الدكتور جمال حشمت يكتب : ستون عاما بين ما مضي وما نأمل فيه ان شاء الله

الدكتور جمال حشمت يكتب : ستون عاما بين ما مضي وما نأمل فيه ان شاء الله

اليوم مر علي مولدي ستون عاما عشت فيهم المنح والمحن تمنيت وبذلت فنلت بفضل الله وحرمت احيانا ،عاهدت وبايعت وما بدلت ، وازنت بين الامور ولم أبدل في الاولويات بهوي ! ومارست حياتي وفق قناعاتي مسترشدا بثوابت الاسلام ما استطعت، قلت الصواب في ذاته وألزمت نفسي به لكني عندما أخطأت فكان في حدود ضيقة لكني رجاع لا استحي من الاعتذار.


تحملت ظنون السوء في شخصي ربما نكاية او غيرة او اجتهادا خاطئا ورددت بلطف عندما اتيحت لي الفرص وهي قليلة علي كل حال ، أشعر دائما بالرضا علي ما أفعله ولا أندم إلا نادرا ولي العذر احيانا والأمثلة محدودة .


تحملت ومازلت أتحمل مسئولية  قرارات لم أشارك فيها حيث ينالني احيانا غضب الغاضبين هم وانا معذرورون ! لكني وقتها لم أكن من اصحاب القرار! لم أسع الي أي مسئولية أو وظيفة تنفيذية ، توليت مسئولياتي كلها داخل الاخوان بالانتخاب وهذا مصدر فخر لي فجزاهم الله خيرا كل من وثق وظن بي خيرا ولعلي في مناصب الدنيا لم أفكر يوما في رئاسة قسم بالجامعة او عمادة او وكالة لم تكن تناسبني طبقا لاهتماماتي واولوياتي وقتها ! ، والمنصب الوحيد الذي تشرفت به دائما هو نائب عن الشعب المصري في ادق مراحله والحمد لله فقد شغل علي حياتي وأسأل الله القبول فيما قدمت ما كان خالصا لوجه الله.


ستون عاما هل نحتاج الي استراحة مجاهد ام ان الوقت لا يتسع لذلك؟!


رغم ان مؤمن بأن كل ميسر لما خلق له وان تعدد المناصب له قيمة كبيرة في هذا الصراع الضخم الذي اضطررنا له الا ان غياب التنسيق يقلل من فاعليتهم جميعا ، وَمِمَّا اعلمه عن نفسي أني لست عنيفا في لفظي او سلوكي وعندما اخترنا عملا سياسيا او برلمانيا لمقاومة العسكر واجرامهم لايعني هذا سوي احترام طبيعتي التي حققت من خلالها نجاحات سابقة وقد ينجح البعض في تغيير وجهته وسلوكه وموقعه وكل ميسر لما خلق له ! ورغم ذلك قضايا العسكر الملفقة مازالت تطاردني والله من ورائهم محيط ، يكفينا ان الله فضح مخططات أعداء الأمة التي يطبقونها علي شعوبنا من خلال هؤلاء القيادات الخونة الذين يتسترون خلف وحدة الأمة وهم من مزقها وخلف أمنها واستقرارها وهم من أشاعوا فيها الرعب والخوف تلبسوا رداء الوطنية وهم من باعو الاوطان وخربوا الديار ونهبوها فلعل امتي تستفيق وتسترد وعيها وتعلم ان هؤلاء هم الطابور الخامس وسط شعوبنا


واخيرا هل بعد ستين عاما يستجد جديد ؟ ان شاء الله تغييرا منهجيا يخدم قضيتنا التي نحيا لها ولا نبغي من بعد نصرها مكسبا او مكانة والله علي ما أقول شهيد


شكرًا لكل من هنأني ودعا لي بخير وجزي الله زوجتي وأبنائي خيرا لكل ما تحملوه ،عسي الله ان ألا يطول بي الزمن إلا ونحن ثابتين مستورين منصورين ان شاء الله


لست أدعو سوى الرحمن يحفظكم


يا خير من سكنوا في القلب إخوانا


طــبتم فـطابت بكــل الـود صحبتكم


حتى جـُـزيتم مـن الرحــمن رضوانا


أدعــو الإلــه لــكـم دومـاً لـيكرمكــم


في السر عـفوًا وفي الإعلان غفرانا


رفاق الروح ما زلتم بوسط القلب أحبابا


وإن غبتم وإن غبنا فإن الحب ما غابا


هي التقوى تجمعنا وحب الله قد طابا


رضا الرحمن غايتنا وللفردوس طلابا

إضافة تعليق