حكومة الشيوخ كيف ينصرها الشباب ؟

لم نفاجئ بموقف الحكومة المصرية من حصار غزة أو من شرعية نواب حماس التى أنكروها عليهم تبعا لرفض أمريكى صهيونى ، فكل ذلك كان متوقعا نتيجة الأداء المتردى للحكومة على كل المستويات حيث نام السلاح فى مواجهة أعداء الوطن والدين لكنه فى ذات الوقت تم إشهاره فى وجوه كل المصريين على مختلف طوائفهم حتى القضاة والنواب أصحاب الحصانة التى تقرها ذات الحكومة حرموهم من الحرية والاستقلال  ومن القيام بأدوارهم المنوط بهم أدائها ! ، لكل هذه الأسباب الداخلية حوصرت غزة بأوامر خارجية وتنفيذ مصرى !

والمدهش أن الصهاينة أنفسهم يفتحون المعابر أحياننا ويسمحون لقوافل إغاثية من الخارج أن تدخل عن طريق البر أو البحر !!  لكن الحكومة المصرية ملتزمة بتعليمات الخارج فأصرت على موقفها ووجدت من يبرر لها! ويدافع عن موقفها المخزى من سياسيين فى البرلمان وصحفيين وغيرهم ! والآن بعد منع عشرات القوافل الإغاثية وثلاث قوافل لحملة كسر الحصار اشترك فيها كل ألوان الطيف من المصريين إلا الحزب الوطنى !  ومن سجد له واستسلم ! ،

لذا أقترح هنا اقتراح أرجو أن تناقشه القوى الفاعلة فى تسيير هذه القوافل بكاملها الى المحتاجين من الشعب المصرى فى كل أنحاء الجمهورية خوفا من ضياع الأموال أو فساد المحتويات أو ضعف الهمم أو الشعور بالإحباط وهو ما تود الحكومة المصرية الوصول اليه !! فإذا أعاقت الحكومة وصول هذه القوافل للمستحقين من الشعب المصرى وما أكثرهم – وهو ما يحدث فعلا نتيجة إقصاء الدور الشعبى والأهلى – فقد باءت الحكومة بالخزى والعار لتؤكد لنا أن ما تفعله بأهل فلسطين فى غزة هو موقف طبيعى فقد سبق حصار وتجويع الشعب المصرى على أيديها !! يوم أغلقوا النقابات بعد أن قدمت يد العون للمصريين بعد زلزال 1992م ومنعوا حملات التبرع بالدم التى تقيمها لجان الإغاثة وأوقفوا قوافل طبية لمنكوبى كارثة الدويقة واعتقلوا أكثر من 500 فروة وجلد أضاحى كانت حصيلة بيعهم ستسد جزءأ من حاجة أهالى أحد أحياء الأسكندرية فى عيد الأضحى الماضى تماما بتمام عندما اعتقلوا خرفان وبقر وجاموس كان مهربا لأهل غزة من عدة أنفاق قبيل عيد الأضحى !!!

إن مأساة مصر الحقيقية هى تولى غير الأكفأء ومن لايستحق حكم مصر فلقد ثبت – طوال عشرات السنين تفردا فيها بالحكم - فشلهم السياسى وما تبع ذلك من تدهور لمختلف السياسات وتفكيك للمجتمع المصرى !! كما ثبت عجزهم عن التواصل مع الشعب لفشلهم فى تلبية احتياجاته الأساسية ! وبالتالى فقد اتخذ النظام المصرى من الإجراءات ما يكفل له إخفاء عجزه وفشله بالاعتماد على الألة الأمنية المتوترة المتصارعة وذلك بممارسة حصار الشعب المصرى والمعارضين وتشويه صورتهم وهى جرائم زادت من تفلته وتنازلاته حتى لو كان الثمن بيع مصر كلها شعبا وأرضا وتاريخا !!

والحل كما أراه وبدء يشرق فى الآفاق هو انشغال شباب مصر بكافة توجهاتهم بتقديم الخدمة لشعب مصر كما يفعل الإخوان ولأن الأمر ليس حكرا على الإخوان الذين يدفعون ثمن هذه الأنشطة فإن المشاركة المجتمعية لشباب مصر والتواصل مع جموع الشعب فى مشروعات الخدمة العامة لهى أفضل طريق لمزيد من تخفيف الضغوط على الشعب المصرى وفى نفس الوقت توعيته بالاتصال المباشر لكى يدرك قيمته ويثق فى قدرته على وقف الظلم والاستبداد رغم فقره وحاجته ! فالكرامة لاتباع ولا تشترى كالحقوق بل تنتزع ! لكن الأمر يحتاج الى نية وهمة ووعى لن يسد فجوته إلا شباب مصر وهذا سر سعادتى بحركات الشباب المصرى الخيرية الذى يتغلغل بين صفوف الشعب يحمل لهم الخير فى يد والوعى فى اليد الأخرى وهذا ما يفسر وقف حملة عمرو خالد التى تجاوب معها الشباب المصرى بأوامر تبدو أمنية لكن ورائها مراكز شيطانية دورها محاصرة الشعب المصرى بكل طوائفه وضمان استمرار إغتصاب السلطة ونهب ثروات مصر !! فهل ندرك نحن الهدف خلف كل قرار بحصار نشاط الشباب فى المدارس والجامعات والأندية والنقابات وحركات الاحتجاج والمدونين رغم بعدهم عن المنافسة السياسية ؟ وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرنى الشباب وخذلنى الشيوخ فهل نعى أحد الأدوار الهامة فى مواجهة هذا النظام المارق ؟

إضافة تعليق