أكد تقرير صحفي لوكالة "رويترز" الأمريكية أن ظهور رسم كاريكاتيري فيه مصري يغرق ملوحًا بيده مستنجدًا للمساعدة، بينما يظهر في الجانب الآخر للكاريكاتير قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسى قادمًا للرجل الغريق ليأخذ ساعته ويفر مبتعدًا، على وسائل التواصل الاجتماعي، هو دليل على حالة الغضب الشعبي ضد النظام.

 وقال التقرير المنشور على الوكالة: إن هناك حالة غضب واحباط بين المصريين جراء تدهور الاقتصاد معددةً الارتفاع الضريبي وارتفاع أسعار الكهرباء في شهر أغسطس الماضي بنسبة 25-40% والارتفاع الضخم في أسعار السلع الغذائية، ومعدلات التضخم المتزايدة وما نتج عنه من إلغاء الدعم، مشيرةً إلى خوف واضح من أن يكون كل ذلك الإحباط مقدمة لتظاهرات شعبية ضخمة.

وذكرت الوكالة أن جزءًا من محاولات الحكومة لرأب الصدع الاقتصادي كان تحصيل قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 12 مليار دولار، علاوة على قرار الحكومة بإلغاء الدعم على البنزين وما يترتب عليه من استمرار في انخفاض قيمة الجنيه المصري في مواجهة العملة الأجنبية، في الوقت الذي يعتمد عليه ملايين من المصريين على الخبز المدعم.

 ونقلت "رويترز" على لسان أحد الموظفين الحكوميين "جمال درويش" الذي اصطف في طابور طويل لشراء سكر مدعوم، الأمر يمكن أن يخرج عن السيطرة بسرعة شديدة قد يلجأ الناس إلى أفعال خاطئة للحصول على قوت يومهم، فالفقير إن لم بأكل لن يجد أماه حلًا سوى السرقة، خاتمًا كلماته بتساؤل ماذا ستفعل لتطعم أطفالك في هذا الوضع؟.

 وأشارت "رويترز" إلى أن "العدالة الاجتماعية" كانت أحد مطالب ثورة 25 يناير بعد ثورة شعبية أسقطت حكم "حسني مبارك" الذي دام 30 عامًا، ليجد الشعب نفسه بعد عامين من انقلاب السيسي على الرئيس محمد مرسي أمام أزمة نقص سكر غير مسبوقة وغضب شعبي آخر.

واستشهدت الوكالة بكلمات موظف بالمحكمة في منتصف العمر "عبد الحسيب أحمد" أري أن مصر لا تتقدم بالعكس فهي تتراجع للوراء، نحن في الطريق إلى انفجار وهذه المرة لن يكون سلميًا.

واعتبرت "رويترز" أن التظاهرات المعلن عنها يوم 11/11 هى تظاهرات تحتج على التدهور الاقتصادي في المقام الأول، على الرغم من أن الشرطة حتى الآن قبضت على 70 شخصًا في أعقاب الدعوة لتلك التظاهرات بتهمة الانضمام لجماعة الإخوان.

ووصفت "رويترز" خطابات السيسي الأخيرة بغياب الرؤية، فهو يطالب المصريين بالتضحية لعبور تلك الأزمة ووصل به الأمر لمطالبتهم بالتبرع ب "الفكة"، وفي الوقت ذاته لا يدخر جهدًا في القبض على كل من يعارضه، مهددًا بنزول الجيش الشارع في غضون 6 ساعات في حالة وجود اضطراب في الشوارع المصرية.