فى النهاية مع السلامة ! ـ د. محمد جمال حشمت

د. محمد جمال حشمت : بتاريخ 24 - 3 - 2007

عجبت لكل من شارك فى صياغة التعديلات الدستورية الفضيحة التى تقدم بها رئيس الجمهورية وعجبى أكبر لكل من وافق عليها بدون تعقل أو تدبر بل ودافع عنها كأنها فتح ربانى وفرصة يجب أن ينعم بها الشعب المصرى الذى لا يدرك أين تكمن مصلحته !! والأكثر عجبا هو من أدار التمثيلية السخيفة وبرر لها وزور من أجل تمريرها أصوات النواب وهو تقليد قديم يستعين به السيد رئيس مجلس الشعب الذى يحظى فى كل انتخابات تشريعية بـ 2500 صوت ولا أنسى له أنه مارس نفس الأسلوب فى جلسة ابطال العضوية الخاصة بى فى 15 ديسمبر 2002م حيث لم يكتمل النصاب بشهادة أعضاء من الوطنى لم يحضروا وتم تسجيل أسماءهم وأيضا فى مذكرة وزعها النائب محمد فريد حسنين تحدد الأرقام الحقيقية التى حضرت والتى أضاف لها دكتور القانون 100 صوت عند نطقه بنتيجة التصويت كى تتجاوز النصاب المحدد !!

المهم الكل يعلم أنه ليس هناك مكان للدكتور سرور فى المجلس القادم ويمكن أن ينال منصبا شرفيا فى أى موقع مالهوش لازمة لأنه لا يناسب العصر الجديد ويجب أن يعلم ذلك وهو يعلم !! فلماذا إذن شارك فى هذه المهزلة رغم قيمة ما تخطه يداه من دراسات وتحليلات خاصة قبل عام 1980م؟! هل ردا لجميل استمراره فى الصورة طوال أكثر من عشرين عاما !!الله أعلم على ماذا يراهن أستاذ القانون!!

لقد صرح لى مرة "النائب المزور" أن سرور سيبقى حتى يركب الولد بنص كلماته وصدق وهو كذوب!! وما ينطبق على الدكتور سرور ينطبق على كل عرابين النظام طوال أكثر من ربع قرن فلن يبقى السيد صفوت الشريف الذى يبدو أنه لا يشغله كيف سيذكر فى كتب التاريخ منذ بداياته فى التوجيه المعنوى وحتى تمرير التعديلات التى يعلم الله وحده على من ستطبق!! حتى يأذن سبحانه بتعديلها حسب ما تقتضى مصلحة الشعب المصرى الحقيقية.

حتى نواب الحزب الوطنى الذين نجحوا على قوائمه أو المستقلين الذين ضمهم بالعصا والجزرة لن يكون لهم مكان فى أى مجلس قادم فقد استعملهم مرة ولن يزيد!! وسوابق النظام فى ذلك كثيرة لعل الله يقدر لرصد التفاصيل فى هذا الموضوع لو صلح للنشر فى مرات قادمة إن شاء الله !!

ولعل من المناسب أن أستعير هنا بعض المعانى والجمل من حديث الدكتور رفيق حبيب الباحث والمفكر القبطى المنصف فى ندوته بمقر نواب الشعب من الإخوان المسلمين بدمنهور:

* سوء اختيار التوقيت بعد 25 عاما بدلا من تحريك الشارع السياسى ومنح مزيد من الحريات جاءت فى عكس الإتجاه كأنه يؤسس لوجود جديد قادم أو يضمن استمرار الموجود (وكلاهما أشر من بعضهما)!!

* الإقتراب من المادة الخامسة كما حدث عبث بهوية الأمة، لقد تحملنا عندما أرادوا السلطة !فلما أرادوا السلطة والثروة لم يجدوا مقاومة تذكر أما أن يستولى على السلطة والثروة وهوية الأمة فلا

* بعد التعديلات صار دستور النخبة لا دستور أمة ولا دستور دولة !! فعندما تسيطر الأمة وهويتها يكون الدستور معبرا عن الأمة وهويتها أما إذا كانت الدولة هى المسيطرة كما هو الحال فى الغرب فالدستور وقتها يعبر عن الدولة التى تحمى الحقوق والواجبات أما اليوم فالدستور صار دستور النخبة الحاكمة فى مصر فقط

* كان لدينا دستور الى حد ما جيد وتطبيق سئ ، اليوم لدينا دستور سئ وتطبيق أسوأ !!

* التعديلات ألغت دولة القانون كلية (ربما انتقاما من القضاة الشرفاء الذين فضحوا تزوير الدولة ومن وراءه) فصارت المرجعية للرئيس لا دستور ولا قانون حيث يحيل من يشاء للقضاء الذى يريد بعيدا عن القاضى الطبيعى لكل الشعب والذى يجب أن يتساوى أمامه الجميع و إلغاء وجودهم فى اللجان الإنتخابية فلا وظيفة للقضاء إلا ما يرى الرئيس فالمادة 179 موجهة للإخوان والقضاء والمادة 88 موجهة لكل القوى السياسية والقضاة !!

* المادة 62 و94 اللتان تتحدثان عن حق الترشيح والإنتخاب والنظام الإنتخابى هى موجهة للأخوان والمنشقين من الحزب الوطنى خاصة بعد إخراج القضاة من اللجان !( فلن يحتاج للمحايلة أو للجمايل بما يناسب وضعه بعد المادة 179 التى سيرهب بها الشعب المصرى كله لأن الإخوان مش فارقة معاهم حتى فى ظل الدستور القديم ، فلن يحمى الإخوان نص أوقوانين بل يحميهم صدق ورب رحيم )

* مغازلة النظام للأقباط والمرأة دليل فشله السياسى فهو يريد أن يحظى بكتلة تصويتية وأن يكسب كلاهما فى صفه وهو بذلك دون أن يدرى يتحول الى حزب طائفى ! والمتوقع أنه لن ينال ذلك لأنه لن يمنح الأقباط أى مكاسب وفى المقابل لن يكونوا له كتلة تصويتية !

تلك هى أهم ما قاله الدكتور رفيق الذى أعتز بمعرفته وبقدرته على قول الحقيقة المجردة فى هذا الوقت بالذات الذى يتكالب فيه الجميع على السلطة وهى تفتح خزائنها لمن يقف معها فى باطلها وسطوها على إرادة الشعب المصرى الذى بدأ يتململ وزاد حراكه إضرابا أو اعتصاما أو تظاهرا حتى لو كان لأكل العيش ولإستعادة حقوقه ، فلقد نادينا كثيرا كى يغضب الشعب فقط لحقوقه المهدرة بعيدا عن أى قضية عامة أو وطنية يكفينا أن يغضب و يثور لحقه المهضوم وأول الغيث قطرة

الآن نريد الإعتصام فى المنازل يوم الإثنين 26 مارس 2007م والإجازات حق أصيل للمواطن بغض النظر عما تقرره حكومة الحزب أو حزب الحكومة بحرمة الغياب فى هذا اليوم وأى إجراء قانونى فى صف الموظفين والعاملين الذين يمتنعون عن الذهاب فى هذا اليوم حتى لا يجبروا على الشحن فى الأتوبيسات من أجل التصوير التليفزيونى فقط أما التصويت فله رجاله والنتيجة تم تجهيزها !!

لم يبق إلا حركة أبناء الوطن خاصة الشباب وعلى الجميع أن يتحرك كل على قدر ملكاته وامكانياته حتى تصل الرسالة واضحة أنه لا لسرقة وطن لا لتوريث سلطة لا لتكميم الأفواه لا للعبث بهوية الأمة ويقولون متى نصر الله قل عسى أن يكون قريبا.. قريبا ان شاء الله

drhishmat@yahoo.com

إضافة تعليق