دعم الفقراء للفقراء هو ما استقر عليه الإبداع الحكومى والتطور الطبيعى لمنطق النخبة المفسدة الظالمة المستبدة التى تحكمنا قهرا وبلا أى شرعية وهو ما يمكننا من أن نطلق عليه الحكومة المحظورة !

أخر اجتهاداتها لحل مشكلة البطالة المتجذرة فى مصر على مدى عقود طويلة وزادت حدتها بعد الأزمة العالمية ومنتظر المزيد منها!! هو أخذ فلوس الفقراء التى سوف تمنح لهم كل عام الى حيث تقام مشروعات جديدة لتوفير فرص عمل !! هذا ما قاله وزير مالية مصر يوسف العتيق !! إذ قال لافض فوه أمام لجنة الشئون المالية والاقتصادية بمجلس الشورى."  اقترح استخدام الاعتمادات المخصصة للعلاوة الاجتماعية لهذا العام في تمويل خلق فرص عمل جديدة، تضامنا مع الذين فقدوا وظائفهم بسبب الأزمة المالية بدلا من زيادة الأجور.

وقال إن الأجور تزيد دوريا، فيما يستحق من ليس لهم دخل أن نتضامن معهم، وأوضح أن مليار جنيه يخلق 100 ألف فرصة عمل جديدة، لكنه أكد أن الأمر متروك لمجلسي الشعب والشورى." هكذا لم يجد الوزير المزمن الفاشل حلا للبطالة سوى حرمان أغلب أبناء مصر من الموظفين الذين لم تتحرك جداول مرتباتهم منذ أكثر من ثلا ثين عاما من علاواتهم التى يأملون كل عام فى أن تحقق لهم بعض ما يحتاجونه ثم يصابون بالصدمة مع زيادة أسعار كل شئ بعد ال 10% التى يرقبها الوزير الناصح !

وكل ما فلح فيه هو مطاردة الغلابة فى مصر بعيدا عن رجال الأعمال زملائه وأقاربه ! هو اليوم بعرضه هذا يريد أن يبعد الأنظار عنهم وعما يمكن أن يقدموه للإقتصاد المصرى والمصريين بعد أن امتلأت خزائنهم من خير مصر والمصريين طوال العقود الثلاث الماضية ! كل العجز فى الموازنة المقدمة مقترح تمويلها من جيوب الغلابة رسوما وجباية وتخفيض مصروفات الخدمات العامة بينما أموال البنوك مازالت تخرج للخارج دون أدنى فرصة لاستردادها بل وجزء كبير من موازنة الاستثمار موجهة الى دعم استثمارات رجال الأعمال دون أى مردود على المجتمع المصرى! هؤلاء لا يمثلوننا ولا يدافعون عن حقوقنا بل هم نبت شيطانى جثم على صدورنا ولسنا – رغم أننا أصحاب المصلحة- قادرين على دفعهم أو إبعادهم فاللهم اليك المشتكى قبل أن نذرف بدل الدموع دما ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم

دكتور محمد جمال حشمت

g.hishmat@gmail.com