ياعالم ياهوه ..إحنا هنا ! ـ د.محمد جمال حشمت

د. محمد جمال حشمت : بتاريخ 12 - 3 - 2006

لا يملك المرء إزاء ما يحدث فى مصر إلا التعجب والحسرة لما آلت إليه الأمور على كل المستويات ، العجب من جراءة تصل إلى حد أن تتعامل النخبة الحاكمة مع هذه الأحداث من وجهة نظر أحادية تستشعر أنها تملك الصواب والحكمة طالما هى تملك السلطة والقرار.!.. والحسرة على تدهور أحوالنا فى كل المجالات (والله دون إستثناء) على أيدى أولئك المؤتمنين على حاضرنا ومستقبلنا منذ عشرات السنين فتصدعت القيم وعلت فوقها المصالح وتدهورت الأخلاق أمام الفقر والإستبداد وانهارت حصون التعليم والبحث العلمى وفشل الإقتصاد فى إستثمار ثروات الأمة والنهوض بمعيشة الشعب والحفاظ على كرامة المواطن وضاقت الصدور بالكلمة الحرة والرأى الصريح ونجحت سياسة أولئك الذين استولوا على حكم مصر بعيدا عن إرادة شعبها فى إعتماد سياسة فرق تسد بين أبناء الوطن الواحد كى تتم لهم السيطرة على مقدرات الأمة !!

ولعل ما حدث ومازال يحدث لقضاة مصر الذين تحملوا لفترات طويله إستغلال النظام لهم فى تمرير ما يناسبه من قوانين أو أحكام ليرسخ وجوده ويكسبه شرعية قانونية بالزور والبهتان حتى طفح كيل القضاة بسبب الفجور والتدهور الذى آل إليه حال الوطن وانتفض القضاة وهنا إضطرب النظام وازداد عنفا فى مواحهتهم محاولا إستعمال سيفه وذهبه لتفريق صفوف القضاة ومثال ذلك ما حدث فى دائرة دمنهور وزاوية غزال حيث كانت أحداثها مثيرة ونتائجها الحقيقية والمزورة أكثر إثارة وهنا أعلن القضاة موقفهم الداعم لخيارات الشعب والمؤيد للحق دونما حساب لبطش السلطة أو إعتبار لإرادتها وهى التى لاترى إلا نفسها ولاتهتم إلا بمصالحها حتى لو سرقت إرادة شعب واستجلبت غضبه وكرهه عليها، ورغم أن نادى القضاة قدم بلاغا للنائب العام بها شهادته وأقوال رؤساء اللجان الفرعية كما تقدمت أنا النائب المسروق (6 إنتخابات فى عشر سنوات نلت فيهم ثقة الشعب مثلته فيهم فقط ثلاثون شهرا) ببلاغ آخر للنائب العام ضد المستشار أحمد عبد الستار نصار رئيس اللجنة وصديق المرشح المنافس إلا أنه لم يتم إستدعائى لإستكمال التحقيقات بعد أخذ أقوالى عقب البلاغ وهو ما يتيح لى فرصة تقديم المستندات والشهود لمعرفة الحقيقة إذا كان هناك من يبغيها !! وهو ما أشك فيه رغم رفع الحصانة عن القضاة الشرفاء الذين فضحوا التزوير بدلا من تحويل المتهم لأخذ أقواله فيما نسب إليه من اتهامات لن تسقط بالتقادم مما يعنى فرض الحماية على المتهم بالتزوير كما فرضوا الحماية على قاتل المصريين فى حادث العبارة ومن قبله قطار الصعيد ومن قبلهم وزراء نهبوا أراضيها وثرواتها مع ترويع كل من رفض الخضوع وفضح الظلم والفساد وهو ما يدفعنا إلى تأكيد المصالح المشتركة بينهم جميعا ومازلنا نرى العناد ضد مصالح الشعب المصرى والإصرار على حماية أهل الحكم وحواريهم فى قراراتهم وقوانينهم فى كلماتهم ومواقفهم التى تزيد الإنسان عجبا وحسرة حيث أنهم ينهون نظامهم بأيديهم وتزداد الفجوة بينهم وبين الشعب ، وتبقى هناك فرصة للعقلاء الذين يبحثون عن مصالحهم بإنحيازهم للوطن والشعب من أمثال دكتور أسامة الغزالى حرب فى الوقت الأخير فهل نعى علامات العودة إلى الحياة كما نرى علامات الإحتضار التى أكرمنا الله -أبناء هذا الجيل- بمعاينتها ومعاصرتها ، إن التاريخ يسجل اليوم من باع نفسه للشيطان وسلم الحق والوطن فوق البيعة ومن قاوم ورفض الإستسلام فرفع رأسه عاليا وهو يدرك أنه لن يصيبه إلا ماكتبه الله له فاختر لنفسك اليوم قبل الغد واعلم أن الله بالغ أمره ليحق الحق ويبطل كيد المجرمين

drhishmat@yahoo.com

إضافة تعليق