الحرمان من الفرحة - حديث للعقلاء فقط ـ دكتور محمد جمال حشمت

دكتور محمد جمال حشمت : بتاريخ 23 - 8 - 2008

أردت أن أستشعر الفرح المباح الحلال بعقد زواج ابنى الأكبر كما هى السنة الكريمة فى بيت من بيوت الله ولأنى أعرف مدى الرعب الذى تحدثه حركة أى عضو فى جماعة الإخوان فقد أثرت الاتصال بأمن الدولة ورجالها فى دمنهور للإتفاق على شكل المناسبة واخترت مسجدا هو الأوسع فى المدينة حتى يمكن له أن يستوعب كل المهنئين وهم بالنسبة لى كثر من أهل دمنهور والبحيرة وقد جاملتهم وكنت معهم فى أفراحهم وأتراحهم ومتوقع حضور أعداد كثيرة مهنئة بأول أفراحنا وبعد أن اتفقنا على كل شئ وأخذت موافقة القاهرة !!! وكنت أمزح معهم خوفا من طلب موافقة مجلس الأمن على عقد الزواج فى صحن مسجد بدمنهور !!

لكن لأن إدارة مصر كما وصفتها فى أيد من لايملكون قرارا ويحسبون كل صيحة عليهم وتنتابهم حالة خوف وهلع ورعب من أى تجمع وسط هذا التدهور السياسى والاقتصادى والانهيار القيمى والأخلاقى فى حياة المصريين فقد ضاعت ساعات الحوار التى تلزم كل طرف بأداء ما تكفل به مما يساعد على  تحقيق مطالب كلاهما دون صدام أو تعارض لكن للأسف تبقى السياسة الأمنية التى يحركها طرف مأمور بصفة دائمة وما ينتج على ذلك من تعسف فى استعمال السلطة أو هوى شخصى يحرك الأمور تحت دعاوى " دواعى الأمن"

 ولاشك أن حديثا صار بينهم حول السماح بعمل حفل ضخم فى أكبر مسجد لأحد قيادات الإخوان يعزز من وجودهم ويغريهم بعمل حشد يهدد الأمن والسلم العالمى فى دمنهور لهو سذاجة ما كان يجب أن تتم الموافقة عليه !وفى ظل غياب المحاسبة أو حتى الالتزام الذى يوجب على أى مسئول أن يحافظ على وعده وعهده فالتاريخ يسجل لكل هؤلاء ممارستهم ،  تم التخلى عن كل الاتفاقات ولتنفيذ الرؤية الأمنية فى حصر المدعوين فى قاعتين لا يربطهما رابط سمعى أو بصرى تم الآتى:

 حصار المسجد من كل الجوانب وهو فى ميدان كبير يتوسط حى شبرا بدمنهور ونزلت تشكيلات الأمن المركزى بعصيها وأغلقت المداخل عقب صلاة الجمعة 20 شعبان 1429 الموافق 22 أغسطس 2008م ومنعت السيارات بكافة أشكالها من المرور حول المسجد مما ترتب عليه غلق شوارع بأكملها وامتلأت نواصى الشوارع بلواءات من مديرية أمن البحيرة كل التعليمات لديهم ممنوع مرور أكبر عد ممكن من المدعوين الى عقد الزواج فى مسجد الآتوبيس !!

بل تم سحب بطاقات البعض منهم وتهديد البعض الأخر فى شكل أعاد للأذهان الثكنات العسكرية أمام اللجان الانتخابية ودمنهور عاشت هذه الأيام السوداء فى ظل النظام الحالى مرات ومرات حتى خاف البعض - سخرية - من تزوير عقد الزواج أو تبديل العروسة فى ظل هذا الحصار وهو ما نجحنا بفضل الله فى منعه !!!!

 وتم مصادرة مكبرات للصوت بعد تعليمات بمنع مكرفونات المسجد من العمل بل تمت مصادرة ميجافون يسمح بإعلان صيغة العقد أو كلمات التهنئة ،والادهي من ذلك انه قد تم اغلاق المسجد في وجوه المصلين ولم يؤذن لصلاة العصر لأول مرة فى تاريخه وقد اغلقت ابواب المسجد تحت يافطة علقها الامن بمساعدة مديرية الاوقاف تعلن ان المسجد تجرى فيه صيانه ونظافة في استخفاف واضح بشعائر الاسلام وقد سبق ذلك رفض جنازة للصلاة عليها في المسجد وتم تحويلها بتعليمات امنية الي مسجد قريب !!

 وجاء الضيوف من خارج البحيرة – وقد كان الأمن على علم بهم كما التزمت بذلك أمامهم – الأستاذ الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور أسامة نصر أعضاء مكتب الإرشاد والمهندس على عبدالفتاح الناشط السياسى وثلة من أبناء دمنهور وخيرة أهاليها  للتهنئة وبدت شوارع دمنهور حول المسجد فارغة وكل الأهالى فى الشرفات ينظرون الى الإنجاز القوى والتواجد الفاعل لقوات الأمن لمنع المدعوين أو لحماية الحاضرين ؟!! لم يفهم أحد سر هذا التصرف ودلالته وتبقى أسئلة لاتجد عاقل يرد عليها :

ماتكلفة الاستنفار الأمنى لمحاصرة مسجد به فرح ؟

وما الاسم الذى جاءت به التعليمات " مهمة حصار مسجد" أم مهمة" منع شغب فى فرح بأحد المساجد" أم " اكتشاف بؤرة إرهابية تتحرك تحت ستار فرح " " أم" إثارة الخوف فى صفوف الأهالى من الإخوان وأفراحهم" لا أدرى وغير مهم معرفة ذلك لأن النتائج كلها عكس ما أراد الجهابزة !؟

هل مهمة الأمن المصرى حماية النظام الحاكم أم إذلال الشعب المصرى وإهانته أم زيادة كراهية الشعب المصرى للنظام الحاكم بأفراده ومؤسساته أم كل ذلك ؟

هل انتهت مشاكل الشعب المصرى التى تحتاج لتدخل قوات الأمن وتحقق الأمن والآمان أم أن الأولويات قد اختلت منذ ضاعت مصر وفشلت خطط حكامها على مدار أكثر من ثلاثين عاما لتحقيق معيشة كريمة أو للحفاظ على حقوق الانسان للشعب المغلوب على أمره؟

أاسف واعتذر لكل مدعو جاء يشاركنى فرحتى فتم إيقافه أو الاستيلاء على بطاقته وأوراقه أو إهانته ومنعه من الحضور وأشكر لكل من أصر على الوصول للمسجد وحضر وأقول لهم جزاكم الله خيرا والعاقبة عندكم فى المسرات وحسبنا الله ونعم الوكيل

دبابيس مشبك

نجح سيف الاسلام القذافى فيما فشل فيه نجل الرئيس- المهتم بالشأن السياسى حديثا منذ ثمانى سنوات - من إثارة قضايا تهم المجتمع الليبى وضد سياسة والده التى أفسدت ليبيا ونجح فى تقديم حلول لبعض القضايا الدولية والداخلية ثم وجد أن هناك مقاومة لخطه العام فإذا به يعلن منذ يومين انسحابه من الحياة السياسية مع الدعوة لإنشاء مجتمع مدنى قوى فى البلاد التى تحتاج – حسب تعبيره- الى تطبيق اصلاحات لتجديد نظامها السياسى ليقف فى وجه غابات الديكتاتوريات فى المنطقة كما أكد أمام آلاف الشبان فى مدينة سبها جنوب طرابلس أنه اضطر للتدخل كثيرا فى ظل غياب مؤسسات وإطار إدارى مما جعل وضعه مربكا مما يجعل من استمرار ذلك الوضع التورط فى مشاكل أكبر ! لذا قرر الانسحاب من الحياة السياسية وهو المرشح الأوفر حظا فى وراثة والده !!ولن أقارن بين فكر وفكر وتصرف وتصرفات لكن موقف الأمن فى دمنهور أوضح المفارقة وأكد على الأزمة التى يحياها النظام بأكمله!!

حريق مجلس الشورى هو علامة إنذار لإحتراق مصر كلها منذ فترة والمسئولين ودن من طين وأخرى من عجين بلا بصر أو بصيرة مما يجعلنا لا ننتظر أى تغيير أو تعديل فى السياسات والتصرفات وقد كانت تصريحات المسئولين تؤكد ذلك حيث تريد أن تبث الطمأنينة بينما هى تثير الغيظ والغضب وتعلن فشل أجهزة عتيدة فى المطاردة والمنع ومعرفة خفايا الأمور فى مواجهة حريق أعتقد جازما أنهم سببا من أسبابه  وصدق الشاعر

لقد أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى

فاللهم ارحم شعبنا وأغفر لهم  ولا حول ولاقوة إلا بالله العلى العظيم

إضافة تعليق