سجن برج العرب ..تعذيب وانتهاكات مستمرة

سجن برج العرب ..تعذيب وانتهاكات مستمرة

سجن برج العرب سجن كبير يقع بمنطقة برج العرب بمحافظة الإسكندرية ، اشتهر بكونه من أكبر السجون في البلاد، وسلطت عليه الأضواء لاستقباله السجناء السياسيين وتوارد التقارير عن حجم معاناة المعتقلين بداخله، حيث يتكدس أكثر من ٣٠ سجينا داخل حجرة مساحتها أربعة أمتار مربعة.

وبُني سجن برج العرب ضمن سلسلة من السجون المصرية المشهورة التي أنشئت بداية من تسعينيات القرن الماضي، مثل سجن العقرب الشديد الحراسة وسجنيْ أبو زعبل ووادي النطرون.

موقع السجن

يقع السجن في منطقة صحراوية غرب الإسكندرية ، وهو يعد من السجون شديدة الحراسة، خصوصا أنه من أهم السجون التي تستقبل المعتقلين السياسيين من جماعة الإخوان المسلمين، فضلا عن المتهمين الخطرين في الجرائم الجنائية.
وعلى مقربة من السجن توجد استراحة رئاسية ، وهو ما كان يمثل عنصر إزعاج ومضايقة للسكان بسبب إجراءات الأمن الكثيفة.

تاريخ السجن

بُني السجن عام ٢٠٠٠ لكنه لم يكن معروفا على نحو خاص، فهو أقل شهرة من سجون مصرية أخرى مثل سجون منطقة طره بالقاهرة .

لكن هذا السجن أصبح أحد أشهر السجون المصرية بعدما نقل إليه الرئيس محمد مرسي ( أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا) بعد ساعات من أولى جلسات محاكمته.

أقسام السجن

تتكون منطقة سجن برج العرب من ثلاثة أقسام :يضم أولها كتيبة من قوات الأمن المركزي المكلفة بحماية السجن وتأمينه، أما الثاني فهو سجن برج العرب الاحتياطي، بينما القسم الثالث هو ليمان برج العرب المخصص لمن صدرت ضدهم أحكام بالسجن المشدد.

ويضم سجن برج العرب الاحتياطي ٢٥ قسما موزعة على خمس مجموعات تضم كل واحدة منها خمسة عنابر، ويضم العنبر الواحد ١٨ غرفة تتوزع على جناحين، يضم كل جناح منهما تسع غرف وفناءين أحدهما أمامي والآخر خلفي.

ويقع داخل منطقة السجن وحدة صحية على مقربة من البوابة الرئيسية،والمعلومات المتواترة عنها تؤكد أنها فقيرة جدا جدا من حيث التجهيزات والمعدات الطبية.

أما سجن ليمان برج العرب فيضم خمسة عنابر مخصصة للسجناء الذين يقضون عقوبات بالسجن في قضايا مختلفة، منها عنبر يطلق عليه اسم المستشفى لكونه مخصصا للسجناء الذين يحتاجون إلى رعاية طبية.

ويعلو منطقة السجن سوران يرتفعان بعدة أمتار ويضمان أبراج مراقبة، يحيط السور الأول بمنطقة سجن برج العرب ويطوقها من الخارج، بينما يحيط الثاني بسجن برج العرب الاحتياطي وليمان برج العرب.

ما يحدث داخل السجن من انتهاكات بشكل متكرر

وفق روايات بعض المحبوسين سابقا وأهالي المحبوسين حاليا ؛ فإنهم يعيشون في داخل هذا السجن داخل حجرات لا تتجاوز مساحة الواحدة منها أربعة أمتار مربعة، وتضم ثلاثون سجينا وربما أكثر في بعض الأحيان.

وتشير الروايات إلى أن المحتجزين يقضون حاجتهم داخل دورة مياه ضيقة بإحدى زوايا الغرفة الصغيرة، ويمنعون من الخروج إلى ساحة السجن إلا مرة واحدة في اليوم، وربما يمنعون في أحيان أخرى.

ولم تخل حياة السجين - حسب روايات الأهالي- من عشرات "الانتهاكات" ما بين تفتيش يجرد السجناء من ملابسهم وأغراضهم، وزجهم في حجرات "التأديب"، ومنع وصول الدواء إليهم أو تحويل المرضى منهم إلى المستشفى، وهم "يعيشون داخل عنابرهم في غرف مظلمة يتسلل إليها البرد القارس في المساء، وبصيص نور في الصباح."

ونقلت تقارير سابقة صادرة من عدة منظمات حقوقية بإصابة العشرات من السجناء بحالات تسمم نتيجة تناولهم المياه الملوثة وغير الصالحة للشرب،وذكر في التقارير أن "الأطباء حذروا من احتمال تعرض المحتجزين بسجن برج العرب للفشل الكلوي نتيجة تكرار حالات التسمم."

وتتضاعف معاناة المحبوسين بالمعاملة القاسية التي يتعرض لها أهاليهم مع موعد كل زيارة، وينقل عدد من الأهالي مشاهد من المعاناة تتضمن التفتيش المهين والتعنت في استلام بعض الأطعمة، والطوابير الطويلة والانتظار ساعات للظفر بزيارة لا تتعدى عشرة دقائق.

ودفعت المعاناة المستمرة للمحبوسين للدخول أكثر من مرة في إضراب عن الطعام، ونجح عدد منهم في تسريب رسائل من داخل السجن تنقل تفاصيل عن أوضاع مأساوية يعيشونها .

بالإضافة لكل ما سبق يعاني المحبوسين من الإهمال الطبي حيث لا تتوفر كافة الأدوية وأنهم يعتمدون على الأدوية التي تدخل لهم من خلال ذويهم بالزيارات كما يعتمدوا على تشخيص الأمراض من خلال بعض الأطباء المحبوسين أيضا وهناك مرضي يحتاجون لرعاية مميزة إلا أنهم لا يحصلون عليها وقد توفي بالسجن أكثر من حالة نتيجة هذا الإهمال الطبي ( جمعة على حميدة – محمود محمد الصغير- أنور عبد الرحمن العزومي – صابر الطلخاوي - الحاج ابو عميرة – بدر شحاته – محمود محمد سعد الدين )

الأحداث الأخيرة بالسجن

قام اللواء/ محمد على مدير مباحث مصلحة السجون مع مأمور السجن العميد / جمال النجدي بحملة واسعة داخل سجون برج العرب، وبدأت باستدعاء فرد من كل زنزانة وتهديهم مع السباب لهم بأبشع الألفاظ ثم قاما بالتفتيش بشكل عنيف وهمجي للغرف حيث قاموا باقتحام الغرف بأعداد كبيرة جدا من الضباط والعساكر والقوات الخاصة وكلاب الحراسة البوليسية و الخيول.

قام هؤلاء بتجريد المحبوسين من ملابسهم عنوة، وحاول المحبوسين منعهم من دخول الغرف والتعامل معهم بهذا الأسلوب، واشتد ضيق المحبوسين واخذوا يضربوا على الأبواب بشدة حتى أن صوت المحبوسين بالداخل وصل للأهالي المتواجدين وفي انتظار الزيارة بالخارج .

تم طلب خروج المحبوسين في القضية ١٠٨ وقاموا بتهديدهم وقضية ٢٨٩ (الغربية) اخرجوهم من الغرف وتم الاعتداء عليهم بالضرب وتم تجريدهم من الملابس ومن أي ( أحذية او غيرة ) مما يلبس في الأرجل وتم سكب المياه فى الغرف وتم ذلك تحت الضغط والتهديد والتخويف والترويع بالكلاب البوليسية.

قام المحبوسين فى عنابر ٢١ و ٢٢ بالامتناع عن النزول للزيارة تضامنا عما حدث من قبل إدارة السجن بحق زملائهم .

تم ضرب قنابل الغاز المسيل للدموع داخل بعض الزنازين .

ثم قاما باقتياد بعض الأسماء ونقلهم إلى سجن آخر وهم :-

عبدالوهاب العناني غرفة ١ عنبر ٢١

محمد السيد عبدالمجيد غرفة ٨ عنبر ٢١

صلاح محمد صلاح غرفة ١ عنبر ٢٢

مصطفى سلامة الفقي غرفة ١ عنبر ٢١

محمد سعيد عبدالنبي غرفة ٦ عنبر ٢١

انس سيد أحمد يوسف غرفة ٦ عنبر ٢٢

عمرو زكريا المشد غرفة ٦ عنبر ٢٢

السيد سعد الدين السيد العدني عنبر ٢٣

حمزه صبري طه غرفة ٢ عنبر ٢٣

إن حياة المحبوسين داخل هذا السجن في خطر شديد فهم يتعرضون لموت بطئ يستدعي التدخل بشكل فوري لإنقاذهم .

الاعتداء والانتهاكات أصبح تمارس ضد الحبوسين بشكل ممنهج ، الإهمال الطبي يحصد أرواح المحبوسين .

و تصل شكاوي واستغاثات بالمئات لمنظمات حقوق الإنسان بهذا الانتهاكات .

وبصفة عامة فالسجون والمعتقلات وأماكن الاحتجاز المصرية أصبحت قبور علي سطح الأرض لدفن الأحياء لقتلهم ببطء.

كل ما سبق يتم بلا محاسبة لأحد على اقتراف هذه الأعمال التي ترقي لجرائم .

لا وجود لتطبيق قانون ولا القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء التي أوصي باعتمادها مؤتمر الأمم المتحدة الأول لمنع الجريمة المعقود في جنيف عام ١٩٥٥ وأقرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي بقراريه ٦٦٣ جيم (د - ٢٤ ) المؤرخ في ٣١ تموز/يوليو ١٩٥٧ و ٢٠٧٦ (د - ٦٢ ) المؤرخ في ١٣ أيار/مايو ١٩٧٧.

الوضع كارثي ويتفاقم بكل المقاييس الحقوقية بل والآدمية داخل السجون والمعتقلات وأماكن الاحتجاز بمصر.

لذلك فإن مركز الشهاب لحقوق الإنسان يطالب من الحكومات والهيئات والمنظمات الدولية العمل والضغط علي السلطات المصرية لتنفيذ الآتي:-

- وقف الاعتداءات والتهديدات التى تمارس مع السجناء بداخل سجن برج العرب .

- تطبيق القانون ولائحة السجون فيما يخص المحبوسين وحقوقهم القانونية .

- العمل على تطبيق القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء كأمر ملح وحق من حقوق المحبوسين داخل السجون في مصر.

- تسير لجنة تقصي حقائق من قبل الأمم المتحدة بخصوص حالة السجون ووضع المحبوسين في مصر .

- النظر في الإجراءات والشكاوي و البلاغات التى تقدم بها المحبوسين أو ذويهم والبت فيها على وجه السرعة .

- فتح تحقيقات موسعة حول ما تم من جرائم داخل السجون واماكن الاحتجاز ، وما تم بهما من ممارسات مخالفة للقانون .

- محاسبة المسئولين عن هذه الجرائم من قيادات وزارة الداخلية والمسئولين عن احتجاز الأشخاص داخل السجون .

- تفعيل دور الرقابة الدورية من قبل النيابة والقضاء على السجون وجميع أماكن الاحتجاز .

مركز الشهاب لحقوق الإنسان

١٢ اكتوبر ٢٠١٦

إضافة تعليق