على مبرر علمى أو منطقى , ومازال تجريم نقل وتربية وتداول وذبح الطيور داخل المدن والمحال والمنازل يثير الشك فى توجهات الحكومة التى أعدمت عشرات الآلوف من الطيور دون أن تظهر حالة إيجابية واحدة فى كثير من الأماكن ولأن المرض شديد العدوى بين الطيور فإذا أصاب دجاجة واحدة فنسبة النفوق تصل إلى 100% قبل أن تصل نتائج التحاليل !! فإن كافة إجراءات الإعدام تحتاج إلى تفسير من الحكومة التى أغلقت ما يقرب من 22 ألف مزرعة غير البيوت التى كانت تقتات منها كمصدر للغذاء والدخل وكل المحال اليوم مطلوب منها تغيير النشاط فى مقابل وعد بتعويض المضارين بشروط صعبة يضيع معها حقوق هؤلاء الذين إبتعدوا عن السياسة والتفكير فى الحكم وانشغلوا فى تربية وأكل الفراخ البيضا !!ويبدوا والله أعلم أن صناعة الدواجن فى مصر والتى بلغت حوالى 20 مليار جنيه كانت بعيدة عن أيد الكبار وحواريهم من رجال البيزنس إياهم والمطلوب هو عودة هذه البلايين إلى جيوب البهوات لتنضم تجارة الدواجن إلى تجارة السيارات والخدمات عن طريق عبارات السلام وغيرهما حتى تصبح تجارة الموت للمصريين خاضعة بأكملها للبهوات لايشاركهم أحد فيها كى يحوزوا عن جدارة شعار موت وخراب ديار شعارا مصريا خالصا يضاف إلى إنجازات النظام ولاحول ولاقوة إلا بالله

drhishmat@yahoo.com

إضافة تعليق