خلال ثمانية عشر يومًا سطر خلالهما شعب مصر ملحمة من الصمود ونجح في انتزاع حكم مصر من نظام المخلوع حسني مبارك لتكون ثورة الخامس والعشرين من يناير وشعارها عيش حرية عدالة اجتماعية ملهمة لمرحلة
ما بعد الثورة حتى مجيئ أول رئيس مدني منتخب ولكن أبى العسكر أن يتركوا مصر تخطوا خطوات نحو الحرية والديمقراطية فانقلبوا على الرئيس المنتخب وحولوا مصر إلى شبة دولة كما قال قائد الانقلاب
"شيعة مصر يخرجون من المخبأ".. تحت هذا العنوان نشرت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية تقريرا حول أوضاع الشيعة في مصر منذ ظهورهم قديما وحتى العصر الحالي.
وكشفت المجلة عن الأسباب التي دفعت الشيعة للاختفاء طوال القرون الماضية والظهور في أعقاب ثورة يناير، ثم الاختباء في عهد الإخوان المسلمين، والعودة مرة أخرى للظهور في عهد عبدالفتاح السيسي.
جانب من التقرير:
منذ فجر الإسلام والشيعة يحاولون اختراق مصر، حتى سيطر الفاطميون وهم سلالة شيعية على مصر وحكموها لمدة قرنين.
ولكن صلاح الدين أطاح بهم، ووفقا لمعلومات الشيعة فقد ذبح الآلاف، بينما كان يسوي الكثير من مبان القاهرة.
مسئول مكتبة شيعية في الإسكندرية ينطق اسمه بشكل ملتوي من صلاح الدين الأيوبي إلى "خراب الدين" بمعنى مخرب الدين. ومنذ ذلك الحين وشيعة مصر يتظاهرون بأنهم سنة. البعض قنع التقاليد الشيعية في طقوس الصوفية.
لقد انضموا إلى "موالدهم" أو الاحتفالات بميلاد الأولياء للصالحين واعتكفوا في أضرحة أقارب النبي صلى الله عليه وسلم "آل البيت".
ونظرا لأنهم يخفون هويتهم، فلا أحد يعرف تحديدا كم عدد الشيعة في مصر.
في أعقاب الربيع العربي في 2011 بعضهم خرج من المخبأ فشكلوا مجموعات على موقع " فيسبوك" وفتحوا صالات لإحياء ذكرى الشهداء الشيعة وجمعوا العشور نيابة عن علي السيستاني المرجع الشيعي العراقي.
"تاجر حديد وخردوات" في القاهرة تحول سرا إلى المذهب الشيعي يقول :" لدينا قضاة ورجال شرطة وموظفون مدنيون"، ويقال أن هناك أيضا شيوخ شيعة يعلمون المذهب الشيعي في الأزهر، والذي يعد مركز التعليم الأعظم مكانة في العالم السني.
وبعد أن فاز الإخوان المسلمون بانتخابات 2012 الكثير من الشيعة عاد للاختباء، حيث قام السلفيون المهيمنون على الأوضاع بدوريات على الأضرحة.
ولكن عبد الفتاح السيسي الذي أسقط حكم الإخوان جعل الحياة للشيعة أكثر سهولة قليلا. فمسجد الحسين في القاهرة يظل مفتوح في 29 سبتمبر لاحتفالات عاشوراء.
فغالبا ما يزور الشيعة المكان، حيث دفن رأس الحسين المقطوع نجل علي بن أبي طالب (بحسب معتقدات الشيعة الغير صحيحة).
هم يصلون مثل السنة في جماعة ويخجلون من نشر أسماءهم و "لكن الآن أكثر سهولة لكي تصبح شيعيا في مصر من أن تصبح سلفيا"، بحسب صاحب المكتبة.