حشمت..."المصريون" والإخوان كلمة لابد منها

مما يحسب لجريدة المصريون أنها فتحت أبوابها لكل الاتجاهات للكتابة فيها وهو نهج لاشك فى صحته وهو ما ننادى به فى كل مكان وبغض النظر عن توجهات أصحابها إلا أنها تحافظ على أهم الثوابت التى أعتبرها الفيصل فى اتمام التواصل من عدمه وهى تقديس شرع الله والدفاع عنه وحماية قيم العدل والحرية والمساواة ولا يعنينى بعد ذلك اختلاف هنا وهناك مع بعض التنظيمات والجماعات لغرض فى نفس يعقوب تفرضها المصلحة أو الطموح أو الرغبة فى تحصيل مكسب فذلك أمر يتساوى فيه الجميع لكن غير المقبول أن يكون ذلك على حساب الاسلام عقيدة وفكرا !

لذا فقد كنت من أوائل الذين كتبوا على صفحاتها بعرض كريم من الأستاذ محمود سلطان وقد زاد كرمه عندما عرض على أثناء الحملة الانتخابية لبرلمان 2005م استعداد الصحيفة لنشر كل ما يخدم حملة الدعاية وقد شكرته كثيرا وقتها ، والسؤال لماذا أذكر ذلك الآن؟

 الحقيقة أن أحدا لا ينكر أن جريدة المصريون لها موقف من جماعة الإخوان المسلمين تنضح به مقالات رئيس التحرير أحيانا وقد جعل منها سلسلة منذ وقت قريب وكذلك تتبدى فى الأخبار مجهولة النسب والمصدر فى باب دفتر أحوال الوطن الذى لم يكتف بالإخوان إنما طال الجميع بأخبار قليلة الكلمات قد تبدو خفيفة الظل لكنها أقسى من النيران وأحد من السيف وتجلب من السخط على الجريدة أكثر من الرضا !!

وهنا توالت النداءات لى من عدد من الإخوان الذين لا أشك فى محبتهم وحسن ظنهم بالتوقف عن الكتابة للجريدة ورغم أنهم قلة تعد على أصابع اليد الواحدة إلا أن رأيهم ومطلبهم قد شغلنى ولم أرد عليهم بصورة شخصية لكنى آثرت أن أرد عليهم على صفحات المصريون لما أظنه من خير فى القائمين عليها ومدللا أن الاستمرار له مكاسب أكثر مما للمقاطعة التى يطالبوننى بها !

أولا يجب أن أوضح أن معيار استمرارى رهن التصور الذى شرحته فى البداية وليس مرتبطا بعلاقتى الخاصة بالجريدة ومحرريها التى تتواصل عبر الاتصالات بكل الحب والاحترام والدليل على ذلك أن كثيرا من مقالاتى قد تعرضت لحذف بعض الأجزاء التى ترى إدارة التحرير أنها تسبب لهم إشكاليات قد يحاسبوا عليها وهو أمر أقدره ولا أعترض عليه خاصة أنه أحيانا يتم الإتصال بى قبلها وهو مالا يحدث معى من القريبين منى ! بل لقد أضيفت كلمة فى أحد المقالات أزعجتنى واتصلت بالأستاذ محمود سلطان واستنكر معى واعتذر وانتهى الأمر عند هذا الحد ، حتى كان الأسبوع الماضى عندما وجدت خبرا عن انتخابات مكتب الإرشاد يتحدث عنى بأسلوب مشين فى محاولة لمنح الدكتور مصطفى الفقى شرعية يفتقدها ويعانى من غيابها عندما ذكر حصولى على 3 أصوات فى انتخابات المكتب والدكتور عصام على 5 أصوات وأن هذا يدفع مرشح الوطنى الناجح بالتزوير أن يدعى شرعيته لسقوطى فى عقر دارى ...الخ من خبر مستفز وقد كان الأولى بى  بعدها أن أقاطع الجريدة حيث اعتمد الخبر على معلومات كاذبة وأقام عليها استنتاجات غريبة تخالف العقل والمنطق والواقع وهو ما أعتبره ضارا بمصداقية الجريدة دون أن يكون لها تأثيرا على شخصى الضعيف أو الدكتور عصام أو حتى جماعة الإخوان !!! مما يؤكد قناعتى التامة بما أردده وأكرره أن تنظيم جماعة الإخوان يستمد شرعيته من خدمة الاسلام والتزامه بمنهج الاسلام ولايمكن أن يكون الاسلام فى خدمة التنظيم !

فإذا اختلف أحد مع الإخوان فإن الاسلام يسعنا جميعا دون عداوة أو قتال فى غير محله ولا وقته حتى وإن كنت بشخصى هدفا للهجوم طالما أعلم التزام الجريدة الخط العام لمناصرة الفكرة الاسلامية فى إطار من الحرية !, بالمناسبة فقد اتصلت برئيس التحرير بشأن الخبر وأعتذر بأدبه المعهود وأوضح أن خبرا أخر سيلحق للتصحيح وقد حدث فعلا وجاء النفى على لسانى فقط دون أى إعتذار أو توضيح بشأن علة ربط العلاقة بين انتخابات دمنهور البرلمانية ومكتب الإرشاد المحدودة - بفرض صدق الأرقام التى ذكرها الخبر !!-  لكنى اعتبرت الموضوع انتهى عند هذا الحد

ثانيا  لماذا يسيطر على البعض فكرة الانسحاب مع كل خلاف يحدث !؟ و لماذا نعتبر أن الإختلاف مع الإخوان هو إختلاف مع الإسلام بينما نحن نؤكد ليل نهار أننا جماعة من المسلمين ولسنا جماعة المسلمين؟  إذا كان الإخوان يعرضون أنفسهم ومنهجهم وفهمهم للإسلام على الدنيا كلها فالطبيعى أن يقبل البعض ويرفض البعض الآخر ويتوقف الكثيرون لحين التأكد من صدق المنهج وصواب الأداء وعظمة التضحية التى يقدمها الإخوان ، وغير الطبيعى أن نعزل أنفسنا ونحن وسط الناس ، غير الطبيعى أن أحكم على الناس وموقفهم منى بمعايير المطلق أوالأسود والأبيض لأن المواقف والأفكار متغيرة بل القلوب بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء ، ورب كاره للدعوة اليوم هو من أشد وأقوى دعاتها غدا وفى التاريخ عبر وقصص فكان قاتل حمزة سيد الشهداء هو الذى قتل مدعى النبوة الكذاب ولله فى خلقه شئون

ثالثا أن استمرار كتابتى - ويقينى أنها لا تضيف كثيرا للقراء فمنهم من هو أعلم وأكرم وأفهم منا لكنها إرادة الله-  هذا الاستمرار - طالما بقيت الجريدة بخطها العام وثوابتها التى هى ثوابت الاسلام – رسالة للتواصل بين فريق المقاومة وما يضمه من اتجاهات وقوى وهيئات على الحد الأدنى من المتفق عليه للوقوف فى وجه الظلم والفساد والاستبداد أيا كان ما يضمه من أحزاب ومؤسسات ، وقد أقر الإخوان هذه المبادئ منذ نشأتهم حتى مبادرتهم الأخيرة فى مارس 2004م التى أقرت بعدم قدرة الإخوان بمفردهم على مواجهة ما يحدث على أرض مصر من تخريب وإفساد وظلم واستبداد ومدوا أيديهم الى الجميع ومازالوا ، وهنا لابد من تحقيق هذه المعانى والشعارات وترجمتها الى مواقف عملية تتجاوز النظرة الشخصية أو النظرة العنصرية الضيقة انتصارا لرفض العزلة وإقرارا بحق الجميع فى متابعة ومعرفة ما يدور فى كبرى الحركات الاسلامية دون التدخل فى إدارة الشأن الداخلى الذى يتحمل مسئوليته بالكامل فقط أبناء الجماعة ومسئوليها

رابعا أشكر لإخوانى – رغم قلة عددهم – نصيحتهم لى وأرجو أن أكون قد أوضحت مبررات استمرارى فى الكتابة فى جريدة المصريون رغم مانال الإخوان منها - فى ظنهم – وليعلم الإخوان أنهم سيظلون هدفا للجميع من حولهم اقترابا منهم أو تقربا على حسابهم  وهذا لا يعيبهم ! إنما العيب فى الانطواء والابتعاد والانسحاب وكفانا ما يحيط بالجماعة من ترقب وحصار ومطاردة وتشويه على أيد الفريق الفاسد الملعون !،إخوانى الكرام وأحبتى فى الله  بحق الله والأخوة فيه خذلوا عنا ولا تفرقوا صف المقاومة وكثروا سوادهم واعلموا إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا كما أشكر لجريدة المصريون وفريقها سعة صدرهم وتفهمهم لصعوبة المناخ الذى نحياه ويحتاج فيه كل منا للأخر وأدعوهم للثبات على الحق  وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

إضافة تعليق