قذائف الحق (23) لاكرامة لأحد فى مصر!

فهمنا أنه لا كرامة لعالم أو لنبى فى وطنه ! لأنه لن يجد التقدير الكافى لموهبته ولا الاعتراف الوافى بقدراته وامكاناته من أهل بلده ربما لغيرة أو حقد أو كراهية وهذا متوقع عندما يمارس ضد المتميزين وهو ما لمسناه مع كثير من العلماء المصريين الذين نبغوا فى تخصصاتهم خارج مصر من مجدى يعقوب وأحمد القاضى وحسان حتحوت ومصطفى السيد وأحمد زويل وغيرهم بالعشرات فى كل التخصصات و فى كل بلاد الدنيا التى تقدر العلم والعلماء !

لكن العجيب فى مصر الآن وفى ظل نظام الرئيس مبارك وسياسات الحزب الوطنى ونهج الدولة البوليسية ، وجدنا أن الأمر قد توسع وتجاوز المتميزين وطال الغلابة والمحرومين والبسطاء المبدعين ورجالات السياسة المعارضين والموقرين من النواب وغير الموقرين !!

وصار الجميع مفقودى الكرامة فى بلادهم منذ أن يولد المواطن فى مستشفى متواضع الى أن يذهب الى مدرسة لا حوش لها ولا ترابزين !! حتى إذا ذهب الى الجامعة – ده لو ذهب – فلا علم ولاأخلاق ولا دين يدرس باهتمام داخل الجامعات فى ظل إشراف وسيطرة الأمن والمأمورين ! فلا كرامة لهذا المواطن عند دخول الجامعة أو عند ركوب الباص أوالمترو!  وأى عسكرى بمليم ياخده تحرى لحد ما يلاقو له صاحب ويمكن يتعذب لو لم يخضع لسطوة السيد الأمين ! باختصار فى سلسلة حياة المواطن المصرى فى الشارع أو المصالح الحكومية لا كرامة له ولا قانون يحافظ عليها أو يثأر له إذا أهينت كرامته !

فهل الإهانات المتعددة التى يلقاها المواطن المصرى فى كل مكان يذهب له هى متعمدة لإذلاله ؟ أم أنها ثقافة حفرت لنفسها مكانة فى نفوس المصريين نتيجة القهر والظلم والاستبداد الذى يعيش فيه منذ عشرات السنين ؟! لماذا تغير المصرى الرجل الشجاع المقدام الغيور ابن البلد الحر وصار الى ما صار اليه !؟

لقد أدركت أن المصريين رغم كل ما يعانوه فلهم قدرة عجيبة على التميز والعطاء بمجرد رفع مظلة الكبر والفساد والبطش التى تعصف بهم ليل نهار كما لهم قدرة فائقة على صياغة واقعهم البئيس والتعبير عنها بكلمات صغيرة واستفهامات بليغة كما يفعل معى عم هاشم بائع الصحف الذى كلما سألته عن اسم جريدة يقول لى هى فين ؟ الحقيقة والدستور والكرامة ! صحيح هى فين الحقيقة ولا فين الدستور ولا فين الكرامة  فى مصر المباركة ؟!

دكتور محمد جمال حشمت

g.hishmat@gmail.com

10 مايو 2009م

إضافة تعليق