استرخاء فى النضال أضاع  كوادر الحزب ، غياب من الساحة أو حضور بمفردات نخبوية  أبعدت الجمهور ، تملق وتواطئ مع الحزب الوطنى أفسدت صورة الحزب النضالية ودوره المقاوم للفساد والاستبداد بل صار شريكا لنظام فاسد ظالم استبدادى واكتفى بالهجوم الكلامى الموسمى المحفوظ أثناء مناقشة الموازنة !

ودور الدكتور رفعت السعيد صار واضحا عندما قرأ الواقع الجاسم فوق صدور المصريين قراءة صحيحة بصورة انتهازية تبقيه فى صدارة المشهد السياسى وتسمح لعدد يختاره بنفسه من التواجد فى مؤسسات الدولة التى يوزعها الحزب الوطنى على أحبابه ومريديه ضاربا بعرض الحائط أى تقارب مع المعارضة الشريفة والضعيفة وكان المقابل قيادته - لفترة ما - الهجوم على الإخوان تارة وهو يلبس مسوح الكاتب الموضوعى وتارة أخرى وهو يمتطى دور المؤرخ المنصف وقليلا عندما تمثل دور المعارض الشريف وقد ناله من الكشف والفضح لهذه المسوح  كتابات علماء وكتاب ومؤرخين شرفاء منصفين بشكل علمى جعله يركن الى الهدوء قليلا عسى الله أن يهديه وإيانا الى الحق الذى لاخلاف عليه ويحترم بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه دون سباب أو تجريح كما جرى الزمن الماضى!!

لكن نقدا للأستاذ جورج اسحاق المصرى الوطنى المسيحى المحترم لمؤتمر مناهضة التمييز والذى أقامه حزب التجمع أثار انتباهى الى الدور الذى يقوم به الحزب وتجاوزه لمقومات وأصول المجتمع المصرى والذى تنكر له حزب التجمع حتى صدرت توصيات المؤتمر بالمطالبة بوقف تدريس النصوص القرآنية فى مناهج اللغة العربية ( والذى رد عليه الأستاذ جورج ردا منطقيا بقوله أن النصوص جزء من تعليم اللغة العربية ولا يصلح النص المسيحى للمهمة نفسها ) بل ووقف تدريس مادة التربية الاسلامية كما طالب بذلك الدكتور مصطفى النبراوى واستبدالها بمادة للقيم العامة !

كما طالب هذا المؤتمر المشبوه بإلغاء مسابقات تحفيظ القرآن الكريم فى مخالفة واضحة لعقيدة الأغلبية والدستور والقانون !! الى متى تبنى فلسفة حزب التجمع على مهاجمة الدين الاسلامى والتحريض الدائم على حالة التدين التى يعيشها الشعب المصرى كله بمسلميه ومسيحييه ؟

ماذا يريد حزب التجمع لمصر والمصريين فى ضوء الحرب التى يعلنها على فطرة المصريين واقتراحاته التى تصدمهم من وقت لأخر وهل تستحق عضوية الشعب والشورى والمحليات هذا الهوان الذى صار فيه الحزب و وأجبر الشرفاء من ابنائه لمواجهته ووقف الخسارات المتتالية لشعبية الحزب فى كل مكان؟ بكل صدق ووضوح: حزب التجمع يستحق أفضل من ذلك !!

دكتور محمد جمال حشمت

g.hishmat@gmail.com

15 مايو 2009م