محمد جمال حشمت: جمال مبارك أزمة مصر الحالية

2  نوفمبر 2009

السجون المصرية بأكملها تجأر بالدعاء في جوف الليل إلي الله تعالي لينهي ليل مصر وظلمتها التي طالت وقد أوشك فجرها بالظهور إن شاء الله، لا تظنوا السجن قهرا، ربّ سجن قاد نصرا". فالضغوط التي يمارسها النظام الحاكم المصري علي شعب مصر تزداد يوماً بعد يوم ومن العجيب انه يتزامن مع تلك الضغوط فشل في الأداء علي كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والعلمية والثقافية والصحية والبيئية مما يزيد من الضغوط التي يمارسها علي الشعب المصري ومن أجل تغطية هذا الانهيار الحادث في بنية الدولة كان الكذب علي الشعب وإلهائه بقضايا تافهة يصنعون منها ملهاة كبيرة ينشغل بها الناس آخرها أنفلونزا الخنازير التي لم تؤجل افتتاح الدراسة لجمع المصاريف! لكنها لم تستبعد إغلاق المدارس أو الجامعات بعد ذلك!!

نحن أمام "نظام أفرط في الإنفاق علي قوات أمن لم يعد هدفها الرئيسي اليوم سوي حماية النظام من أي اضطراب أو تهويد تحت شعار حماية الاستقرار والشرعية... وكلاهما كذبة فلا استقرار مع شعب يزداد كل يوم فقراء يعاني كل ساعة قهراً وحرماناً فالاستقرار هنا لعصبة حاكمة مالكة لأكثر من 80% من ثروات البلاد ولا شرعية مع اعتماد القوة في التعامل مع الخصوم السياسية والإقصاء لكل القوي السياسية والأحزاب الفاعلة مع الإصرار علي تزوير كل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية فأين تلك الشرعية التي تحميها قوات

أمن تخصم جزءاً كبيراً من موازنة الدولة وأموال الشعب التي يجب أن توجه لمسارات أخري تحميه من الفقر والجهل والمرض؟!!

وقد تجاوز النظام الآن قضية الاستقرار والشرعية إلي التوريث وفي سبيل ذلك وضع النظام الحاكم كل ثروات مصر ومكانتها تحت أمر جهات خارجية للحصول علي الرضا والتأييد للتوريث تحت مظلة زيادة الاستثمارات وتمثيل العلاقات ولعل ما جاء في تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التابعة للاتحاد الأوروبي والتي تذكر أن مصر هي ارخص المصادر الموردة للغاز الطبيعي لأوروبا بواقع 4% من حجم الاستهلال الكلي من خارج القارة الأوروبية وما يؤكد ذلك أن سعر الغاز

الجزائري الذي يصل لأوروبا يصل إلي 4.2 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بينما مصر تصدره بسعر 1.6 دولار لكل مليون وحدة حرارية !!

وأضاف: رغم فقر مصر من حيث الاحتياجات التي تتفوق فيها الجزائر مما يسبب خسائر يومية لا تقل عن 20 مليون دولار حيث إن السعر العالمي 12 دولاراً لكل مليون وحدة غاز !! إضافة لما يتم بيعه بنفس الخسائر للكيان الصهيوني والسؤال البديهي في المقابل لماذا يتم إهدار ثروات الوطن وحقوق الشعب المصري في بند واحد؟

وآخر البلايا التي يحياها الشعب المصري هذه الأيام إشغالنا بمؤتمر الحزب الحاكم كأنه

مناسبة وطنية أو كأن هناك انجازا يعقب كل مؤتمر!! وأكثر ما يضحكنا في هذه المؤتمرات شعاراتها فبعد "بلدنا بتتقدم بينا" وقت ثبت عكسها وبعد مناصرة المواطن الكادح الذي مات من كدحه دون أن يسأل عنه أحد، يختار المؤتمر هذا العام "من أجلك أنت" وأولويته قضايا الفئات الأكثر احتياجاً وان المواطن البسيط هو محور مناقشات الحزب الوطني!!!

والعجب في أن هؤلاء المترفين الذين ذمهم القرآن في كل موضع جاء ذكرهم لا علاقة لهم بالمواطن البسيط وقد جعلوا كل فئات المجتمع أكثر احتياجاً من أساتذة الجامعات للمعلمين للأطباء للموظفين والعمال حتي الفلاحين والطلاب صار الجميع في خانة الأكثر احتياجا ورغم ذلك تتوجه الاستثمارات للفئات الأعلي حظاً .

ولعل أكبر مثال علي ذلك لتجميل الوريث في مدينة دمنهور أن هناك مشروعاً يتم لنزع 105 أفدنة من بسطاء الفلاحين الذين يحيون علي زراعتها بعد أن كانت سباخا من أراضي الأوقاف منذ أكثر من 50 عاما وعندما تسأل من اجل ماذا تنزع هذه الأرض وتبور بصورة غير شرعية وغير دستورية حيث صارت أراضي الأوقاف وأموال أوقاف المسلمين نهباً للنظام الحاكم؟ قالوا لعمل مول ضخم!! لقد تحولت مصر إلي منتجع لدي هؤلاء المترفين ويبدو أنها من ضمن البضائع التي قدمت لتحسين وجه الوارث والوريث في محافظة البحيرة بلد الأئمة والعلماء والتي تقف حجر عثرة أمام الرضا وقبول النظام الحاكم الذي انشغل بنفسه ومستقبله حتي لو كان الثمن مزيداً من الظلم والاستبداد والتفريط في ثروات الوطن!!

لا حل إلا بانتهاء فكرة التوريث وإدراك صعوبة تحقيقها لأسباب طويلة يطول شرحها أهمها حق الشعب في محاسبة المسئولين عن أسوأ فترة مرت بها مصر .

إضافة تعليق