قذائف الحق.. الديمقراطية تهويش من الخارج وتهميش في الداخل!

(1-3)

تحت شعار الانتصار للحق والقضاء علي التطرف والإرهاب ونشر الحرية والعدل وتحقيق الأمن للبشرية والتخلص من النظم الديكتاتورية بررت الولايات المتحدة الأمريكية مواقفها التي اتخذتها ضد الدول والأفراد وكانت البداية لسلسلة من التدخلات بدأت ولم تنته حتي الآن وذلك من خلال اجتياح دول وإعلان الحرب عليها مثل أفغانستان والعراق أو من خلال حصار دول أخري والضغط عليها لتقديم تنازلات مثل إيران والتوقيع علي معاهدة الحد من الانتشار النووي والتوقيع علي البرتوكول الإضافي ومرورًا بليبيا التي استمر الاتصال بها لمدة 9 أشهر وحتي تسليم الرئيس القذافي معدات نووية واعترافات منه بتورط دول بنقل التكنولوجيا النووية إليه مثل باكستان وكذلك الوضع داخل السودان التي رفضت وجود أي طرف عربي أو مصري في بداية الاتصالات مع السوداني وانتهاءً بالاتفاق الأخير باقتسام الثروة وتعيين جون جرانج نائبًا للرئيس البشير في الجنوب وجيش للجنوب وآخر للشمال وبنك مركزي.. إلخ. كذلك التدخل في شئون دول القوقاز وامتدادها حتي أطاحت بالرئيس الجورجي شيفرنادزه والإتيان برئيس جديد موال للسياسة الأمريكية في هذه الجمهورية ولتضغط من جديد علي روسيا حتي تقدم تنازلات للسياسة الأمريكية ودعمًا لها في موقفها الجديد وخططها المستقبلية. كل ذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي لم يحسم بعد من قام بها وكان السؤال وهو لماذا يكرهوننا???

وعكفت جهات كثيرة للبحث والإجابة حتي وصلوا إلي إجابة واحدة وهي أن السبب هو الديكتاتورية «نقص الديمقراطية واستبداد الحاكم»?.

ومن هنا كان السؤال أين وكيف نعمل لنشر الديمقراطية في العالم.

وشمل البحث عددًا كبيرًا من الدول من بينها الدول العربية وروسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق وأخبر الرئيس بوش بأن الحرب علي الإرهاب ونشر الديموقراطية فيها ولكن عندما بدأت تلك الإدارة الأمريكية حربها ضد الإرهاب والتي اتخذت له مسرحًا (أفغانستان) وهي دولة فقيرة بدعوي القضاء علي طالبان ونشر الديمقراطية بها لم تعمل علي إقامة الديمقراطية فيها..

بل علي العكس عملت علي تعزيز الديكتاتورية فيها من خلال تنصيب حاكم أمريكي أفغاني وهو حامد قرضاي ولم تستطع توفير الأمن أو الأمان للشعب الأفغاني الذي ازداد سوءًا وتردت أوضاعه ولم تصل له المساعدات أو الأموال التي من المقرر أن تبني ما هدمته آلة الحرب الأمريكية...

حتي سلطات الرئيس قرضاي لا تتعدي حدود كابل..

ومازلنا نسمع عن مواجهات مع طالبان وزادت مساحة الأرض المزروعة بالأفيون لتغطي مساحات جديدة لم تكن موجوده من قبل.

فأين الديمقراطية التي تحققت?. ولماذا أغدقت العطايا علي باكستان وقت الحرب وأثنائها علي الرئيس العسكري برويز مشرف الذي قام بانقلاب عسكري أطاح بالسلطة المدنية هناك ونصب نفسه رئيسًا?.

وإذا كانت الولايات المتحدة تريد الديمقراطية فلماذا التراجع عن وصف نظام الرئيس الماليزي للوزراء مهاتير محمد بأنه أوتوقراطي ومعاد للديمقراطية وذلك بعد أن قبض علي الجماعات الإسلامية وعلي المجاهدين الإسلاميين وتقديم أنور إبراهيم للمحاكمة فكفت عن مطالبته بالديمقراطية وقام هو بمساعدات استخباراتية لأمريكا وتعاون معها بطرق كثيرة في حملتها ضد الإرهاب فتحولت أمريكا من الناقد إلي موقف المؤيد من سياسات مهاتير محمد وهكذا تعاونت أمريكا مع أنظمة ديكتاتورية بل وصفت مهاتير محمد? بأنه «قوة استقرار إقليمي» واستقبله الرئيس بوش في مايو 2002م استقبالاً حافلاً.

إضافة تعليق