كلمة الدكتور جمال حشمت رئيس البرلمان المصرى بالخارج بالمؤتمر الأول لرابطة "برلمانيون لأجل القدس"

كلمة الدكتور جمال حشمت رئيس البرلمان المصرى بالخارج بالمؤتمر الأول لرابطة "برلمانيون لأجل القدس"

سيدى الرئيس


السادة المحترمون رؤساء البرلمانات ونوابها المشاركين في المؤتمر مناصرة للقضية الفلسطينية فى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني


السادة الحضور الكريم


شكرا لكم هذا الحضور الفاعل اليوم زمانا فى ظل هجمة شرسة من محور الشروالفساد والاستبداد فى العالم المعاصر شرقا وغربا علي قلب واطراف هذ الامة الاسلامية , وهنا مكانا فى تركيا التي تحمل رمزية الدولة الحاضنة والحامية والمعبرة عن آلام وأمال الشعوب المقهورة في العالم بأسره


اليوم لابد لنا أن ندرك تلك اللحظة الفارقة والصعبة بين مرحلتين في حياة الآمة مرحلة الاستضعاف ومرحلة المنعة والقوة نعم نعيش فى مرحلة نوشك فيها ان نفارق مرحلة الاستضعاف التي سمحت لطغاة الآمة الداخليين وخصومها الخارجيين باستعباد شعوبها وبتقسيمها وتكريس ضعفها وتبعيتها ومهانتها لكن دون أن نصل بعد الي مرحلة المنعة والقوة التي نمتلك فيها امكانات فرض إرادة الشعوب وبناء وتحقيق نموزج حضاري يليق بأمة الاسلام


ونحن اليوم في هذه اللحظة الانتقالية الصعبة نمتلك يقظة وطموح وطاقة تغييرية هائلة مع غياب أدوات لابد منها لفرض الإرادة وتحقيق الطموح


إن قواعد الاستضعاف المعروفة لم تعد تنطبق علي هذه الامة المجاهدة والتي تدفع من دماء رجالها ونسائها الثمن رفضا للظلم والاستبداد لكن قواعد المنعة والقوة أيضا لاتنطبق !  فما هي قواعد هذه الحالة ؟ وكيف يمكن أن تبدل الامور بحيث تعلو قيم علي قيم ويتغلب فكر علي فكر وتحل قوى محل أخري ؟ ومالذى يحدد فرص وامكانات نجاح مثل هذه التحولات ؟


إن من مقومات انجاز التحولات التاريخية وحسم الصراعات الكبري فى تاريخ الشعوب :


اولا الوعي بطبيعة الحالة الثورية التي تنتاب الشعوب وطبيعة الصراع الذى فجرته هذه الحالة


ثانيا الإرادة التي يجب أن تتوفر لحسم القرارات المصيرية أثناء هذه الصراعات ولتجميع الصفوف بلا تردد


ثالثا الإدارة والأدوات التي تمكن الآمة من اجتياز هذه المراحل لفرض الإرادة وتحقيق الحلم والطموح


السادة الأفاضل


لابد أن يكون ذلك واضحا ونحن اليوم نجتمع لنصرة قضية القدس التي هي قلب القضية الفلسطينية والتي هي قضية الآمة المركزية بلا منازع فالكل يدفع ثمن وجود هذا الكيان وسط الآمة والملحوظة التي لاتغيب عنا في هذا الصدد بعد كل هذه المعانة هو أن الجميع يعاني من نفس الاشكاليات رغم الاستقرار الظاهري عند بعض الدول خاصة  ( دول الربيع العربي ) بما فى ذلك الكيان الصهيوني فبعد اكثر من 68 عاما من الاحتلال وبعد خمس سنوات من الثورات  ثم الانقلاب عليها حماية للكيان نجد ان الجميع يعاني من عدم الاستقرار فالجيوش مستنفرة والحياة متوترة وحكايات التمييز والتهجير والفصل العنصري متواترة وفى المقابل روح الثورة متقدة والمقاومة مشتدة ورفض الخضوع للأمر الواقع أيا كان النظام مازالت قوية ومستمرة رغم الدعم العالمي اللامحدود  , وتلك أية من الله تبارك وتعالي " ولا تهنوافي ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون وكان الله عليما حكيما " ولعل فى ذلك ما يجعلنا فى معادلة استعادة حريتنا وكرامتنا وحقوقنا وجلب العدالة لربوع اوطاننا لنقول ان لذلك ثلاثة شروط :


أولهم هو عدم الاعتراف بالوضع القائم علي الظلم والاستبداد مهما كانت قوته


وثانيهم الاعتماد علي الله ومسبب الاسباب مع الآخذ بها لمقاومة هذا الظلم وإرهاقه بكل اشكال المقاومة بما يناسب كل واقع ثورى وفق رؤية واستراتيجية وسياسات وامكانات يسعي المقاومون في كل مكان لامتلاكها


وثالثهم هو الصبر واستمرار الصمود فمعاركنا وفق رؤيتنا تاريخية ستغير وجه الحياة في العالم أجمع ، وتبشرنا بدوران التاريخ لتعود الحضارة كي تبزغ من الشرق مرة أخري تحمل قيم الحق والعدل والحرية لتصنع الأمن والامان لكل البشر دون تمييز تلك التي افتقدتها الحضارة الغربية اليوم رغم تفوقها التقني المذهل لكنها فشلت فى إرساء هذه القيم مع دولة القانون واحترام حقوق الانسان فى كل ارجاء المعمورة وانفضحت بتمييزها العنصري والكيل بعدة مكاييل تصدر فيها مصالح دولها لتعلو علي كل شئ حتي لو كان الثمن دماء وارواح وحريات الشعوب المقهورة والمغلوبة علي أمرها


السيد الرئيس والسادة  النواب المحترمون


إن قضية القدس وفلسطين هي ترمومتر الحياة فى هذه الامة تنتعش حين تتحرر وتنتكس حين يصيبها الآلم والوجع


ونحن ندرك فى مصر أن تحرير القدس لاشك فى ذلك يبدأ من تحرير العواصم التي تحيط بها من سيطرة المنظومة الاستعمارية التي تسيطر علي الحياة في بلدانهم وتلك مقدمة لسقوط الكفيل الغربي الذى يتسبب فى حصار القدس ومعاناة الشعب الفلسطيني وكل الشعوب الثائرة فى وجه الظلم والعدوان


وهنا نتوجه بالتحية الي النواب المعتقلين في فلسطين وفي مصر وعلي رأسهم الاستاذ الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب الشرعي ونقول لهم لقد اديتم ووفيتم، تقبل الله منا ومنكم وموعدنا يوم النصر ان شاء الله وماهو ببعيد !


وفى النهاية نؤكد أن ارتباط التاريخ والجغرافيا والمستقبل بين مصر وفلسطين هو المحدد الاساسي فى منظومة مقاومة الفساد والظلم والاستبداد ، ونأمل أن تتوحد الصفوف هنا وهناك كي تصبح القوة المقاومة علي قلب رجل واحد  أمام عدو واحد وإن تعددت أشكاله واختلفت اسمائه وصدق الله العظيم " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص " " ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين"


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إضافة تعليق