الحريات ......الخمس..د/ محمد جمال حشمت

د/ محمد جمال حشمت : بتاريخ 22 - 1 - 2006

تساءل كثير من الأحباب بعد المقالة الأخيرة (قرارات صناعة النهضة) والتى جلبت لى كثير من سوء الظن عند البعض بما توحيه من طموحات تخيلها هؤلاء عندما إرتديت ثياب المسئولين الكبار والعياذ بالله وأوضحت تصورى حول أهم القرارات التى يمكن أن تبدأ بها الحركة فى إتجاه النهضة وكان محل التساؤل (أنك فى قراراتك الإفتراضيه لم تهتم سوى بالحريات التى لا تشغل بال 5 % من الشغب المصرى على الأكثر وأنا واحد منهم ولكن سيدى كان يجب عليك أن تضع فى حسابتك هموم المصريين وتضع قرارت لحلها طالما أنك وافقت على إجابه سؤال ماذا تفعل لو كنت رئيسا ؟ وأهم هذه المشاكل على الإطلاق ومن سيحلها سيعتبره المصريون بطل قومى هى البطاله ؟ أه ثم أه من البطاله والبطاله المقنعه وعدم الأمن, مشكله السكن ليس فى المدينه وحدها بل فى الريف أيضا, ألاف المشاكل التى هى أهم من الحريات التى تتحدث عنها سيدى)

تلك هى ملخص الأسئلة التى وردت وكنت أرجو أن يدرك الأحباب القرآء فى كل مكان أن الحياة ليست بالخبز فقط وان الحرية هى التى تمنح القدرة على التميز والتفوق عندما تجد وهى التى تمنح القدرة على الصبر والجهاد عندما تفتقد ! وأعيد فقرتى الأخيرة فى المقال موضحا كبف يتحقق ما نصبو اليه ونتذكر أن ربعى بن عامر عندما واجه رستم ملك الفرس كان مما قاله(لقد إبتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان الى عدل الإسلام) ويقول عمر رضى الله عنه (متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) هذا هو لب النهضة كيف لا والحرية فريضة من فرائض الإسلام لقد ذكرت بالنص ( تلك هى أهم القرارات فى رأىِ قد تصيب وقد تخطئ لكنها ستصنع فى النهاية منظومة متكاملة من :

حريات تسمح لأبناء الوطن بالمشاركة الحقيقية فى صناعة نهضة أمة بعد حشد كل طاقاتهم تحميها حكومة تملك إرادتها وتسعى لإرضاء ربها فى إطار القيم التى أقرتها الأديان السماوية والتى تمثل جزءا شديد الأهمية فى تكوين شخصية الإنسان المصرى والعربى لايمكن تجاهله ويخضع أداء هذه الحكومة وتلك المؤسسات الى رقابة قوية تتمتع بالإستقلال والنفوذ تحت مظلة المساواة واحترام القانون وبإشراف قضائى نزيه ومستقل) , وأعتقد أن هذا المناخ هو الذى سوف يجذب الإستثمارات وسوف تتيح حالة الشفافية منح فرص متساوية للتوظيف يرتبط بالكفاءة لا بالواسطة والمحسوبية وفى وجود رقابة مشددة سوف تقل بل تختفى صور الفساد والظلم ونهب المال والثروات بما يتيح وجود موارد تسمح بإنهاء البطالة مع توزيع عادل للثروة وهو ما يؤدى فى النهاية الى تكريم الإنسان محور التنمية والحفاظ على كافة حقوقه الإنسانية من حقه فى التعليم ووجوب الحفاظ على صحته و ضرورة الحصول على سكن مناسب يسمح له بالزواج وتكوين أسرة مكرمة عزيزة تؤدى واجباتها وتحصل على حقوقها دون إذلال أو منٌ من أحد وتلك هى صورة الخلية الأولى والمجتمع بل الدولة كلها التى نرغب ونسعى لتحقيقها إن شاء الله

ولعل من المفيد أن نذكر زيارة قمنا بها كوفد من اتحاد الأطباء العرب يمثل لجنة السودان التى أشرف برئاستها ولجنة الإغاثة والطوارئ بالإتحاد بالإشتراك مع أعضاء من الحركة الشعبية وأسرة وادى النيل والمجلس المصرى للشئون الأفريقية وذلك لمعسكر من معسكرات اللاجئين السودانيين الذين أهدرت دماؤهم على أرض مصر وهم ضيوف هاربين من هول الحروب والإضطهاد فى بلادهم الى جو الأمن والآمان والسلام عندنا فى مصر !!! نريد أن نقدم لمسة حانية تذكر هؤلاء البؤساء بعظمة الإسلام والإنسانية التى تجمعنا بهم مسلمين ومسيحيين وكان حالهم بؤسا بين جوع وعرى ومرض وتجاهل من الحكومة التى أضافت - للأمانة – نوعا جديدا من الحريات الى إتفاقية الحريات الأربع ( حرية التنقل وحرية التملك وحرية الإستثمار وحرية الإقامة) وهو حرية القتل فتساوى بذلك السودانيين مع إخوانهم المصريين الذين إستباح الأمن المصرى دماؤهم فى الإنتخابات البرلمانية الأخيرة ومن قبل فى سجونه ومعتقلاته ولله فى خلقه شئون !! لذلك ننظر الى الحرية نظرة الإهتمام الأولى فهى مفتاح كل تقدم , وباب إسترداد كل حق , ودرع الصمود لمقاومة الظلم والفساد والإستبداد ومن هنا أناشد كل محب لدينه ووطنه ووللإنسانية أن يقدم تبرعه لإغاثة أهلنا السودانيين فى مصر وفى كل المناطق التى يعانون فيها الفقر والمرض فى كل السودان وهو عمل تقوم به لجنة الإغاثة والطوارئ فى الإتحاد منذ أكثر من أربع سنوات وتلك هى رقم الحساب لمن يرجو من الله سترا له فى الدنيا والآخرة (بنك فيصل الإسلامى الرئيسى 212051 اتحاد الأطباء العرب تبرع للسودان (212051 – ولعل الفرصة تسمح لمزيد من كشف أسرار ما حدث فى المهندسين ضد أبناء السودان والذى أظن أنه لن يمر كما ترغب حكومة النظام المصرى التى فقدت قدرتها على إستخدام العقل والمنطق بصورة طبيعية نظرا لطبيعتها الإستبدادية ولعلهم لا يدركون أن الله من ورائهم محيط

دكتور محمد جمال حشمت

g.hishmat@gmail.com

إضافة تعليق