لقاء مع وزير السياحة ودبوس لوزير الإسكان! ـ د. محمد جمال حشمت

الوزيرهو الأستاذ ممدوح البلتاجى وزير السياحة الأسبق و اللقاء كان بعد أن اشتدت حملة الصحف والمجلات حول اقامة مسابقات ملكة الجمال التى ترعاها الوزارة وذلك فى يونيو 2002م وقد تقدمت بطلب احاطة مرتين فى عامين متتاليين حول اعلانات اقامة مسابقات ملكة جمال مصر عامي 2001 - 2002  فى وقت ازداد فيه اجرام الصهاينة فى فلسطين واجرام الأمريكان فى أفغانستان وضد العراق وشعبها، وقدمت المرأة الفلسطينية كثير من الإستشهاديات مثل دارين وأخواتها ثم ياتى من لا يحيا هموم الأمة ليعرض أجساد المصريات فى تجارة رخيصة لأختيار ملكة جمال مصر فتدنينا بالمرأة المصرية إلى أدني المستويات وفى اطار لا يمثل حقيقة المرأة كأم وزوجه وأخت وإبنه وقد أدلى السيد مفتي الجمهورية بدوره فى هذه المسابقات مصدرا فتوى بتحريمها وتحريم اقامتها .. ورغم ذلك يتم الإعلان عن المسابقة ويُدعى السيد وزير السياحة لحضور حفل تنصيب ملكة جمال الأزياء على شاطئ شرم الشيخ فى حضور مسئولين أجانب وبعد زيادة الحملة الصحفية  حول ما قدمت من طبلات إحاطة وأسئلة، فوجئت باتصال تليفوني من سكرتارية مكتب الوزير ليحدثنى بنفسه قائلاً " لقد سألت عنك وعلمت أنك نائب محترم وموضوعي وكنت عايز أشرب قهوة معاك " فقلت له شكرا آجي لسيادتك بعد غدٍ ان شاء الله " وحضرت فى الموعدد المحدد وتأخر الوزير عشر دقائق اعتذر عنها وبدأ اللقاء فى غرفة ملحقة بمكتب الوزير بمبنى الوزارة بالعباسية وكنت قررت أن اسمع له حتى ينتهي من حديثه فبدا وتحدث فى عدة نقاط أوجزها فيما يلي :

أن السياحة فى مصر هي قاطرة التنمية وأن أنا كوزير لى مستهدفات فى مجلس الوزراء لابد من تحقيقها وأن السياحة فى مصر 90 % منها سياحة ترفيهية أما سياحة الأثار والمؤتمرات وغيرها فلا تتجاوز الـ 10 % عكس ما يظن الجميع .. وأن هذه المسابقات إنما تقوم بها شركات خاصة بعيدا عن رعاية وزارة السياحة وأن الوزارة لا سلطة لها على مثل هذه المسابقات وان حضورى الحفل الختامي لملكة جمال عارضات الأزياء فى شرم الشيخ لوجود مسئولين أجانب وهو جانب نهتم به كدعاية لمصر عن شواطئها وعن حالة الأمن بها وأن هناك عرض قُدم لمصر لحضور مايكل جاكسون ومعه 7 طائرات جامبو بها مشجعيه ومحبيه ولكن مصر رفضت وذهب إلى دبي بطائراته !

وبعد أن استعرض الوزير كل ما لديه بدأت حديثى معه شاكرا دعوته للمناقشة فى موضوع يشغل بال المصريين فى سابقة جديرة بالإحترام لأنها تحترم الرأى المعارض بل تقترب منه وتستوضحه ( وهو الغني عن هذا فى ظل مناخ التعالى والعناد وفقدان القدرة على اتخاذ القرار الذي يسود حكومة مصر منذ سنوات طويلة ) وقلت له أنا اليوم نائب وغداً بعيد عن هذا الشرف وكذلك سيادتك اليوم وزير وغداً بعيدا عن الوزارة وأنتم قد أقسمتم اليمين على حماية مصالح هذا الشعب والحفاظ على عقيدته ودينه وحياته .وأقول لكم ان كنتم تعتبرون أن السياحة هى قاطرة التنمية أقول لكم لو أن السياحة جاءت بخمسين ضعفا عما تدره اليوم فلن نجد أثرها على الإنسان المصري لأن الرزق لدينا نحن المسلمين إنما يرتبط بمعنى الآيات (  وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) فأين التقوي فى السياحة التى نحياها فى مصر الآن ولتعلم سيادتكم  أن السياحة لها أصل فى الإسلام فى قوله تعالى (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (الأنعامْ11)

(قد خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (آل عمران137))

 فقاطعنى قائلا لقد سمعت هذه الآية من قبل عندما كنت فى معرض للسياحة فى فرانكفورت ووجدت أن جناح ايران أكبر من جناح مصر ثلاث مرات فتحدثت لوزير السياحة الإيرانية متعجبا مالكم ومال السياحة !! فقال لى هذه الآية !!  

واستطردت مذكرا الوزير أن أخبار هذه المسابقات تمثل استفزازا للمصريين لا أقول فى المحافظات والريف ولكن فى القاهرة وأحيائها الكبيرة فالخريج يتخرج ولا يجد عملا فيلجأ للدراسات العليا ثم يفشل فى العثور على وظيفة فيضطر للوقوف بالخضار والفاكهة بعد أن يشتريها بالآجل ثم تأتي شرطة المرافق فتدوس بضاعته وتغرمه غرامة قبل أن يحصل على قوت يومه وفى ظل هذا الضنك تعلق الصحف على مسابقة ملكة جمال مصر فمن يتحمل مثل هذا الإستفزاز ومن يضمن ردود الأفعال ، ان التطرف فى جانب هو نتيجة تطرف فى الجانب الآخر فماذا تريد الدولة ؟

وأحدثك حديث الصادق أنني سالت صحفيين من الدانمرك كانوا عندى أول أمس وسألتهما سؤالا محددا لعلمى أني سأقابلك اليوم وهو : كم من الوقت تتحمل فيه البعد عن النساء والخمور إذا أردت السياحة والسفر ؟ فقال الوزير طبعاً لم يتحملا ! فقلت له : سيادتك كنت أسرع منهما فى الرد فقد صمتا وقتا ثم ذكر لى أحدهما ممكن لمدة أسبوع ! فهل  عجزنا عن عمل  سياحة اسبوعية بعيدا عن النساء والخمور ؟ بدلا من صعاليك رحلات الشارتر الذين يتحركون بخيامهم ولا ينفقون شيئا ذو بال .

هل فشلنا فى تقديم بدائل تميزنا وتناسب عقيدتنا بعد  أن ملّ هؤلاء من النساء والخمور فى بلادهم ؟ وهم يرحبون بذلك .. بل يحترمون عقائدنا لو احترمنا نحن عقائدنا وتقاليدنا .

معالي الوزير آسف لوذكرت لك تأثير السياحة المصرية على شبابنا فى نقطة واحدة من نقاط التماس وهي الأقصر فإن كثير من  شبابها  قد تغيرت أخلاقهم وتبدلت بعد مخالطتهم للسياح وزواج الكثيرين منهم من السائحات الأجنبيات وهكذا فى كل نقاط التماس خاصة فى محافظة البحر الأحمر وجنوب سيناء .

وسالنى الوزير هل نرفض تنظيم أو رعاية مثل هذه المسابقات رغم ما تحققه لمصر من دخل ودعاية ورغم وجود المايوهات فى شواطئ مصر بلا مسابقات !  وكان ردي أن مصر أعظم من ذلك وما هو موجود إنما يمثل نتاج فساد اعلامي وتعليمي وقيمي مازال يغزو مصر فإذا تم اصلاحه انعدمت الصورة السلبية ، ووجودها ليس دليلا أو مقياسا للإستسلام والرضا به ومصر الأزهر رائده وقلب العالم الاسلامي أعظم من أن تتورط فى هذه المسابقات المهينة للمرأة وتساعد على تشويه وتحقير صورة المرأة المصرية المتدينة بطبيعتها .

ثم سألته سؤالاً أخيرا .. هل تمت دراسة النموذج الإيراني فى السياحة للاستفادة به فى مصر ؟ .. فرد .. لم يحدث ولم نجر أى دراسة لذلك !

وانتهي اللقاء بشكر متبادل وبإعجاب من الوزير بحديث نائب مهنته الأصلية طبيب يتكلم بأسلوب منظم مما أوحي اليّ بأن الرسالة التى استهدفتها قد وصلت ويبقى على الوزير وحكومته فهمها وتدارك سياستهم الفاشلة التى تجلب أموالا لا بركة فيها ولاقيمة لها ولا أثر منها على حياة المصريين اللهم إلا الضنك واستمرار الظلم واستمرائه ! ولاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم  

دبوس مشبك:

المهندس الشاب رجل الأعمال مسئول تنظيم الحزب الوطنى والفتى المدلل للعائلة الحاكمة فى مصر أحمد عز توسطت له لجنة السياسات لدى وزارة الإسكان وطلبت من الجهاز التنفيذى لمشروع إسكان مبارك أن يخصص شقة فى كل محافظة أو شقتين لرجل أعمال –لم تذكر الأوراق الرسمية اسمه – فى مساكن مشروع مبارك سيدفع ثمنها بالكامل كى يمنحها للشباب المقبل على الزواج وتم العرض على المحافظين الذين صدرت لهم التعليمات بالموافقة فوقعوا على مذكرات مديريات الإسكان بالموافقة ثم بدأت إعلانات برامج شهر رمضان وهنا ظهر إعلان البيت بيتك عن مسابقة للمخطوبين أقل من 25 عاما وان تكون الخطوبة عن قصة حب والعقبة الرئيسية للزواج هى الشقة وخد عندك بقى استمارات ومحمود سعد وحفلة ودقوا المزاهر وكله –كما جاء فى الإعلانات الصحفية- برعاية حديد عز !! وهنا اتصلت الحلقات والسؤال هل من حق أى رجل أعمال أن يشترى من مشروع قومى شقق للدعاية لنفسه وتوزيعها بالطريقة التى تحلو له ؟ أم أن الأمر مقصور على ولاد الإيه فقط !!؟ الموضوع برمته أضعه أمام المحترمين من أعضاء مجلس الشعب فى عزبة مصر !!!  

إضافة تعليق