رسالة من أسرة د.محمد البلتاجي حول الانتهاكات التي يتعرض لها في سجن العقرب

رسالة من أسرة د.محمد البلتاجي حول الانتهاكات التي يتعرض لها في سجن العقرب

الدكتور محمد البلتاجي هو عضو البرلمان المصري وكان يعمل أستاذ في كلية الطب في أحد الجامعات المصرية كما أنه شغل منصب عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان وعضو اللجنة التأسيسية للدستور المصري، الدكتور محمد البلتاجي كان أحد رموز ثورة ٢٥ يناير وابنته الوحيدة أسماء قتلت بدم بارد يوم أن تم فض اعتصام رابعة في ١٤ أغسطس عام ٢٠١٣.


تم اعتقال الدكتور محمد البلتاجي بتاريخ ٢٨ أغسطس ٢٠١٣، ولم تكتف السلطات المصرية بذلك بل قامت بتدمير مركزه الطبي الذي كان يملكه بشكل كامل، إلى جانب فصله من وظيفته الأكاديمية في الجامعة التي كان يعمل بها.


لم تكتف السلطات المصرية باعتقال الدكتور محمد البلتاجي، بل قامت باعتقال كل أفراد عائلته، حتى الأطفال منهم، وتجدر الإشارة إلى أن أحد أبناءه يقضي حكم بالسجن خمس سنوات في السجون المصرية بعد تلفيق تهمة بحقه ليس لها أي أساس من الصحة سوى أنها جاءت للضغط بدافع الانتقام من أبيه.

قادة الانقلاب العسكري في مصر قاموا بتلفيق ما يزيد عن ٣٥ تهمة ضد الدكتور محمد البلتاجي، ووصلت عدد الأحكام التي صدرت ضد الدكتور البلتاجي إلى ٢٢٥ عام بالإضافة إلى حكم بالإعدام.


بكل أسف ما زالت سلطات الانقلاب في مصر تنتهك حقوق المعتقلين في سجونها وخصوصا الدكتور محمد البلتاجي حيث أنه عند اعتقاله في عام ٢٠١٣ تم حجزه في زنزانة عزل انفرادي لمدة شهرين، تلك الزنزانة التي لا يمكن تشبيهها إلا كغرفة قضاء الحاجة، بالإضافة إلى وضعه في سجن تأديبي يدعى سجن ليمان طرة قبل أن يتم نقله إلى سجن العقرب في ٢١ ديسمبر ٢٠١٣ حيث تم سجنه هناك أيضاً في غرفة عزل انفرادي في مكان ظروف التهوية والإضاءة فيه قاسة للغاية. لهذا السبب قرر الدكتور محمد البلتاجي أن يخوض إضراباً عن الطعام قبل أن يجبر سجانيه لكي تتم معاملته كما بقية السجناء. أبداً لم تقف هذه الانتهاكات عند هذا الحد ففي الثامن من أغسطس من العام الجاري قام حسن السوهاجي مساعد وزير الداخلية لشئون المسجونين ومحمد علي مدير قسم التحقيق الجنائي بإجبار الدكتور البلتاجي على خلع ملابسه وقاموا بتعذيبه وتصويره.


وفي اليوم التالي في الوقت الذي كان فيه الدكتور البلتاجي يحضر جلسة من جلسات محاكمته أخذ الدكتور البلتاجي يشكو لهيئة المحكمة عما تعرض له من تعذيب في غرفة السجن إلا أنه بعد عودته إلى غرفة السجن تعرض لمحاولة اغتيال من قبل سجانيه فقام الدكتور البلتاجي بالشكوى للقضاة في محكمة أخرى ولكنها كما سابقتها لم تتخذ أي خطوة للحد من هذه الإساءات، كما أنه أي لجنة تحقيق لم يتم فتحها بهذا الخصوص.


السبب الرئيس وراء هذا التمييز الواضح ضد الدكتور محمد البلتاجي هو أنه الدكتور البلتاجي قام بتقديم دعوى قضائية ضد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي يتهمه فيه بقتل ابنته أسماء محمد البلتاجي في يوم فض اعتصام رابعة.


وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأفعال التي تقوم بها سلطات الانقلاب ضد النائب محمد البلتاجي هي مخالفة للمادة ٤٢ من الدستور المصري التي تنص على أن أي مواطن يتم اعتقاله أو احتجازه يجب أن تتم معاملته بطريقة تتفق مع كرامته الإنسانية وبطريقة أخلاقية وأن لا يتم اعتقاله في مكان أو في ظروف غير خاضعة للقوانين والأعراف التي تحكم السجون. بالإضافة إلى المادة ٤ من اتفاقية مناهضة التعذيب التي تنص على أن تضمن كل دولة طرف في هذه الاتفاقية أن تكون جميع أعمال التعذيب جرائم ضمن قانونها الجنائي.


بكل أسف فإن هذه الجرائم ما زالت تتكرر من قبل سلطات الانقلاب بحق الدكتور النائب محمد البلتاجي حيث ما زال الضابط حسن السوهاجي يدخل ومعه الكلاب البوليسية غرفة البلتاجي ممارساً مزيداً من أعمال الوحشية والتخويف بحقه وتقول سلطات الانقلاب أن هناك عطل كهربائي في الغرفة وما هو إلا فعل مقصود حتى يقضوا مضاجع السجناء بسبب الدخان المتصاعد من الماس الكهربائي المقصود من قبل السجانين وبعد الاتصال لطلب المساعدة من قبل إدارة السجن لم يتم فتح أبواب الزنزانة التي يقبع فيها إلا بعد تعرض النائب البلتاجي لعدة إصابات. مما يجب الإشارة إليه أيضا أن سجن العقرب، والذي يسمى بمقبرة البشر الأحياء، يعيش فيه المسجونين بشكل يومي ما يشبه الموت البطيء، ففي هذا السجن وحده مات ٦ مسجونين خلال عام واحد فقط بسبب الإهمال الطبي المتعمد الذي يتعرضون له فهذا السجن هو مكان حيث اللا طعام واللا شراب واللا دواء فكل ما ذكر هو ممنوع إدخاله بشكل رسمي من قبل إدارة السجن كما أن المسجونين فيه هم ممنوعون من الزيارة منذ شهور.


هذا هو الوضع الحالي للدكتور محمد البلتاجي في سجنه فهو ممنوع من الدواء ومن الملابس الدافئة وممنوع من الأغطية أيضا فقد قبلوا فقط غطاءا واحدا للنوم فقد كان الدكتور البلتاجي ينام على البلاط منذ فترة، حتى أنه وصل الحال بالسجانين في هذا السجن أن يمنعوا المسجونين من ممارسة التمارين الرياضية وخصوصا الدكتور محمد البلتاجي، فحتى في الوقت الذي سمحوا له فيه بالخروج إلى ساحة السجن لا يقبلوا ذلك إلا إذا كان مقيد اليدين.


الدكتور محمد البلتاجي هو أيضا ممنوع من الزيارة من قبل أهله وذويه منذ شهور فأهله لا يعلمون إن كان الدكتور البلتاجي حيا أم ميتا لأنه قد بلغهم أن السجانين يقومون باقتحام غرف السجن من فترة إلى أخرى ويقوموا بتفتيش متعلقاتهم والاستيلاء عليها، ووصل الأمر إلى منعهم أحيانا من الماء، حتى الماء الذين هم بحاجة إليه ليروي ظمأهم. إن المعاناة الأكبر التي يتعرض لها الدكتور محمد البلتاجي في سجنه هي حرمانه من رؤية ابنه المسجون الذي حكم عليه بالسجن منذ ثلاث سنوات.


هذه بعض من المضايقات والإهانات بل والمعاناة التي يتعرض لها الدكتور النائب محمد البلتاجي في سجنه من قبل سلطات الانقلاب العسكري.

إضافة تعليق