نعم حرية الإنسان قبل حرية الأوطان

هذا هو الترتيب المنطقى فلا يمكن أن تأتى حرية الوطن على أيدى أذلاء تحت حذاء الحاكم ، ولا أدعياء لايملكون حق التصرف أو التحرك بحرية خوفا أو طمعا ! وهناك استحالة أن تأتى حرية الوطن على من بغى وتخاذل ونهب من خير الأمة واحتمى ببشر ولم يخشى ربه وهو  المستأمن على أرواح وممتلكات العباد وثروات الوطن ! ولا على أيدى من لم يخضع فى يوم من الأيام لإختيار حقيقى لأنه لاقدرة لديه على الحياة بلا غش أو تزوير !!

إذن فحرية الوطن ستتحقق حتما يوما ما لكن ليس على أيدى المغتصبين المزورين فاقدى المرؤة والإحساس ! ولعل طرف من المؤمرات التى تحاك لهذا الشعب فى الفترة المقبلة التى  تصلنى من وقت لأخر تؤكد أن النظام المصرى لن يحيد عن التزوير – حتى ولو ببطاقة الرقم القومى !! فقد بدأ استخراج بطاقات لأفراد منتمين للحزب الوطنى نفس الصورة وأسماء متعددة تحسبا لهذا اليوم !! ليتأكد بذلك الحزب الوطنى أن لا أحد مخلص له ! – ولو ثبت هذا لكانت فضيحة تضاف الى فضائح النظام الحاكم ولاستحق عليها عقوبة الانتحار !! كما تاكد من هذه التسريبات أن مخطط التوريث له رجال ينشغلون به يأخذون تعليماتهم من جهات شتى !ولكن ليس هذا دليل على نجاح التنفيذ فالأقدار يصرفها رب العباد وهم عن ذلك ذاهلون !

ومما يؤكد أن قضية التزوير هى ثابت ومحور ارتكاز لنظام الحكم المصرى منذ ثورة يوليو ، ماقيل على لسان مسئول ثورى فى النصف الأول من الستينات - كان وكيلا للنيابة ومشرفا على الانتخابات - من ترشح بعض أعضاء الاتحاد الاشتراكى لانتخابات برلمانية فى دائرة تحت مسئوليته وجاءت التعليمات بإنجاح فلان وإسقاط فلان ! وعندما تعجب المسئول لأن كلاهما من أبناء الاتحاد الاشتراكى ومن المؤمنين بالثورة قيل له "حتى لا يتعود الشعب على إنجاح من يريد" ! وقد قيلت نفس المعانى فى انتخابات 2005 بدمنهور بعد أن تأمر المفكر القومى مع أسياده وأعلن أنه ناجح ناجح واستشار بعض معاونيه قبل إعلان النتيجة نجاح من أول مرة ولا إعادة ! فنصحوه - ونعم النصيحة- بلاش وجع دماغ طالما ناجح ناجح يبقى من دلوقت وخلص ! ووقع فى الفخ وأحكم غلقه عليه وعلى نظامه  الفاسد بشهادات القضاة الشرفاء الذى استوجب فى لحظة غضب تعديل دستورى لإخراجهم من اللجان الانتخابية ! فقد قال مسئول التزوير الكبير فى المحافظة لبعض المعتقلين لديه من الإخوان "مش الناس اللى تختار إحنا اللى نختار مين ينجح ومين يسقط !!!

أظن أن الرسالة واضحة لذا فإن شهر رمضان كان فرصة حقيقية لتحرير إرادة المسلم من إسار الشهوة والضعف والاستكانة فرصة لتكوين إرادة حرة تضاد ما تأمر عليه حكام مصر ضد شعب مصر وتعارفوا عليه كأنه قدر لامفر منه ! رمضان كما أنه شهر التغيير فهو شهر الحرية وصدق الله العظيم "إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" أى أن تغيير النفس مقدم على تغيير الواقع فهلموا الى التغيير والى الحرية والرحمة والمغفرة والعتق من النيران اللهم أمين

دكتور محمد جمال حشمت

13 سبتمبر 2009

إضافة تعليق