كواليس علاقة جمال خاشقجي بجماعة الإخوان

كواليس علاقة جمال خاشقجي بجماعة الإخوان

فور إعلان السعودية وفاة الكاتب السعودي جمال خاشقجي، وتوجيه الاتهام لـ18 مواطنا بقتله، بدأت تدوينة قديمة لـ«خاشقجي» عن جماعة الإخوان في الظهور للواجهة مرة أخرى، يعود تاريخها لـ 10 سبتمبر من العام الماضي.

وكتب «خاشقجي»، في تدوينته مشيدا بجماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها الرياض جماعة إرهابية، وقال: «من زمان أجد أن كل من يؤمن بالإصلاح والتغيير والربيع العربي والحرية ويعتز بدينه ووطنه يوصف بأنه إخوان يبدو أن الإخوان فكرهم نبيل»، ردا على اتهامه بالانتماء للإخوان.

وفي تعليقه على قرار حظر تأييد جماعة الإخوان والتعاطف معهم قال: «هذا يستحيل تطبيقه مع الاخوان لأن منهجهم هو منهج كل مسلم وكل حركة إحيائية، إذ لا ينفردون بقول أو فقه أو عبادة عما أنت عليه».

ووصف «خاشقجي» إخوان الخليج والسعودية والمغرب بأنهم «لا يبايعوا أحداً حتى من بينهم لأن في عنقهم بيعة لملك أو أمير البلاد، ولا علاقة تنظيمية لهم بأحد خارج الوطن»، مؤكدا أنه يوجد في المملكة من ينتسبون لجماعة الإخوان وفِي مناصب مرموقة.

وارتبط «خاشقجي» بجماعة الإخوان عندما كان في مرحلة الجامعة، ولكنه استقل عن الجماعة بعد ذلك، وكان مقربا من نظام الحكم في السعودية في عهد الملك عبد الله، وحين الإطاحة بحكم الإخوان نقل رأيه بضرورة عدم دعم السعودية لذلك، وهو ما لم يتم الاستجابة له.

بعد وفاة الملك عبدالله وتولي شقيقة سلمان، بدأ «خاشقجي»الحديث عن فكرة المصالحة مع الإخوان، بالإيحاء بأن هناك تحولاً في السياسة الخارجية السعودية تجاه الإخوان، وأن القيادة السعودية السابقة والحالية طلبت من رئيس مصر، عبد الفتاح السيسي، إجراء مصالحة مع الإخوان.

وفي نهاية 2016، صدر قرار بمنعه من الكتابة بسبب هجومه على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لسياساته المعادية للإسلام بحسب رأيه.

في المقابل كان «خاشقجي» منتقدا لبعض سياسات الإخوان ورأى ضرورة محافظتهم على الديمقراطية في مصر حتى وإن كان الثمن هو التخلي عن فكرة الحكم، ولكن بعد سفره للخارج اقترب من الجماعة بشكل كبير وبدأ في إطلاق تغريدات تنتقد سياسات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وسياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتم استضافته بشكل دوري في قناة الجزيرة، وفي قناة الشرق قبل وفاته بأسابيع.

بوفاة «خاشقجي» خسرت الإخوان مناصرا لها وداعما لمواقفها في كثير من الأحيان، إلا أن الجماعة آثرت عدم تناول قضيته في بياناتها الصحفية، أو التعليق رسميا على أي شيء يخصه لمدة جاوزت الأسبوعين من اختفاءه، حتى تُبقي على شعرة علاقتها بالمملكة السعودية، وكان التصريح الوحيد حول هذا الشأن لنائب مرشد الجماعة إبراهيم منير، أول أمس، قبل ساعات من إعلان السعودية عن وفاته، ورفض خلاله توجيه الاتهام لأي طرف بالمسؤولية عن اختفاء «خاشقجي».

وأكد «منير» أن جماعة الإخوان تعرب عن أسفها لما جرى لـ«خاشقجي»، نافيا أن يكون جمال خاشقجي عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، وقال: «جمال خاشقجي، الذي نأسف لمصيره، ليس عضوا في الإخوان، وإن كان صديقا للجميع، قبل عودته الأخيرة إلى إسطنبول التي اختفى فيها، جلس إلينا في لندن واستمع منا لتقييمنا للوضع في مصر والعالم، وكان حريصا على عدم مهاجمة بلاده.

من جانبه يرى الدكتور جمال حشمت القيادي بجماعة الإخوان أن جمال خاشقجي كان من المؤمنين بالحرية، ويرى من خلالها، أن للإخوان الحق في أن يعملوا كما لغيرهم الحق في ممارسة حرياتهم وقناعاتهم بشكل سلمي.

وأوضح أن «خاشقجي» كان له ملاحظات عن الإخوان تتمركز حول البيعة للمرشد ومكانة المرشد وشعارات الجهاد مضيفًا «كان عاقلاً حكيماً لا يعادي أحد حتي من يعترض على أدائه ويعارض سياساته مثل ولي العهد السعودي»، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب الراقي في المعارضة حقق له مكاسب وضمن له انتشارًا لا يتمناه الطغاة.

وعن إدارة أزمة قتله، أكد أن تركيا أدارت ملف الأزمة بشكل رائع منع انقلابا ثالثا عليها سياسيا بعد الانقلابين العسكري والاقتصادي، وقد ضاق الخناق علي السعودية حتي اعترفت أمام العالم بتفاصيل الواقعة قبل أي بيان رسمي من تركيا، ومازالت الضغوط تُمارس علي ترامب للتخلي عن ولي العهد الذي تم «استحلاب» السعودية عن طريق طموحاته ورغبته في السلطة، حسب قوله.

إضافة تعليق