الدكتور جمال حشمت :غياب الجندي المجهول والمهمة المفقودة

الدكتور جمال حشمت :غياب الجندي المجهول والمهمة المفقودة

كتب الدكتور محمد جمال حشمت النائب الشرعي وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة " قراءة الواقع خلال الأعوام الماضية تؤكد علي

فشل ثوار مصر المخلصين في توحيد قواهم ضد الانقلاب العسكري علي (قاعدة السلمية)

وكذلك فشل ثوار سوريا في توحيد قواهم ضد السفّاح بشار علي (قاعدة القتال)

لماذا؟

لأن أحدا لم يبد قدرة علي التماهي والتنازل عن شرط وجوده أو بعض طلباته فشغلهم الله بأنفسهم

حيث دار اهتمامهم بوجودهم ومستقبل كل منهم

وأضاف حشمت : ولعل من الانصاف ان نذكر أن العمالة للقوي الخارجية في الشأن المصري أقل بكثير من الوضع السوري حيث غلبت الرغبة في التسليح علي فصائل سورية كثيرة لا سبيل لاثبات وجودها إلا بقدر تسليحها واستحواذها علي أراضي محررة من نظام السفّاح العلوي!

هل ذلك يعني القبول بالأمر الواقع والاستسلام الي أن يبعث الله لنا طالوت قائدا ؟

لا فكثيرا ما نبهت أن كل منا له دور ومهمة في الحياة (عدم الاستسلام والمقاومة والاعداد ليوم النصر ) من أجادها في إطار مرتكزاته القيمية والأخلاقية فقد بذل جهده في فعل مُتقن أحسنه في إطار الفرض عليه ومع ذلك لا يترك المشاركة في رد الظلم أو فضحه بقدر ما يستطيع فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها كان بالجهد او المال أو الأفكار أو الإنكار أو الدعاء فننشغل بالعمل المفيد الذي نتقنه عن التعليق والمزايدة والتخوين والمكايدة فهذا عمل الهالكين الذي لا يجيدون شيئا نافعا لحياتهم أو قضيتهم إلا الكلام ! وأنا أشفق عليهم فصحيح لا أرد عليهم ولا أضيع وقتا أو جهدا أو حماسا في مجادلتهم لكن حق علينا جميعا أن يساعد بَعضُنَا بعضا لنعرف كيف نقف مع الحق؟ وصدق من قال ( ستؤجر علي كل باب من أبواب المسلمين تحمل همه، لكنك ستسأل عن كل باب لم تقم فيه بما كان في وسعك ووزر التقصير يأكل أجر الهمّ العاري عن الفعل) ( دوائر اهتمامك لا ينبغي أن تطغي علي دوائر تأثيرك،إهتم بقضايا المسلمين لكن لا تبذل في هذا الاهتمام إلا أقل طاقتك والباقي أصرفه للقضايا التي تستطيع أن تحدث فيها تغييرا ملموسا)وعندها ستجد (أن فاعلية المجموع من فاعلية الأفراد وعندما لا يقوم كل فرد بدوره علي أتم وجه فلا تنتظر من أية أمة أن تكون أمة فاعلة مؤثرة) فلا تتولوا ما كفيتم ولا تُضيعوا ما وُليتم فهذا أصل الاصلاح وذروة سنامه.

إضافة تعليق