سجل المزورين .. خطوة لابد منها!

أمام أعيننا للأسف بدأت تختفى صورة مصر الرائدة فى الجهاد وقتال أعداء الأمة نيابة عن البعض أحيانا حتى وصلت الجيوش المصرية الى الشام وجنوب السودان ! اهتزت صورة مصر الأم الرؤوم التى تجمع الأشقاء المختلفين على كلمة سواء بل وتتنازل عن بعض حقوقها التزاما منها بدور الأخ الأكبر فى أحيان كثيرة !

الآن المصرى فى كل مكان فى أرض الله يخجل من ذكر كونه مصريا بعدما تقزمت الكنانة ولعبت أدوار العمالة والانبطاح والصمت حين يجب الكلام والكذب حين يتوجب الصمت حياءا أو قول الحق بقوة !! ومما ساعد على اختفاء الدور المصرى الحقيقى تغييب الشعب المصرى عن إدارة بلاده والمشاركة فى حماية حاضره وصناعة مستقبله وقد اعتمد النظام المصرى الجاسم على صدور المصريين منذ أكثر من خمسين عاما على تزوير إرادة الشعب فى اختياراته على كل المستويات مما فرض رؤساء لم تتوفر الإرادة الحرة الكاملة لاختيارهم ومجالس برلمانية كوميدية حيث تدافع عن الحكومات بدلا من الدفاع عن الشعب التى تمثله لسبب بسيط أن هؤلاء النواب لم يأتوا بانتخابات حرة نزيهة !

وتدهورت أحوال المعيشة لكل المصريين لغياب الرقابة و المحاسبة سواء فى تمثيل المحليات أو النقابات العمالية فلم يجد الشعب أحدا يدافع عن حقوقه أمام توحش السلطة التنفيذية التى ترسخ وجودها عبر إجراءات أمنية إجرامية لحصار الشعب ومطاردة من يحمل همومه وألامه وأماله أيا كان انتماؤه وذلك لسبب بسيط صرنا فيه روادا وهو تزوير الانتخابات !!

وعجزت سياسة الدولة المصرية عبر سنوات طويلة على محو أمية الشعب المصرى بل وأخرجت شباب حاصل على شهادات من مدارسها لا يجيد كتابة اسمه أو قراءة صفحة بلا أخطاء ناهيك على جهله بالحياة وخبراتها والواقع وتعقيداته لإختفاء الحوار والاحترام المتبادل والأنشطة المساعدة على التربية وممارسة الحق فى إدارة حياته التعليمية التى مرت طوال أكثر من 16عاما فى قهر وكبت وأمام نمازج فاسدة أو متخلفة أو قمعية من المربين لأسباب كثيرة منها ببساطة التزوير فى المناهج والاختيارات وضآلة الاهتمام بالانسان المصرى كإنسان له حقوق وعليه واجبات فضاعت حقوقه وسط الفكر المتخلف لدولة الجباية العاجزة عن التواصل مع شعبها بعد انفصال دام أكثر من خمسين عاما كان أسوأهم ما حدث فى الثلاثين عاما الأخيرة فى ظل حكم مبارك والأسرة الحاكمة .................

لكل هذه الأسباب أجد نفسى أتقدم بالشكر لمجموعة الشباب التى انشغلت بهذه الوصمة وتلك الجريمة التى أدمن النظام المصرى على ارتكابها حماية لمصالحه واستمرار وجوده وهى التزوير !

أولئك الشباب الذى أنشأ " سجل المزورين" على صفحات الانترنت لتوثيق أغلب وأهم وقائع التزوير التى تمت خلال السنوات الأخيرة فضحا وتجريسا وتخليدا للتاريخ أن مصر فى هذه الفترة من الزمان كانت قد سقطت من حركة التاريخ مؤقتا لارتكابها كثير من الجرائم والفواحش التى تستحق تقديم فاعليها الى محاكمة جنائية تقتص منهم فردا فردا بعد أن تحددت خطوات وأدوار كل منهم بالإسم  فى الدنيا قبل أن يلاقوا ربهم فيقتص منهم على ما قدمت أيديهم من ظلم وفساد واستبداد وتزوير !!

 تحية لآدم المصرى وزملائه من الشباب ، والواجب اليوم على كل مصرى فى بر مصر أن يقدم شهادته على ما جرى أمام عينه بكل وضوح وصدق لعلها تطهرنا مما نحن فيه من رجس الصمت أو الخوف أو الاستسلام للمزورين ، باختصار كل مصر مدعوة للإدلاء بشهاداتها أمام التاريخ لعله يزيح بهذه الشهادة عبئا ثقيلا جسم على صدورنا وقلوبنا وجاء يوم الشهادة فى الدنيا لعل الله يقدر بهذه الشهادات أمر رشد وخير لشعب مصر المظلوم ويجعل من بعد العسر يسرين إن شاء الله

إضافة تعليق