محمد جمال حشمت: يا رب نحن نستحي "1-2"

9  نوفمبر 2009

أثار حديث الاستاذ محمد حسنين هيكل ثورة رجال السلطة في مصر وحواريهم من منافقي الصحف القومية التي ابتلانا الله بها في سجون مصر - حيث ممنوع دخول اي جريدة أخري!! مما أصابنا بحالة من التسمم الإعلامي والعبط الفكري خاصة مع كثرة التصريحات التي يصرح بها أساطين النظام الحاكم سواء كانوا حزبيين أو وزراء فكلهم لا يستحي أن يكذب ويصر علي الكذب.... ورغم أن ما قاله هيكل طرح من قبل من حيث المضمون خاصة بعد أن تلاعبت السلطة في مصر بالدستور وبعد أن كان دستوراً يوصف في العلوم

الدستورية بالدستور الجامد الذي يجعل تعديله صعبا فقد تلاعب حكام هذا الزمان بنصوصه حتي صار دستور سمك لبن تمرهندي تتضارب فيه المواد الدستورية وتم تفصيل بعض مواد بحيث لا يمكن لأحد أن يترشح مثلا لرئاسة الجمهورية إلا إذا كان الرئيس مبارك أو نجله! حتي الأحزاب التي منحها النظام الحاكم المستولي علي السلطة في مصر في ظل تغييب الشعب المصري قهرا وتزويرا لا يحق لأحد منهم الترشح للرئاسة رغم أنه سمح لأعضاء الهيئة العليا الذين مر علي عضويتهم عاما علي الأقل بإمكانية الترشح لكن بعد استيفاء شروط هي بمثابة لبن العصفور نتيجة تزوير الانتخابات في مجلس الشعب (65 عضوا) ومجلس الشوري (25عضوا) والمحليات (140 عضوا من 10 محافظات علي الأقل) وبهذا يتساوي الشرعيون وغير الشرعيين ممن ترفع المعارضة اليوم أسماءهم للترشح أمام الحزب الوطني ! فلن يتمكن احد من الترشيح إلا إذا وافق الحزب الوطني المزوراتي علي مرشح الحزب ومرشح المعارضة!!

وهذا ردا علي تساؤلات الأمين العام للحزب الحاكم الذي رد علي سذاجة طرح هيكل وغيره لأن هناك دستورا يحدد كيفية الترشح!!

ورئيس تحرير الجمهورية يبدو أنه تلميذ مخلص للسيد الأمين العام أبو الريادة الإعلامية فيخصه بتصريحات من وقت لآخر تكفي لحرق دماء المصريين الذين ما زالوا يملكون حساً حيث يقرر في الجمهورية 26/10/2009 العدد 20391 عدة بديهيات -كما يبدو له - أن الكل من حقه ان يفكر لكن عندما يتعلق الأمر بتقرير مصير الوطن فالشعب وحده هو صاحب القرار وليس الصحافة أو الإعلام مؤكدا أن الشعب مصيره بيده ولا وصاية عليه!! إذن لماذا لا يشعر الشعب بذلك ففي دوائر كثيرة منها دائرتا دمنهور وزاوية غزال كلما جاء الشعب بنائب اختار له النظام نائباً آخر وهو ما يحدث منذ عام 1995 حتي عندما ساند القضاة في أول اشراف لهم رغبة الشعب تم إقصاء نائبهم بعد عامين فقط وطافت مدرعات مكافحة الإرهاب وحاصرت المدينة وشوارعها في انتخابات الإعادة !!

إضافة تعليق