اللى بالى بالك ...... هو الحل ! ـ د. محمد جمال حشمت

د. محمد جمال حشمت : بتاريخ 13 - 5 - 2007

بين يدى تفسير العنوان أمرين :

أولا : كثيرا ما اتهم شعار " الإسلام هو الحل " بأنه غامض ومطاط رغم عبقريته التى أوضحت المنهج والمرجعية فى كلمات محددة وهو اختصار منهج الإسلام الدنيوى من خلال اجتهاد ورؤية فصيل سياسى مستندا على ثوابت إسلامية عقيدية لا تمنح صاحبها قداسة بل تلزمه بقيم وأخلاقيات وإلا فقد المصداقية وفشل فى خداع الناس ولا تمنع غير المسلم من التماسها والتمسك بها والإنتساب اليها والإصرار على تطبيقها فالشعار سياسى يقدم منهجا ولا يلزم بعقيدة فهو شعار مقيد بأصول إنسانية عامة هي مرجعية لكل المصريين لا يختلف عليها اثنان ورغم صدور حكمين قضائيين لصالحه لا يقصر حق ملكيته على من أطلقه بل جعله حقا لكل مصري يتناغم مع مرجعية الدستور ونصوصه التى هى معبرة عن هوية الشعب المصرى وعقيدته إلا أن كثيرين زعلوا من الشعار حتى التبس الأمر على البعض وخاض فى أصول وثوابت إسلامية عند مهاجمة الشعار مما جعل الشك يتسرب فى نفوس الناس من هؤلاء الكارهين للشعار ولمن يحمله حتى تفرغت مؤسسات دولة بأكملها لإعلان الحرب على الشعار وسن قوانين تجرمه وتحرمه !!

ثانيا : لقد أصابت الحكومات المصرية المتعاقبة الشعب المصرى بحالة من الإكتئاب واليأس والغم والإحتقان نظرا لأدائها السئ الذى لا يضع أولوية خدمة الشعب ضمن أولوياتها! فقط خدمة الرئيس ونظام الحكم أصحاب الفضل على كل مسئول فى تولى منصبه هى أولوية الألويات !!

وأعتقد أن المعارضين قد شاركوا فى استمرار هذه الحالة بما يكشفونه بصورة دائمة من فساد وإفساد وظلم واستبداد النظام دون مراعاة حالة العجز التى نجح النظام فى نشرها ودعمها وسط أبناء الشعب !!

لذا أطرح هنا شعارا جديدا أكثر عمومية ، يفيد أى إنسان عند عرض نفسه دون ذكر أى تفاصيل ، وقد ذكرنى هذا بمحاولة أصحاب فيلم اللمبى عندما أرادوا عمل جزء ثان له ورفض واعترض البعض فكان الحل فى تعديل الإسم وصار "اللى بالى بالك " مرادفا لإسم اللمبى !! فما المانع بعيدا عن التحليلات والمخالفات وضيق الأفق المنتشر هذه الأيام وتلطيفا للأجواء الساخنة أن يكون الشعار الجديد للجميع "اللى بالى بالك هو الحل" فإذا ذكره الإخوان فلن يذهب أحد بعيدا عن الإسلام وإذا ذكره الوفد والغد فلن يبعد عن الليبرالية وإذا ذكره الحزب الوطنى فلن يغادر النهب والإستبداد وإذا قالت به الداخلية فلن يفهم غير الترويع والتعذيب وإذا رفعه القضاة فلن يتبادر الى الذهن سوى الإستقلال الحقيقى للقضاء وإذا أجمعت عليه أحزاب المعارضة والقوى السياسية فلا معنى له سوى نزاهة الإنتخابات وتداول السلطة والحريات وهكذا مما يكسب الشعار بعدا سياسيا وانسانيا وعلميا واقتصاديا وأبعادا كثيرة طبقا لنوعية رافع الشعار وهو فى نفس الوقت مطابقا للمواصفات طبقا للمادة الأولى فى دستور أهل الحكم وريث دستور مصر السابق !!

الأمن القومى وانتخابات الشورى

بعد أن فقدت مصر أدوارها الخارجية المؤثرة تهدد أمنها القومى !! فالصديق الإسرائيلى مازال يشجع على نشر الأمراض والفساد فى مصر ومازال يرسل جواسيسه ويجند أبناء الوطن المقهورين للعمل فى خدمة مشروعه وفشلت مصر فى توظيف أبنائها لخدمة مشروعها الوطنى المفتقد !! فما يحدث فى فلسطين ودارفور والصومال وعند موارد النيل لا يعبأ بمصر ولا قيمتها ولا حقوقها دون أى رد قوى أو فعال من الحكومة المصرية بينما نجد االنظام المصرى كله مستنفرا لتمرير قوانين فاسدة بصورة ساذجة لحصار المعارضين وفى القلب منهم الإخوان المسلمون الذين يشكلون الخطر الحقيقى على الأمن القومى المصرى باعتراف رئيس الجمهورية !!! لذا فقد انفتحت مسارات الحوار مع كل الأطراف التى تمثل تهديدا حقيقيا لأمن مصر وخنع النظام أمامهم بلا منطق فى الوقت الذى انسدت فيه كل قنوات الحوار مع أعداء الوطن من الإخوان وتجبرت عليهم حكومة بلا سند من حق أو عدل!!! وترتفع وتيرة الإستعدادات لإنهاء مسرحية الشورى سريعا فى ظل اعتقالات مستمرة للإخوان أهدرت حتى الحصانة البرلمانية لكل من تشك فى خوضهم للإنتخابات وهو على كل حال علامة ضعف فما هى قيمة أو رجولة من اعتقل الفريق المنافس بل واعتقل الجمهور كى يلعب فريقه وحيدا فى الملعب ؟!! أظن لا قيمة ولا عقل في ذلك ! المهم وصلنى أن تعليمات أمنية لبعض المؤسسات الحكومية جاءت لتحضير أسماء الموظفين من البحيرة للإشراف على انتخابات الشورى فى كفر الشيخ وهو أمر طبيعى بل يمكن القول أنه من الممكن أن يكون من هؤلاء الموظفين , الشرفاء الذين يتصدون للتزوير لوجاءت التعليمات بذلك من السيد الحكمدار الذى يجتمع بهم قبيل يوم الإنتخابات !! لكن الجديد فى التعليمات أنها أرسلت كشوفا مرفقة بأسماء حوالى 500 موظف لا يسمح بندبهم لهذه الإنتخابات !!! طبعا خايفين من التزوير ...........إنه ينكشف !!!

وبناء عليه أرى والله أعلم بصحة ما أرى أن الواجب الآن على كل القوى السياسية والأحزاب - بعد أن وضحت نية النظام وظهرت أفعاله المناوئه للحريات والعدل والحق – الإبتعاد عن الحياة السياسية المزورة والملوثة فى مصر كى يفتضح هذا النظام ! فلندع له الملعب وحيدا بلا فريق منافس وبلا جمهور ولتتوجه كل القوى السياسية والأحزاب - التى تريد أن تشارك بحق وبفاعلية فى حياة الشعب المصرى بعيدا عن ذهب المعز وسيفه – الى الشعب تستمد منه شرعيتها ولا شك أن وجود الإخوان فى الشارع السياسى وسط أبناء الشعب أفيد وأعظم من وجودهم فى مجلس يديره مثل هؤلاء الغلابة الذين انتحروا سياسيا وأفسدوا تاريخهم وأساءوا لمصر فى الداخل والخارج !! والكل يعلم أنه لولا وجود الإخوان القوى وسط الشارع المصرى ما حصلوا على ما حصلوا عليه من أصوات والعودة للأصل واجبة فى هذا المناخ المتردى !! والكل يعلم أيضا أنه لن يخرج مصر من أزمتها سوى الشعب وحركته لا النخب ومشاركتها فى مؤسسات فقدت استقلالها وصار الجميع مخبرين لدى وزارة الداخلية !!

على كل حال البداية الصحيحة هى توافق المعارضة فى جبهة واحدة تحمل رسالة سياسية واضحة تجمع على الحريات والعدالة والشفافية والمساواة يلتزم بها كل فصيل طبقا لعقيدته ويحتكم بها للشعب حال كونه مصدرا للسلطات بحق ، وبدون هذا التوافق سيطول أمد عودة الشعب المصرى لحياته يستمتع بالشمس والنور والهواء بعد أن تسمم فى كهف هذا النظام أكثر من خمسين عاما !! ولا ننسى أن الفرص تضيع ولا تعود إلا بعد دورة للزمان مع إيمانى الكامل بأن الزمن جزء من العلاج ونحن على أعتاب تغيير قادم نرجو ألا تنفرد به القوى المعادية للشعب المصرى بينما نحن فى عراك أو على خلاف و"الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص"

drhishmat@yahoo.com

إضافة تعليق