فورين بوليسي: انتخابات مصر صراع سلطة لا ديمقراطية

فورين بوليسي: انتخابات مصر صراع سلطة لا ديمقراطية

اهتمت بعض الصحف الأميركية اليوم الخميس بتسارع الأحداث في سباق الانتخابات الرئاسية في مصر على خلفية اعتقال أبرز المرشحين المحتملين، ووصفت ما يحدث بأنه غير ديمقراطي وأقرب إلى أساليب المستبدين.

فقد وصفت مجلة فورين بوليسي الانتخابات بأنها غير ديمقراطية، وأن أوضح دليل على أنها لن تكون حرة ولا نزيهة هو اعتقال رئيس هيئة الأركان السابق سامي عنان بعد وقت قصير من إعلانه أنه سيترشح للرئاسة.

ورأت المجلة أن تصويت مارس لن يؤكد بأي حال من الأحوال شعبية زعيم عصابة الانقلاب "عبد الفتاح السيسي" بين الشعب المصري، وأن هذه الحملة الانتخابية هي مجرد امتداد للصراع الداخلي على السلطة بين الجيش والأجهزة الأمنية للنظام ولا علاقة لها بآليات الديمقراطية.

وأضافت أن ترشيح عنان والطريقة المفاجئة التي أنهي بها يمكن أن يكونا مؤشرا على الانقسامات بين أجهزة أمن الانقلاب مثل الشرطة والأمن الوطني والجيش والمخابرات العسكرية والمخابرات العامة. 

وتابعت أن اعتقال عنان يثبت مرة أخرى أنه لن يكون هناك أمل في إرساء الديمقراطية في مصر دون تفكيك السلطات المستبدة للنظام.

وفي السياق، كتبت مجلة نيوزويك أن أسلوب الاعتقالات وحرمان جميع المعارضين المحتملين واحدا تلو الآخر الذي يتبعه السيسي أصبح سمة واضحة مع اقتراب الانتخابات. 

ورأت أن هذا الأسلوب يشبه إلى حد كبير أسلوب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المعارض أليكس نافالني، وقالت إن مثل هذه الخطوات هي تدمير للحرية والديمقراطية.

خيبة أمل

من جانبها، انتقدت افتتاحية لصحيفة واشنطن بوست ما قاله مايك بنس نائب الرئيس الأميركي للصحفيين بعد لقائه زعيم عصابة الانقلاب "المصري عبد الفتاح السيسي" يوم السبت الماضي عندما أثار مسألة احتجاز أميركيين "ظلما" في القاهرة ومعاملة المنظمات غير الحكومية والحرية الدينية وكأن هذه هي كل المسائل التي انتهك فيها نظام السيسي بمصر حقوق الإنسان بشكل صارخ، مع استمراره في تلقي المساعدات الأميركية بأكثر من مليار دولار سنويا.

وقالت إنه من الجيد أن يتحدث بنس علنا، ولكن الغريب أنه كان يكرر مناداة السيسي بـ"الصديق"، ويزعم أن العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر أقوى من أي وقت مضى.

وأضافت الصحيفة أن ما زاد من خيبة الأمل لدى كثير من المصريين هو فشل بنس في التعليق على الصورة الزائفة الغريبة للديمقراطية التي كان السيسي يمثل دورها خلال زيارته.

وأشارت إلى أحد مظاهر هذه الصورة الزائفة عندما أعلن السيسي يوم الجمعة الماضي قبيل وصول بنس أنه سيكون مرشحا في الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس المقبل، وأنه سيكون المنافس الجاد الوحيد. 

ومع ذلك قبل إعلان السيسي تم إقصاء منافسين محتملين هما رئيس وزراء المحلوع وأحمد شفيق ومحمد أنور السادات، وتم احتجاز شفيق بمعزل عن العالم الخارجي حتى أذعن، ويوم الثلاثاء قبض على سامي عنان وأجبر على تعليق ترشيحه للرئاسة بعد أربعة أيام فقط من إعلانه.

وقالت الصحيفة إن السيسي بهذه الطريقة يثبت أنه لن يتسامح بشأن المنافسة الانتخابية حتى من أعضاء آخرين في المؤسسة العسكرية الحاكمة.

وختمت بأنه لا عجب أن يقدم اثنان من كبار الجنرالات المتقاعدين نفسيهما بديلين للسيسي، لكن رده باعتقالهما يظهر عدم اطمئنانه لموقفه، وهذا يدل على تآكل قاعدته بشكل مطرد، وبدون دعم الكثير من النخبة العسكرية التي هي نفسها أقلية معزولة في مصر ستكون فرصة السيسي ضئيلة لمعالجة المشاكل المحلية المتفاقمة بالبلاد أو دحر تنظيم الدولة الإسلامية، وهذا الأمر لا يجعل منه صديقا بل مسؤولية بالنسبة للولايات المتحدة.

إضافة تعليق