هل ننسى ما يحدث فى القدس؟

هناك شبه إجماع حول تأخير ترتيب قضية تهويد القدس التى تجرى على قدم وساق فى كافة أجهزة الإعلام المصرية والعربية وهو لاشك أن هذا الإهمال مرصود فى أجهزة الإعلام الدولية أيضا ! فبعد أن كانت أخبار فلسطين تعلو ولا يعلى عليها لفترة طويلة واكبت العدوان المجرم على شعبنا فى غزة الذى ورغم انتهاء العدوان الصهيونى إلا أن عدوان أخر من نوعية الحصار المصرى العربى المدعوم من أمريكا والرباعية والكيان الصهيونى مازال قائما وقد زادت وتيرة الإتهامات بنقل الأسلحة ومحاولة منعه تارة ثم تجريمه تارة أخرى فى خطوة غير مسبوقة لحرمان شعب محتل من المقاومة المشروعة !!

ولا نعرف حتى الآن لماذا تشارك مصر الرسمية التى قدم شعبها الكثير للقضية الفلسطينية فى هذا الحصار وذاك الحرمان من التسلح إلا إذا كانت قد نصبت نفسها وكيلا للمحتل تعمل لحسابه وتحقق أهدافه !؟

ولعل ذلك ما يجعل كل القيادات الصهيونية بل وأحاد الشعب الصهيونى  يتقدمون بالشكر والعرفان على ما قدمته مؤسسة الرئاسة لخدمة اسرائيل حيث لم يتقدم أحد بالشكر للشعب المصرى !! وفى أثناء هذا الصمت وذاك الخزى تقدم اسرائيل على تهويد كل فلسطين المحتلة عندما يصر نتنياهو على ضرورة الإعتراف بيهودية الدولة قبل بدء أى حوار !

واليوم تمارس بكل صلف تفريغ القدس من سكانها الفلسطينيين وقد جاء فى الخبر "كشفت مصادر فلسطينية خاصة،اليوم الاثنين 4-5-2009، إن اجتماعاً عقد بين وزير الأمن الداخلي الصهيوني  "ايلي ايشاي" مع قادة المستوطنين في منزل مصادر في حي سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.بالقدس المحتلة تم خلاله استعراض العديد من المخططات الاستيطانية للاستيلاء على عدد من المنازل في الحي. وأوضحت المصادر،

ان الوزير الصهيوني الذي صادق أمس ، وعد على مصادرة اثني عشر ألف دونم لتوسيع مستوطنة "معالي ادوميم" وإقامة 6 آلاف وحدة استيطانية وعد بالعمل على تغيير الواقع في حي سلوان . ونقل عن يشاي قوله 'اننا سوف نسخر كل أجهزة الدولة من أجل تغيير الوضع القائم في سلوان'، وأن حكومته ستضع ضمن أولوياتها تقليص عدد الفلسطينيين في سلوان إلى أدنى حد ممكن. إلى ذلك حذرت مصادر في بلدتي ابو ديس والسواحرة الشرقية من ان قرار توسيع  مستوطنة "معالي ادوميم" يعني عمليا مصادرة معظم أراضي المواطنين في البلدتين .

واعتبرت مؤسسة الأقصى أن تصريحات وزير الداخلية الصهيوني بمثابة اعلان حرب على القدس والأقصى مطالبا بالتحرك العاجل لنصرة المدينة المقدسة وحمايتها من حملات التهويد والتهجير" انتهى . هناك تصل الجريمة لحد إعلان الحرب بينما فى بلاد العرب والمسلمين يعلنون الحرب على المقاومين للظلم والفساد والاستبداد !

فكيف ينظرهؤلاء الى المقدس فى حياتهم ؟ وكيف يحافظون عليه ؟ وماذا سيفعلون لو لا قدر الله انهار بنيان الأقصى بعد كل الحفريات التى تتم تحته ؟ وكيف ينسون أن المستهدف هم المسلمون وعقيدتهم ، فإن فاتهم حماية مقدساتهم ولفهم الصمت خوفا أو طمعا ! فهم خاسرون فى دنياهم وأخرتهم ! فعلام يراهن العرب والمسلمون بعد أن تولى أمرهم شرارهم ! فصغروا الكبير وكبروا وضخموا الصغير ! ماذا سيقدم حكام العرب والمسلمين من دعم لوقف مؤامرة هدم الأقصى ؟!!

انتبهوا فى زحمة ما نلقاه من كوارث ومصائب لما يمكن أن يكون سببا فى انفراج حالنا وذهاب همنا واذكروا قولة عمر بن الخطاب " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة فى غيره أذلنا الله " فقد شغلنا بأنفسنا فكان مقابل انتشار الفاحشة التى صمتنا عليها وباء الإيدز،  ومن انتشار الربا وتقنينه  تولدت أزمات مالية عالمية تلف حياتنا وتفسد معيشتنا ، ومن استباحة الأكل الحرام جاءت موجة الرعب من انفلونزا الخنازير!!!  وكنا نود أن يرانا الله حيث أمرنا وأن يفتقدنا حيث نهانا  ومازال هذا أملنا شعوبا وحكاما ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم

دكتور محمد جمال حشمت

g.hishmat@gmail.com

5 مايو 2009

إضافة تعليق