أسوشيتد برس: بعد حلب.. هل تصبح إدلب مسرح الدماء القادم؟

أسوشيتد برس: بعد حلب.. هل تصبح إدلب مسرح الدماء القادم؟

"إدلب من المرجح أن تكون المسرح الدموي القادم بعد حلب".. جاء هذا في تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" اﻷمريكية عن مكان المعركة القادمة في سوريا، خاصة بعدما أصبحت المحافظة الواقعة غرب حلب -التي سقطت في أيدي النظام مؤخرا- معبأة بعشرات الآلاف من الثوار، الذين تم اجلاؤهم من مختلف أنحاء البلاد، مما يجعلها معركة أكثر دموية من حلب.


وقالت الوكالة:" النظام سعى على مدى العامين الماضيين، لترحيل الآلاف من المعارضة وأنصارهم إلى إدلب المنفى القسري الذي يعتبره كثيرون محاولة مدروسة لجمع المقاتلين في مكان واحد حيث يمكنهم لاحقا القضاء عليها، وتصوير المدينة على أنها قندهار سوريا لتبرير الهجوم على المدينة.


وفيما يلي نص التقرير:


معركة حلب اجتاحت العالم، ولكنها ليست الجبهة الوحيدة الناشطة في سوريا التي مزقتها الحرب، وأحد الأهداف القادمة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد ربما يكون قلب المعارضة، إنها إدلب.


المحافظة الواقعة غرب حلب تعتبر معقل لتنظيم القاعدة، وهي حاليا معبأة بعشرات الآلاف من الثوار، وكثير منهم تم اجلاؤهم من مناطق أخرى من البلاد، لذلك من المحتمل أن تكون أكثر دموية من حلب.


إدلب لديها طرق مباشرة مع الحدود التركية، وتقع على بعد بضعة كيلومترات في الشمال من حماة، المحافظة الوسطى، والنقطة الأساسية في الدفاع عن المعاقل الساحلية، والقواعد العسكرية الروسية القريبة من الأسد.


وردا على سؤال عن وجهته القادمة، قال الأسد إن على رأس أولوياته، بعد تحصين محيط حلب، ستكون إدلب.


وقال خلال تصريحات لوسائل الإعلام الروسية في مقابلة أجريت معه في دمشق الأسبوع الجاري: تحديد المدينة التي تأتي بعد ذلك يعتمد على المنطقة التي تحتوي على أكبر عدد من الإرهابيين".


فقدان الحكومة جسر الشغور، ومعها كل من محافظة إدلب في صيف 2015، هو ما دفع روسيا للتدخل لدعم قوات الأسد في النهاية وتحول زخم الحرب مرة أخرى إلى صالح اﻷسد.


قندهار سوريا


على مدى العامين الماضيين، استخدم الأسد سياسة الحصار، والهدنة لإجبار المعارضة على الاستسلام، وقد تم ترحيل الآلاف من المعارضة وأنصارهم إلى إدلب -المنفى القسري الذي يعتبره كثيرون محاولة مدروسة لجمع المقاتلين في مكان واحد حيث يمكنهم لاحقا القضاء عليها-.


ورحبت المحافظة بالآلاف من المقاتلين الإسلاميين، الذين قدموا مع عائلاتهم من وسط مدينة حمص، وضواحي دمشق، بعد الاستسلام للقوات الحكومية.


وأصبح المشهد مألوفا، الرجال يتلقون استقبال الأبطال، وهم يترجلون من الحافلات الخضراء في إدلب مع البنادق على أكتافهم، بعد أن أجبروا على مغادرة البلدات والمدن المحاصرة.


وقال إبراهيم حميدي، الصحفي الذي يغطي الشؤون السورية لصحيفة "الحياة":" الحكومة تريد أعداد الناس، من الناحية النفسية، لفكرة أن إدلب هي قندهار سوريا".


في إشارة إلى إقليم قندهار في أفغانستان، الذي كان قاعدة حكومة طالبان بين أعوام 1996-2001، موضحا أنه في ظل وجود هذا العدد الكبير من المسلحين سيسهل على الحكومة، وحلفائها تبرير الهجوم.


المحافظة لديها أعداد كبيرة من  المقاتلين، وفقا لمعهد دراسات الحرب، إدلب يتواجد فيها أكثر من 50 ألف مقاتل تحت لواء منظمة جيش الفتح، الذي يحتوي على فصائل أعلنت ولائها لتنظيم القاعدة.


واستخدم طريق إدلب كنقطة انطلاق، حيث كسر مجموعة من المقاتلين لفترة وجيزة حصار الحكومة على شرق حلب في أغسطس.


ادلب هي واحدة من المناطق القليلة في سوريا التي تسيطر عليها المعارضة وليس الحكومة ولديها طرق مباشرة مع الحدود التركية.


وجود طريق إلى الحدود التركية يعني أن كل شيء تقريبا متاح في إدلب، بما في ذلك الأسلحة، والإمدادات الأخرى.


الحدود التركية


وقال يزيد صايغ، الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت :" النقطة الرئيسية في معركة إدلب وهو الدور الذي ستلعبه تركيا، فهي تبقى المعارضة على قيد الحياة بالتجديد المستمر من الامدادات.


وأضاف:" إذا قررت تركيا لأسباب مختلفة - وربما كجزء من التفاهم مع روسيا - الحد من هذه المساعدة، وأصبحت الحدود التركية مع إدلب مثل الحدود الأردنية مع درعا، حينها المعارضة لن يكون لديها إلا فترة بسيطة للبقاء على قيد الحياة.


المعارضة تخشى أن تقصف الحكومة الروسية إدلب بشكل وحشي بحجة أنها معاقل المتطرفين المرتبطين بالقاعدة.


منذ يوليو 2015، الطائرات اﻷمريكية قتلت بعض الشخصيات البارزة في تنظيم القاعدة خلال غارات على إدلب، بما في ذلك الكويتي "محسن الفضلي" وغيره.


وقال "حسن دياهم" باحث من إدلب:" النظام يريد أن تصبح إدلب رقة أخرى" في إشارة إلى المدينة السورية في الرقة العاصمة الفعلية لتنظيم الدولة اﻹسلامية المعروف إعلاميا "بداعش".


وقال حسن، الحكومة السورية تأمل أن وجود هذا العدد الكبير من المسلحين سوف يؤدي إلى الاقتتال الداخلي، ولكن رغم تدفق المقاتلين، مثل هذه المواجهات نادرة.

إضافة تعليق