المقالة التي رفضت المصري اليوم نشرها للرد على حمدي رزق "البركة فى اللعب على المكشوف لا فى الكشوف"

الأستاذ الفاضل الكريم / حمدى رزق

تحية طيبة لشخصكم وجريدتكم – المصرى اليوم - أرسلها لكم وأرجو أن تتاح لها الفرصة ولا تلحق بصويحباتها السابقات فى أدراج الصحيفة ، وهى لكم لأول مرة وقد أذيتمونى مرارا عندما تحدثتم بسخرية عن جمال حشمت النائب الذى سرق ثلاث مرات فى 6 جولات انتخابية أعوام - 1995 ،2003، 2005م – آخرهم كانت فضيحة بجلاجل لمن أعلن نتيجتها التى خالفت الحقيقة بشهادة 151 قاضى ورئيس لجنة من إجمالى 160 لجنة فى الدائرة ومازال اتهامى لرئيس اللجنة العامة المستشار أحمد عبدالستار نصار قائم لم يحقق فيه بعد حماية له ولمن خلفه !!، وتكرر موقفكم من شخصى الضعيف وقضيتى العادلة بعد صدور تقرير محكمة النقض الذى لم يفحص أوراق الانتخابات فى حضور الطاعن كما ينص صحيح القانون وقد قمت بالطعن فى هذا التقرير فى سابقة هى الأولى فى تقارير النقض الخاصة بالانتخابات التشريعية !! ورغم ما نالنى من أذى ، لكنى لم أرد لسبب بسيط هو أنى أحمل قضية عادلة أبطالها قضاة مصر وقد استلزم خروجهم من رئاسة اللجان الانتخابية  تعديلا دستوريا مطعون عليه أيضا !! واليوم لن أتحدث عن هذه القضية الكسبانة دون حكم والتى لا تحتاج لمحامين فقد كفاها الشهود ...لو يسمع لهم !!!!

وأصارحكم أخى الفاضل وأنت الصحفى البارع الذى يملك ناصية الكتابة بأسلوب بسيط لكنه ساخر يصل لهدفه فى أقل كلمات وأصغر تعليق وأنا به من المعجبين - حتى حد معين  - أرى فيه مالا يجوز من سخرية تمس أخلاق أو سمعة أو نزاهة أشخاص أو هيئات لم يتواتر عنهم شبه فساد أو إساءة لأحد وأستمتع بتعليقاتك الساخرة عندما تطال المعايير المزدوجة فى حياة المصريين أو الفساد الذى ينخر فى بنيان مصرى السياسى أو العلمى أو الثقافى أو الإقتصادى أو الإعلامى وما فيهم من تناقضات أربكت حياة المصريين وذاقوا تحت وطأتها الظلم والذل والهوان والفقر والخوف وأثار النفاق والفساد والمحسوبية ، لكنى أخى الفاضل قرأت لك مقالا اليوم السبت 8 نوفمبر 2008م بجريدة المصرى اليوم  تحت عنوان كشوف البركة به من التلميح والتصريح ما يطعن ويسب الإخوان – أحبائك الأعداء !!- والإهانة تبدأ من العنوان الذى يشبههم بأولئك الذين استغلوا مناصبهم وسهلوا جمع الأموال بل ووفروا الحماية الى بعض رجال الأعمال الذين شابت أعمالهم تجاوزات فى جمع المال واستثماره وتوزيعه والمشترك كما فهمت من مقالكم هو توصيفهم بالإسلاميين أو توظيفهم لأموالهم طبقا لمبادئ الإقتصاد الإسلامى كما أدعو فى تلك الفترة من تاريخ مصر ! وقد ذكرتم أن ذلك شكوى لبعض شباب الإخوان فى شمال القاهرة وما تحمله من اتهامات بتلقى رواتب لبعض القيادات نظير تفرغهم للعمل , ولا أدرى سواء صحت الرسالة أم لا ، ما العجيب الذى يستلزم نشر الرسالة فى الأحرار ثم عندكم تحت نفس العنوان ؟!! هل الشفافية التى تجعل كل فرد فى الإخوان يعلمون من يأخذ ولماذا ؟ وكم؟ أم أخذ الراتب فى حد ذاته نظير التفرغ ؟ إذا كانت الأولى فنحن فعلا فى حاجة لمزيد من الشفافية التى تلزم توافر الاطمئنان وحسن الظن والثقة فى إطار كل مستوى تنظيمى ، فقد لاتصلح للبعض ولن ينبنى عليها عمل وقد تصبح ضرورية عند البعض الأخر فى بعض المستويات وفى كلاهما تتأكد بهذه الشفافية تمام الثقة وحسن الظن واطمئنان القلب !

أما إذا كانت الثانية فلاحق لأحد أن يحاسب أحد أخذ رابتا فى مقابل تفرغه جزئيا أو كليا يتساوى فى ذلك رئيس الجمهورية وأصغر موظف يعمل بضمير فى مجال عمله بما فى ذلك موظفى الجمعيات الأهلية وغيرها مما يحمل رسالة إنسانية ومن مصلحة العمل أن يتفرغ لخدمة الأخرين بل فعلها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وكل المسئولين من بعده حتى اليوم مرورا بالأستاذ حسن البنا الذى وفر له مكتب الإرشاد وقتها مرتبا ليحيا منه فما العيب فى ذلك ؟ كيف يحرم أى فرد - من عمله الذى يتكسب منه ووقته الذى يقتات فيه - من أجر مقابل تفرغه لعمل أخر ؟!! بل أضيف لك وللسادة قرائك المحترمين ما هو أكثر من ذلك لتدرك عظمة الأداء الذى لايعجبك فى الإخوان المسلمين وأنا شاهد على ذلك أن نوابا فى مجلس 2000 ممن كانوا يعملون أعمالا خاصة تدر عليهم أرباحا أكثر مما يمنحهم المجلس وقتها وبعد ترشيحهم من قبل الإخوان ثم نجاحهم فى الانتخابات وقتها ، كان ينبغى عليهم التفرغ إما جزئيا أو كليا لأداء واجباتهم النيابية وما يتكلفه من مصاريف هواتف محمولة واتصالات وصحف واطلاعات وسفر ومؤتمرات ولقاءات مع المواطنين فى كل مكان بالدائرة وقد يمتد الأمر لمساعدة بعض المحتاجين وكيف له أن يحفظ كرامته وهيبته بين ممن هم أقل - من المستخدمين - وما يستوجبه ذلك من الظهور بمظهر الكريم ابن الدعوة الكريمة ! كل ذلك احتاج لراتب ومساعدة لقضاء المهمة بعزة وكرامة تناسب حال النائب كما يرى الإخوان فما العيب فى ذلك وهى خالصة من مال حر خاص، بل أعلم منهم نوابا خرجوا من المجلس وعليهم من الديون عكس ما نرى من نواب أخرين ! باختصار هذا شرف للإخوان أن يحترموا أهم ركنين لأى عمل ناجح (التخصص والتفرغ)  ولاشك أن الركن الهام الثالث الذى يحتاج مزيدا من الإهتمام سواء من الإخوان أو قيادتهم هو ركن الشفافية الذى يستمتع به الإخوان الى حد كبير ويحتاج من حولهم الى شفافية أكبر رغم العتمة التى نحياها جميعا حتى ننال البركة عندما يصبح العمل على المكشوف وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

إضافة تعليق