المؤتمر الأول لرابطة "برلمانيون لأجل القدس" بمشاركة نواب البرلمان المصري

المؤتمر الأول لرابطة "برلمانيون لأجل القدس" بمشاركة نواب البرلمان المصري

أطلقت رابطة برلمانيون لأجل القدس مؤتمرها الأول تحت شعار "القدس وتحديات المرحلة"، في مدينة إسطنبول صباح اليوم الثلاثاء 29-11، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورعاية رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان، وبمشاركة برلمانيين من مختلف الدول العربية والإسلامية وشخصيات دولية اعتبارية.


وافتتح المؤتمر بآيات من القرآن الكريم؛ كما عرض فيلم تسجيلي يتناول معاناة نواب القدس الذين يلاحقهم الاحتلال الصهيوني باستمرار.


أردوغان :القدس مكان للديانات الثلاث والمسجد الاقصى للمسلمين فقط


وفي أبرز كلمة خلال المؤتمر أبدى الرئيس رجب طيب أردوغان سعادته بالحضور قائلا :"سعيد جدا بأن ارى ضيوفنا الكرام اخوتنا الاعزاء واستضيفكم في مدينة اسطنبول العريقة وبهذه المناسبة من هذه العاصمة القديمة شقيقة القدس أحيي كافة المظلومين، وأحيي شباب فلسطين الابطال وكذلك الاجلاء في رام الله ونابلس وغزة وكافة المدن وكذلك النساء الفلسطينيات .. أحيي كافة اللاجئين الفلسطينيين الذين انفصلوا عن وطنهم وكان هذا صعبا عليهم واتقدم بالتحية الى كافة اخوتي الذين يدافعون عن القضية الفلسطينية".


وشدد أردوغان على أن القدس مهد الديانات الثلاث ؛ "لكن المسجد الاقصى المبارك وما فيه وما أسفله وقبة الصخرة المشرفة هي ملك للمسلمين فقط".


واعتبر أردوغان أن الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى واجب ؛ وخاطب الحاضرين قائلا: "انتم تعيشون ايضا الانتهاكات التي مورست في فلسطين لقرابة نصف قرن من الزمن وانتم متواجدون هنا واتيتم الى اسطنبول باحثين عن التضامن مع القدس وفلسطين وانا سعيد جدا ان استضيفكم هنا في بلدي، ان الدفاع عن الاقصى وكذلك الوقوف الى جانب الاطفال الذين لا يملكون الا الحجارة والدفاع عن القدس مسؤولية الجميع".


وقال أردوغان للحاضرين: "اخوتي الاعزاء تخيلوا طفل يتوجه الى مدرسة في ظل أسلحة صوبت تجاهه ؛ وتخيلوا شابا يمتلك احلاما للمستقبل وهي قد ضاعت بين الجدران الخرسانية والاسلاك الشائكة وتخيلوا ؛ امرأة قد انهار منزلها من خلال الجرافات وتخيلوا والدا يتم سجنه وابنه كذلك وتنهب احلامهم ويفقد أبناؤه".


واردف أردوغان: "وتخيلوا شعبا يتعرض للتهميش والقتل والدمار هذه الحياة التي يعيشها الفلسطينيون كل يوم وهناك نظام ظالم وضغط شرس على الفلسطينيين".


وعن الامم المتحدة قال أردوغان: " مع الاسف رغم قرارات الامم المتحدة التي لايمكن ان نحصيها ؛هذا الظلم مستمر و هذا المشهد يشغل قلوب المسلمين ان نتحدث عن سلام في العالم الاسلامي والمنطقة ولاشك ان القضية الفلسطينية هي قضية نهب للحقوق وقرارات الامم المتحدة لا تقدم ولا تؤخر ومع الاسف الشديد النظام العالمي الذي فيه قانون السادة بدلا من قانون السيادة".


وتابع أردوغان :" ديننا الإسلامي هو المعيار واذا لجأنا الى غير الإسلام نكون قد وقعنا في خطأ فادح".


وختم الرئيس أردوغان كلامه: "تعالوا نتعاون ونقف بثبات ولا نتصرف بالعاطفة ولا نخاف من أحد وتلى الآية القرآنية "لا تحزن إن الله معنا "، معبرا عن ايمانه بأن هذه المؤتمرات إشارة لنهوض قادم.


من جهته أكد رئيس رابطة برلمانيون لأجل القدس الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر أن القدس مهد الرسالات والحضارات وتقدست مكانتها في الكتب السماوية الثلاث .


وأشار الاحمر إلى ممارسات قوات الاحتلال في القدس التي شردت اهلها الشرعيين وصادرت البيوت والممتلكات واعتقلت نواب القدس وابعدتهم عن مدينتهم.


وندد الاحمر بحرمان اهالي القدس من اداء العبادة ومنع بعضهم من الوصول او الابعاد عن الحرم القدسي الشريف، و"ان الحقد الاسرائيلي بلغ ذروته بقرار منع الاذان في المساجد" .


وأشاد الأحمر بصمود أهالي القدس ومواصلتهم النضال ضد الاحتلال في وجه محاولات تقسيم القدس زمانيا ومكانيا.


وتحدث رئيس البرلمان الاندونيسي محمد نور روحي وقال في كلمته أن الاهتمام في القدس لا ينصب على الجانب الديني فقط بل الجانب السياسي ايضا ؛ "فإسرائيل" تحتل القدس وفلسطين ويجب حل هذه القضية وارجاع الحقوق لأصحابها مشيدا بقرار اليونسكو الاخير الذي اعتبر المسجد الأقصى خاصا بالمسلمين فقط.


واشاد روحي بنضال نواب القدس ووقوفهم في وجه الملاحقات التي يتعرضون لها مؤكدا ضرورة التنسيق الدائم للدفاع عن قضايا المسلمين في كل مكان في العالم .


وأكد على ضرورة العمل على فك حصار غزة واطلاق سراح النواب المختطفين في سجون الاحتلال معبرا عن امله في الصلاة قريبا في المسجد الاقصى المبارك.


وفي كلمة نواب المجلس التشريعي وجه النائب الاول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة التحية باسم شهداء واسرى وجرحى فلسطين للحاضرين؛ داعيا الجميع لمساعدة الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه وتحرير المقدسات، وتصحيح الخطأ التاريخي المتمثل في وعد بلفور المشؤوم .


وأشار خريشة إلى منع قوات الاحتلال رفع الاذان وتعمد قوات الاحتلال لعقد اجتماعاتها في البلدة القديمة من القدس لاستفزاز الفلسطينيين والتأكيد على مواصلة حملة التهويد والتشريد في القدس .


واكد خريشة ان الانتفاضة المندلعة الان في الضفة والقدس جاءت انتصارا للقدس والاقصى، مؤكدا على اسلامية القدس وان الاحتلال يجب ان يرحل عن ارضنا .مشددا على ان الفلسطينيين لن يمرروا قرار الاحتلال بمنع الاذان.


وفي كلمة له عبر رئيس البرلمان التركي عن دعمه وتأييده لحقوق الشعب الفلسطيني مشيدا بدور الرابطة في الدفاع عن القدس واهلها .


وقال اسماعيل كهرمان: " لايمكن تغيير الوضع الديني في القدس .. ومجزرة الحرم الابراهيمي التي حدثت قبل سنوات لا نريد ان تتكرر في الحرم القدسي الشريف خاصة في ظل حملات المداهمة اليومية لباحات المسجد الاقصى المبارك واستفزاز مشاعر المسلمين يوميا".


وعبر عن استنكاره لقرار منع الاذان معتبرا ان الاذان مرتبط بحرية العقيدة التي لا تقبل مساومة.


واشار كهرمان إلى ان اجراءات الاحتلال وعدوانه لا تتفق مع القانون الدولي خاصة ما يتعلق بزيادة الاستيطان والتهويد في القدس .


من جانبه أكد النائب التركي عن اسطنبول محي الدين نباتي على ضرورة وقف نزيف الدم في فلسطين والمنطقة ؛ مشددا على ضرورة ايجاد حلول لجميع مشاكل المنطقة وخاصة فلسطين والقدس معبرا عن امله في ان يكون القرن الواحد والعشرين رمزا للسلام وحل كافة المشاكل.


وفي ختام حفل الافتتاح قدم الشيخ حميد الأحمر رئيس رابطة برلمانيون لأجل القدس هدية للسيد الرئيس رجب أردوغان على حضوره المؤتمر ودعمه للقدس وفلسطين، كما تتواصل فعاليات المؤتمر من ندوات ومحاضرات تتناول واقع القدس ونوابها.

إضافة تعليق