قذائف الحق( تطابق الخيبة هنا وهناك)

المتابع لسلوك ونهج رجال أوسلو فى فلسطين يجد أنه لا اختلاف بينهم وبين نهج وسلوك رجال كامب ديفيد فى مصر  ولعل مصر بحكم كونها الكبيرة الرائدة فى كل الأحوال قد أفادت أبو مازن ودحلان بالخبرة اللازمة فى التسوية ومفاوضاتها العبثية مع الكيان الصهيونى !

ولاشك أن حجم الفساد الذى يمارسه كلا الطرفين فى مصر وفلسطين كأنهما يصدران من مشكاة واحدة ! سواء فى الفساد المالى أو الإدارى أو حتى القيمى فمحلات القمار تقام بأموال صهيونية وفلسطينية ضلت طريقها من دعم الفلسطينيين الى دعم القادة الأوسلويين ! وتهريب المال للخارج أو الاحتفاظ به فى الخارج هو نهج السلطتين !

كما أن صناعة الاستبداد ذات منبع واحد ورغم ذلك أفلت أبناء الحركة الاسلامية هنا وهناك فى لحظات صدق وشفافية قليلة لم تستوعب فى حينها فمثلت هما وكمدا لكلا السلطتين على مدار سنوات الممارسة حتى اليوم ! سرقة أموال التبرعات هناك هى ذاتها سرقة ثروات الوطن هنا ! التماهى فى الارتماء تحت أقدام الرباعية وحكومة الصهاينة هناك هو ذاته العناد والإصرار على تنفيذ أجندة المحور الأمريكى الصهيونى حتى لو ضد مصالح الوطن هنا !

تزوير الانتخابات لصالح القيادات العميلة الشابة ضد القيادات التاريخية هناك هو نفسه التزوير والبلطجة لحسم الصراع ضد الحرس القديم  وضد رغبات الشعب المصرى هنا !استمراء الكذب فى التصريحات والخطب الحماسية وتلفيق القضايا للخصوم السياسيين هناك مثل هنا طبق الأصل ! فهل ذلك يعنى أن مصر هى المصدر الرئيس الداعم للسلطة الفلسطينية بوجهها الخيانى لفتح وللفلسطينيين ؟! أم أن الداعم الخارجى هو الذى اشترط هذا النهج لضمان استمرار هذه الأنظمة بالتزييف والبلطجة لترقد على قلوب شعوبها بلا رحمة ولا شفقة بينما تبقى هى بعيدة عن التلوث الذى استطعمته  أنظمة الفساد هنا وهناك !

تزامن غريب بين انتخابات هزلية فى رام الله تحت سنابك وحراب المحتل الأجنبى وانتخابات باطلة ومزورة فى شبين القناطر فى ظل احتلال وطنى لايرقب فى المصريين إلا ولا ذمة ! هل دايتون يقدم خدماته للفلسطينيين فقط أم أن مهامه قد امتدت لتشمل الشرق الأوسط باكمله؟ أنا أعتقد أن نظامنا وحزبنا الحاكم قد تفوق على دايتون بل على الشيطان ذاته ! وحسبنا الله ونعم الوكيل

دكتور محمد جمال حشمت

14 أغسطس 2009م

إضافة تعليق