لماذا هدى بن عامر وليس مصطفى الفقى ؟!

هنا البرلمان العربى وليس العربى كالمصرى ! فقد علمت “الخليج” أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري الدكتور مصطفى الفقي المرشح الأكثر حظاً للحصول على رئاسة البرلمان العربي الانتقالي خلفا لرئيس البرلمان الحالي محمد جاسم الصقر.

وكانت منافسة بين النواب العرب قد بدأت للترشح لرئاسة البرلمان العربي عقب إعلان رئيسه النائب الكويتي جاسم الصقر اعتزامه الاستقالة لأنه لن يرشح نفسه مجددا في الانتخابات النيابية الكويتية.

وكشفت مصادر في الجامعة العربية أن “الصقر والفقي عقدا اجتماعاً مغلقاً مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من دون حضور أي طرف آخر وسط تكتم من قبل الجامعة العربية والبرلمان على فحوى الاجتماع”، ورجحت المصادر أن “يكون الفقي المرشح الأقوى لخلافة الصقر”.

وبعد إذاعة هذا الخبر اتصلت بى محررة من جريدة شباب مصر تسألنى عن رأيى وفرص نجاح الدكتور مصطفى الفقى برئاسة البرلمان العربى فقلت لها مستحيل أن يفوز من لم يحز ثقة أبناء دائرته وقبل التزوير الذى شاهده وعاينه بنفسه مع صديقه المستشار أحمد عبد الستار نصار رئيس اللجنة العامة والذى زور النتيجة النهائية لانتخابات البرلمان المصرى فى دائرة دمنهور وزواية غزال بعد أن أبعد كل من معه فى لجنة الفرز العامة من مستشارين وموظفين وكان ذلك لصالح الدكتور مصطفى الفقى صاحب التاريخ العلمى والثقافى والمهنى والمكانة العالية والشهادات المتعددة !

وقد شهد على التزوير قضاة مصر رؤساء اللجان فى الدائرة وبإشراف نادى قضاة مصر وقد نال شرف فضح ما تم المستشارة الدكتورة نهى الزينى ، ولكل هذه الأسباب أكاد أجزم أن النائب المزور لن يرتقى منصة رئيس البرلمان العربى !"  كان هذه حديثى فى الجريدة قبل إجراء الانتخابات ، لكن ماذا حدث بالتفصيل لنسجل للتاريخ العار الذى سيلاحق كل من شارك وقبل تزوير إرادة شعب وأمة بكل بساطة وذهب لينام قرير العين! رغم الحديث المتكرر على النزاهة والديمقراطية والشرف والكرامة والموضوعية الذى صدع به رؤوسنا ؟

"فازت الدكتورة هدي بن عامر أمين شؤون المرأة بأمانة مؤتمر الشعب العام في الجماهيرية الليبية بالتزكية رئيسة للبرلمان العربي الانتقالي اليوم خلفا للكويتي محمد جاسم الصقر الرئيس السابق الذي أعلن استقالته من منصبه كرئيس للبرلمان اعتبارا من يوم 26 ابريل الجاري وذلك بسبب عدم خوضه الانتخابات البرلمانية الكويتية .

وسوف تبدأ الدكتورة هدى بن عامر مهامها كرئيس للبرلمان العربي اعتبارا من يوم 27 ابريل الجاري . وعبرت الدكتورة هدي بن عامر عن شكرها لثقة أعضاء البرلمان العربي في اختيارها بالتزكية بعد انسحاب المرشح المصري الدكتور مصطفي الفقي نائب رئيس البرلمان وذلك في جلسة خاصة للبرلمان عقدت برئاسة أكبر الاعضاء سنا العضو المصري المستشار رجائي العربي .

كما تم انتخاب ناصر بن هلال المعولي نائب رئيس مجلس الشوري العماني نائبا لرئيس البرلمان خلفا لهدى بن عامر عقب انتخابها رئيسة للبرلمان العربي الانتقالي لتكون ثاني رئيس للبرلمان منذ انشائه في نهاية عام 2005 . وكان البرلمان العربي الانتقالي قد انتخب خلال جلسة اليوم رؤساء اللجان الأربع والمقرر لكل لجنة حيث فاز برئاسة لجنة لشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي محمد أبو هديد "الأردن" وعبد العزيز الحسن"سوريا" مقررا ولجنة الشؤون الاقتصادية والمالية عبد العزيز آبل"البحرين" رئيسا وياسر جعفر ابراهيم "السودان "مقررا ولجنة الشؤون التشريعية والقانونية "الطيب المصباحي " المغرب" رئيسا ورياض أمين اسماعيل "سوريا" مقررا ولجنة الشؤون الاجتماعية "سلوي المصيري" الأردن رئيسا وفادية الديب "سوريا" مقررا."

وهكذا لم ينل الدكتور مصطفى الفقى أى منصب فى هذه التغييرات الجديدة ويبدو أن أحدا قد أثار هاجس الشكوك التى تحيط بشرعية انتخاب الدكتور الفقى فى برلمان وطنه الأم مصر ، وحكم المحكمة الذى أبطل انتخابات دائرته وأراد أن يبرأ الدكتور الفقى وصاحبه المستشار من تهمة التزوير مما ألجأنا الى الطعن فى تقرير محكمة النقض نفسه ومازال التسويف يمنع من تحديد جلسة له رغم مرور عام على التقرير كما هو التسويف فى البرلمان يمنع عرض ومناقشة التقرير باللجنة التشريعية !!

ومما يؤكد على هذه الشكوك ما ورد فى الخبر "حيث طالب البعض ان يتم تأجيل الانتخابات لمدة ثلاثة اسابيع لاعطاء الفرصة للمرشحين لتقديم برامجهم الانتخابية و تم الاقتراع على مسألة الانتخاب اليوم ثم حسمت باجراء الانتخاب اليوم،  وكان من بين المرشحين الدكتور مصطفي الفقي عضو البرلمان المصري و د.هدى بن عامر من ليبيا و ادى السجال و اختلاف الاعضاء حول مسألة الرئاسة الى انسحاب د. الفقي الذي قال "انه بهذا الاختلاف الكبير بين الاعضاء  والذي يعكس دوافع شخصية بالاساس فانني لا اريد أن أ كفر بالعمل العربي المشترك بعد ان ظللت مؤمنا به اكثر من اربعين عاما" !!

ماذا يعنى هذا؟ فى يقينى أن ضررا كبيرا قد لحق بالدكتور الفقى من البداية بقبوله النزول فى دائرة محتقنة بسبب التدخل المستمر فى نتائجها!  وبسبب ضعفه أمام الأمر الرئاسى لنزوله وتوريطه فى هذه الدائرة بالذات دون أن يبدى أى مقاومة ! أو ربما لأنه كان يطمح بطاعته فيما هو أعلى وأكبر! لكن أتت الرياح بمالم تشتهى السفن فقد خسر مناصب كثيرة بعد قبوله بالمهمة ربما أكثر احتراما من عضوية مزورة فى مجلس تسيطر عليه حكومة فاسدة !

لكن على كل حال يبدو أن الدكتور مصطفى حتى اليوم لم يشعر بأنه خسر نفسه وقيمته أمام أهله وشعب مصر بل وكل العالم فلقد التقيت بكثير من العرب والأجانب الذين يعبرون عن هذه الأزمة وتلك الورطة التى سقط فيها المفكر الوطنى القومى الذى أحببته أنا شخصيا يوما ما لعقله الموزون ورؤيته الشاملة ، حتى لو اختلفنا فى بعض التفاصيل ! ولا أدرى كيف يخرج الدكتور الفقى من الورطة التى ورطه فيها النظام المصرى الذى خدمه بإخلاص وأفنى حياته فى الخضوع له وتنفيذ مطالبه ؟

مبارك دكتورة هدى وهاردلك دكتور مصطفى فلم يتبق لك غير الجلوس مع نفسك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من جهد وعرق ووقت بذلته لتعلو لمكانة سامية ثم جاءت وشاية بعض الشباب الجدد كى تمحو – بإرادتك - تاريخ يتفلت من بين يديك يلفه الصمت والخوف والضعف والعجز الذى لم يظهر يوما ما فى كتاباتك ولا ضمن أفكارك ! لم يبق فى العمر قدر ما مر وتسرب! لكن يبدو أن الفرصة الأخيرة – يا دكتور - تكاد تفلت من بين يديك  بنهاية محزنة مؤسفة حزنى لها أكبر من حزن صاحبها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم

دكتور محمد جمال حشمت

g.hishmat@gmail.com

25 ابريل 2009م

إضافة تعليق