نتيجة حرب ومصير جيوش !! ـ د. محمد جمال حشمت

دكتور محمد جمال حشمت : بتاريخ 18 - 8 - 2006

حرب الخداع و الغباء ... تلك هى مقولة الكاتب الصهيونى زيف ماورZeev Maor

وهو أستاذ العلوم السياسية جامعة كليفورنيا و جامعة تل أبيب بل زاد فى توصيف نتيجة هذه الحرب بقوله"لو امتلكنا الشجاعة و القوة الذهنية للاعتراف بأخطائنا، فسيكون هذا أكبر نصر لإسرائيل فى حربها مع حزب الله و معاركنا الأخرى

منذ بدأت الحرب و هناك العديد من الأصوات فى الصحافة و وسائل الإعلام و المثقفين الذين يصفون مايحدث على أنها حرب البقاء و استمرار لحرب الاستقلال و ربما هم على صواب فى أنها حرب دفاعا عن بقائنا.

و لكن حرب البقاء المزعومة ليست بين إسرائيل بترسانتها النووية و صواريخهاو طائراتها و دباباتها و 2500 مقاتل من حزب الله و عشرة آلاف صاروخ يمتلكها.

حرب البقاء و الدفاع عن الديار ليست تلك التى تجرى مع مجموعة راديكالية نشأت بسبب حماقات و غرور شارون و بيجين لخلق شرق أوسط جديد، فالحرب فى لبنان الآن هى فى النهاية حرب محدودة ضحاياها من المدنيين على الجانبين

هى حرب بين القلة و الكثرة، بين مجموعة قليلة العدد التى أطلقت على الحرب منذ الطلقة الأولى حرب الزيف و الخداع و الغباء و بين هؤلاء الذين بدؤوها و مستمرين فيها و يعطونها صبغة أيديولوجية

هى حرب بين قلة تحاول أن تكشف و تمزق إجماع مقدس لأولئك الذين يلتمسون الأعذار و يجدون المبرارات لحرب ضد المدنيين فى لبنان و يستمرون فى إداراتها بفشل و يخلقون الأعذار من أجل ألا تتوقف

الحرب فى لبنان هى حرب الغباء و العمى السياسى و فشل عسكرى و فقدان للعدالة و القيم الأخلاقية، هى حرب يتنافس فيها حزب الله معنا و أضف الولايات المتحدة بدرجة عالية من الغباء حول من يصيب قدميه بالرصاص أكثر......

و لو امتلكنا القدرة الذهنية القوية و العالية فى الإعتراف بالخطأ و تعلمنا منه فهذا سيكون أكبر إنتصار لنا ضد حزب الله و إيران و كل مايهدد وجودنا "

أظن أن نتيجة الحرب ومعالمها واضحة من خلال كلمات الأستاذ الصهيونى وهى أبلغ ما يمكن أن يقال " وشهد شاهد من أهلها" بدلا من الغثاء الذى يردده بوش بغباء ينافس غباء حكومتنا فى مصر !!!

ولعل الحرب الحقيقية قد بدأت بعد وقف إطلاق النار كى تحصل دولة الكيان الصهيونى بالسياسة ما فشلت عن تحقيقه بالحرب كما فعلت فى كامب دايفيد حيث حصلنا على سيناء منزوعة السلاح من الصهاينة ودخلوا جميعا مصر من أوسع أبوابها وأبعدوا الجيش المصرى رغم أنهم حايموتوا كى ينتشر الجيش اللبنانى فى الجنوب على حدودهم بدلا من مقاتلى المقاومة الإسلامية !! وطبعا السبب واضح فى هذه التفرقة! لقد تأكد العالم أن الحكام العرب ماتوا وشبعوا موت رغم حركتهم وعلو صوتهم وأن الشعوب مازالت حية تناصر أبناء الأمة المقاومين فى كل مكان والخطورة هنا هو انتشار التعاطف وتحوله إلى ثقافة تؤمن بالمقاومة وتجد فيها البديل أو بالتحديد الخيار الوحيد أمامها لتسترد هذه الأمة كرامتها المستباحة وشرفها المهدر على طاولات الحكام العرب الذين هم بلا شك أكبر الخاسرين بل هو للكثير منهم علامة فاصلة لسوء الخاتمة – رغم موتهم- !!

وهذه الحرب أكدت أن الجيوش العربية منذ زمن طويل تتجه ناحية الشعوب لا ناحية الأعداء – وأصلا مع الخيار الاستراتيجى ليس هناك أعداء - !! وهذا معلوم طبعا لكن الجديد أن أسلحة هذه الدول التى تنفق عليها المليارات هى بمثابة الأسلحة الفاسدة !! والحديث هنا ليس لى ولكن لضابط وأكاديمي عسكري سابق له مؤلفات عديدة منها كتاب اسمه (الاسلام والغرب- المواجهة والحل ) يكشف فيه خبايا وأسرار لم يكذبها أحد حول الأسلحة الأمريكية التى تتسلح بها جيوش الشرق الأوسط أحاول تلخيصها على قدر ما أستطيع " مع التطور التكنولوجى الحديث أصبح اسم السلاح الفاسد لا يطلق على السلاح الذى لايعمل بصورة طبيعية أو ينفجر عند استخدامه بل صار يطلق على كل سلاح يعمل بصورة طبيعية ما لم تختلف سياسة المستخدم أو المستورد مع سياسة المورد القائم بتصنيع السلاح !!!! كما يبقى عمل السلاح تحت هيمنة المورد –دون علم المستخدم- بطرق خارجية إذا اختلفت سياسة المستخدم عن سياسته –أى سياسة المورد- !!! بمعنى أنه يمكن إيقاف عمل الصواريخ وعمل الردارات .. واسقاط الطائرات .. الخ عند الحاجة .. دون إطلاق قذيفة واحدة عليها إذا استخدمت هذه الأسلحة فى أعمال ضد سياسة أو رغبة مورد السلاح!

ثم ذكر السيد اللواء الدكتور المهندس أربع طرق مختلفة لكيفية قيام الغرب وأمريكا بابطال عمل الأسلحة التى يقوم بتوريدها الى المنطقة العربية !!! الأولى : بزرع فيروسات كامنة أثناء التصنيع فى الدوائر الاليكترونية التى تتحكم فى عمل السلاح يتم تنشيطها بإشارات لاسلكية عبر الأقمار الصناعية عندما يراد إبطال عمل هذه الأسلحة وهو ما يسبب مثلا اسقاط الطائرات –عند قفل دوائر الوقود مثلا- دون الحاجة لإطلاق قذيفة أو صاروخ !! الثانية : بزرع برامج للحاسبات الإليكترونية التى تهيمن على عمل السلاح فتقوم بتسجيل المعدلات التكرارية لعمل السلاح التى تختلف فى حالة الحرب عنها فى حالة السلم مما يسبب توقف عمل السلاح دون الحاجة الى اشارة من مصدر خارجى الثالثة: وضع إحداثيات معينة أو اتجاهات معينة فى ذاكرة السلاح لا يمكن توجيه السلاح اليها !! الرابعة : التحكم أو وقف توريد قطغ غيار السلاح فينتهى كقطعة من الحديد لاقيمة لها !!!! (هل علمتم لماذا أنتصر حزب الله الذى لا يستعمل سلاح أمريكى ولماذا يرفض الحكام العرب مجرد التفكير فى الحرب !!!!!) ثم يستكمل السيد اللواء الدكتور المهندس حديثه الذى جاء على شكل سؤال وجواب بسؤال وجيه – طبعا لنفسه – ولماذا إذن تقوم الأنظمة العربية باستيراد هذه الأسلحة الفاسدة وبمليارات الدولارات !!؟ ويجيب بمنتهى الصراحة – دا هو - أولا :هى مبالغ مدفوعة كإتاوة للبلطجى الأمريكى فى مقابل بقاء الأنظمة الحاكمة والحفاظ على مصالحها !! ثانيا: هى وسيلة لتأمين ملك وأمن الأنظمة الحاكمة وليس لتأمين وأمن الشعوب - حيث تعمل بكفاءة فى مواجهة الشعوب- ثالثا : هى وسيلة للإثراء غير المشروع المتمثل فى عمولات صفقات السلاح !! رابعا : حتمية وجود هذه الصفقات لإيهام الشعوب العربية المغيبة بأن لديها جيش يمكن الدفاع عنها .. حتى لا يحرمها ذلك من الطمأنينة النفسية وبهذا يمكن إبادتها- بهدوء- وهى مغيبة عن هذه الحقائق ثم يستعرض الخبير العسكرى نماذج من صفقات السلاح فى منطقة الشرق الأوسط التى تحققت فيها هذه الشروط التى تجعل من الأسلحة التى نحوذها ونستعرضها كل عام – زمان – بندقية فرح العمدة بعد غياب كل وسائل التوجيه منها !!!

أظن الآن أن ما قدمه الحكام العرب فى حرب لبنان من مواقف مخزية له مبرره الواقعى مما يعفيهم من تهمة قصر النظر وحب البقاء ويوقعهم فى تهم "عظيمة" لو صدق ما ذكره السيد اللواء الدكتور المهندس محمد الحسينى اسماعيل .... اللهم بلغت اللهم فاشهد .. ولاحول ولا قوة إلا بالله العظيم

drhishmat@yahoo.com

إضافة تعليق