أولا : ذكري مولد ثالث حفيداتي وقد حرمنا بفعل التسلط والاستبداد من ضمهم الي صدورنا بل الحرمان الأشد هو افتقاد القدرة علي متابعتهم وتعويض أي تقصير حدث فى تربية الابناء مع معايشة الأحفاد وهذا هو المناخ الذى يخرج جيلا سويا يتربي مع حنان الوالدين وحكمة الآجداد وعاطفتهم لكن قدر الله وما شاء فعل فاللهم إنا استودعنا أبناءنا وأحفادنا واهلينا فى معيتك ورحمتك يا أرحم الراحمين

ثانيا : ذكري 36 عاما علي زواجي وما مر فيها من منح ومحن نسأل الله أن يجعلها شفيعا لنا يوم لقائه وجزي الله خيرا من تحملت ورعت وربت وتأذت وصبرت عنا خير الجزاءوجمعنا الله بها فى مستقر رحمته أنيسا وونيسا بفضله ورحمته

ثالثا : ذكرى مرور 15 عاما علي سقوط بغداد ( 2003) وقد كنت لحظتها علي الحدود السورية العراقية عند مدينة القائم وقصة ذلك كتبتها من قبل ملخصها أن اتحاد الاطباء العرب بقيادة د عبد المنعم ابو الفتوح وقتها قرر ارسل بعثة إغاثية من تخصصات نادرة لعلاج الجرحي بعد قصف امريكي وقتل وترويع استمر اسابيع وتعين رئيس البعثة الآخ الكريم د ابراهيم الزعفراني والعبد لله نائبه وثلة من الاستشارين والاساتذة فى تخصصات دقيقة مثل جراحة الاعصاب والوجه والفكين والتجميل وجراحة العظام والجراحة العامة وصيدلي من كرام القوم ولكن تم منع د ابراهيم من السفر ورغم كل المحاولات لم يتمكن من السفر مع الوفد وتوليت رئاسة الوفد والتفاصيل كثيرة الخص أهم احداثها فى الاتي :

1- الوصول الي الحدود العراقية كان شاقا مع وفد نقابة اطباء سوريا مررنا فيه علي مدينة تدمر وسط الصحراء السورية وقد حدث فيه لقاء عجيب مع أحد الجالسين علي مقهي ونحن نذهب للصلاة فجائني وتعرف علي قائلا حضرتك فلان ؟ قلت نعم وانا اتعجب ان يتعرف عليّ أحد هنا ! قال نائب من الاخوان المسلمين ؟ قلت نعم قال لقد شاهدتك مع احمد منصور فى برنامجه بلا حدود (اللقاء كان فى يناير2000) وتعجبنا وسعدنا باللقاء ربنا معاكم وينصر الاخوان المسلمين (الإخوان محظورون فى سوريا)

2- بعد المرور علي دير الزور والوصول علي الحدود عند مدينة القائم الحدودية اوقفتنا المخابرات السورية وأبلغونا أننا لن نستطيع الدخول لانتشار الكمائن الطائرة وعلمنا أن المترجمين مع القوات الامريكية كان أغلبهم مصريين !! بعد حوار طويل لم ندخل وتحركنا فى اتجاه العودة وبعد نصف ساعة كان المكان المواجه لموقعنا قد تم قصفه بمعرفة الطيران الامريكي وبعد تحركنا فى طريق العودة جاءنا خبر سقوط بغداد !

3- سلمنا الآجهزة والمستلزمات غالية الثمن التي كانت معنا الي نقابة اطباء سوريا لتوصيلها للمستحقين فى الداخل العراقي او تحويلها الي فلسطين وغزة

4- كانت زيارة المسجد الأُموي مهمة بالنسبة لي حيث هذه اول زيارة لي والآخيرة لسوريا وقد لاحظت قبلها أن الحياة فى سوريا تشبه الحياة فى مصر زمن الستينات وقد امتلات شوارع دمشق ومبانيها ومواصلاتها بصور الثلاثي (حافظ وباسل وبشار) ترسيخا لعبادة الاشخاص ومحورية وجودهم أمام الشعب باستمرار فكانت زيارة المسجد الأموي وغرف استقبال سفراء العالم امام الخليفة ووجود بيت المال وساحة المحاكمة ومدرسة تعليم القرأن الوقف منذ ايام الخليفة عمر بن عبد العزيز ومقبرة صلاح الدين واثر حذاء اللنبي فى جدرانها بعد دخوله دمشق محتلا كلها كانت علامات علي زمن خلافة ولت وكان أخر معاقلها بغداد التي سقطت اليوم ، كما كان خوف الناس من ذكر لفظة الاخوان المسلمين باديا عند تعارفنا فالكل يعرف مسار طريق الحكام للبقاء فى الحكم وهو خلق عدو وتشويه صورته وترهيب الناس كي يبقي المستبدين علي كراسيهم حتي لو ضاعت الاوطان

لعلنا فى هذه الذكريات نعي حجم المؤامرة التي تحاك لنا منذ مئات السنين فإن لم نكن أصحاب ذاكرة قوية والمام بالتاريخ وكيفية استخلاص العبر منه فلن نفلح فى مواجهة أحزاب الشيطان التي تغزونا وتتحكم فينا

9 ابريل عندي ملخص لذكريات الألم والصمود ذكريات الماضى والمستقبل ذكريات الآلام والآمال فى جيل جديد يبدأ من حيث انتهينا وقد اكتمل وعيه وزادت همته وقويت قدرته علي التحمل والصبر وتوثق يقينه بالنصر تصديقا لموعود الله (وإن جندنا لهم الغالبون)