عبد المنعم أبو الفتوح وإخوانه

أنا لا أحب الكتابة عن أشخاص قريبين من قلبى لأن شهادتى فيهم مجروحة ، ولأنى أحب إخوانى رغم كل ما فيهم أحيانا من ضعف إنسانى أو عناد قيمى ! ففى رأيى أن كل من قبل أن يكون من الإخوان المسلمين فى هذا الوقت من الزمان فهو رجل حقيقى مهما كانت نواياه لأنه يواجه نظام يكره الإخوان بشكل مثير للغرابة , نظام يطارد الإخوان فى أعمالهم وأفراحهم وأتراحهم وأسفارهم وعلاقاتهم مع أقاربهم وزملائهم وجيرانهم !!

حتى أنه من أراد أن يتخلص من أحد خصومه فى أى مكان عليه فقط أن يتهمه بأنه من الإخوان أو المحبين لهم أو المتعاطفين معهم ولو فى جهاز الشرطة نفسه ! كى يطير من مكانه بلا عقل أو روية،  وقد فعلها أعضاء الحزب الوطنى فى انتخاباتهم القاعدية عندما راجت إشاعة باختراق الإخوان لقواعد الحزب الوطنى - المستولى على حكم مصر قهرا وغصبا - ! وبالتحقق من الأمر وجدنا أن أعضاء الحزب الوطنى تصارعوا فيما بينهم ولم يجدوا وسيلة لتصفية بعضهم البعض إلا بتهمة الانتماء للإخوان المسلمين وهى تهمة تسبب ارتكاريا وهوس وفزع لدى الأجهزة الأمنية التى تدربت على أن عدوهم هم الإخوان – ورغم احترام عدد كبير منهم لأفراد وقيادات الإخوان إلا أنهم فى ظل تعليمات صارمة  يتعقبونهم ويحاصرونهم والشاطر الذى يبدع فى ذلك – ونجحت الفكرة ولقت هوى لدى بعض رجال الشرطة لتأييد البعض ومعاداة البعض الأخر وتصفية الحسابات !!!

لذلك فليدرك كل الإخوان أنهم من أرجل الرجال فى مصر فلم يرهبوا الظلم والتعسف والمطاردة وسفاهات الأمن الذى يسترزق من متابعتهم والتضييق عليهم ! وقد قالها كبيرهم يوما ما فى لقاء مع أحد قيادات نواب الإخوان " إحنا بناخد مرتباتنا من الشغل عليكم وبالدولار كمان !" يعنى الأمن عامل تنظيم دولى ! ولذا لم أتعجب من التضييق الواقع على الإخوان خاصة قياداتهم التى تنال إحترام العقلاء فى كل مكان والتى يمتلئ قلوبها وتنضح أعمالها بحب الوطن والخير لكل الناس !فالدكتور عبد المنعم رجل الدولة المحترم الذى يملئ مكان أى وزير بكل اقتدار يعتقل على ذمة قضية دعم غزة المعروفة صحفيا وأمنيا بالتنظيم الدولى !!!

يعانى من المرض والقسوة والعناد فى المعاملة وهو الهين اللين الخلوق ! وثلاثة عشر عالما وأستاذا وخبيرا من أفاضل المصريين يقضون فى السجن أكثر من عامين ونصف ويحرمون من الإفراج بعد انتهاء ثلاثة أرباع المدة منذ 6 شهور تعسفا وحقدا بينما الضابط الذى انتهك حرمة المواطن المصرى عماد الكبير يستفيد بالقانون ويخرج بعد ¾ المدة ليعود الى عمله وكأن ما أرتكبه ليس قادحا فى أخلاقه ولانزاهته ولا أدائه ولا كرامته فى تحد صارخ وعناد وهوى شخصى من وزارة المفروض ان تحمى حقوق المصريين وتحفظ حقوقهم ! وثمانية أشراف من أبناء دمنهور يحصلون على براءة المحكمة الجنائية من التهم الملفقة لهم فى قضية فارس بركات الذى قذف به أحد رجال الشرطة من شرفة الدور الرابع فيفرج عنه ويتم اعتقال الثمانية البرءاء!

بأى حق ؟ وفى شريعة من؟ ويظل الهوى الشخصى لدى قيادات الشرطة يحركهم وهم يملكون كافة السلطات التى تهدر قيمة القانون وتهزأ من أحكام القضاء  دون محاسبة لماذا ؟ لأن المطاردين من الإخوان المسلمين مهدروا الحقوق مسلوبوا الإرادة فى ظل عصابة استولت على حكم البلاد وعلى مقدرات وسلطات الشعب ثم تسومه بها سوء العذاب ! وهم يعلمون أن الذى يمنع الإخوان من رد الفعل العنيف إنما هى عبادة لله خوفا من الفتنة التى هى أشد من القتل ! أنها الفكرة التى استولت على قلوبهم وعقولهم لسيد الشهداء الذى قام لحاكم ظالم فأمره ونهاه فقتله الظالم جزاء نصحه وارشاده ومن قبل جزاء استقامته وإيمانه !!  

يخسر رجال أمن النظام كل يوم فى مواجهتهم مع شرفاء الوطن وتنزل الدعوات على رؤوسهم كالمطر انتظارا للحظة استجابة تنعدل فيها الأحوال المقلوبة ويثأر الله فيها للمظلومين الذين أقسم سبحانه على نصرهم ولو بعد حين!  ولكن الظالمون لا يفهمون ولا يتدبرون ولا يفقهون ! إن رجال الأمن - ومن خلفهم ممن افتقد البصيرة وسيطر عليه هوس الحفاظ على متع الحكم التى هى نار الله الموقدة لمن لم يأخذها بحقها- لن يهنأوا بحياة أمنة مستقرة طالما امتلئت سجونهم بالمظلومين من شرفاء هذا الوطن! ولعل العنف والغل الذى يتعاملون به مع منافسى النظام السياسيين - الذين لم يرفعوا سوى أصابعهم وأقلامهم فى مواجهة نظام فاسد- هو الذى يفسر لى حالة الغلو فى بعض الأحيان التى تتهم كل هؤلاء بالخيانة أحيانا وبالكفر أحيانا أخرى ! وطالما غاب صوت الاعتدال وغيب أفراده فلا يلام إلا النظام وأمنه على ارتفاع نبرات التطرف وصيحات الإرهاب من آن لأخر ولن تنفعهم يومئذ دولاراتهم التى يقبضونها ثمنا لعذابات الشرفاء من أبناء الوطن! وحسبنا الله ونعم الوكيل

دكتور محمد جمال حشمت

g.hishmat@gmail.com

21 يوليو 2009م

إضافة تعليق