هل يشهد 2019 مصالحة داخلية بين "إخوان" مصر؟

هل يشهد 2019 مصالحة داخلية بين "إخوان" مصر؟

- حشمت: هذا ما نأمله وسعينا له ومازلنا فالإخوان صمام أمان للوطن

- الكومي: كل من يريد العودة فمرحباً به وقتما شاء

ما زالت المساعي مستمرة، بحسب معلومات حصلت عليها "المجتمع"، لإحداث مصالحة داخلية بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وبحسب تصريحات خاصة، أكد قيادات بالجماعة أن الباب مفتوح لوحدة تتخطى الأزمة الداخلية.

"المجتمع" بحثت في فرص التئام الصف في جسد جماعة الإخوان المسلمين في مصر مع إطلالة العام الجديد في ظل متغيرات ومؤشرات عن كونه عاماً ليس عادياً، يتطلب وفق محللين وحدة الصف في جسد الجماعات المعارضة والرافضة للنظام المصري الحالي، الذي حظر الجماعة ويستهدفها بصورة متواصلة وفق بيانات الإخوان، وهو ما ينفيه النظام عادة.

هذا ما نسعى له

ويرى د. محمد جمال حشمت، القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، والرئيس السابق للبرلمان المصري في الخارج، إمكانية حدوث مصالحة داخلية، وقال في حديث لـ"المجتمع": هذا ما نأمله وسعينا له وما زلنا؛ لأن منهج الإخوان وعاطفة الإخوان ومحن الإخوان تجمع كل الإخوان، ولذلك ندعو: اللهم وحّدنا ورشّدنا واستعملنا ولا تستبدلنا.

وأوضح أن الخلافات زادت حدتها بشكل واضح بعد ثورة يناير، ليتمايز توجهان في فقه التعامل مع المجتمع والمخالفين في الرأي من انفتاح كبير يترك للأفراد الحق في حرية التحرك، إلى تحفظ شديد يدفع إلى سيطرة الجماعة على كل خطوة، زادت مع التوجه الثوري في مقابلة التوجه الدعوي الذي تربى عليه الأغلبية؛ مما دفعني إلى اقتراح إضافة منهج جديد بجانب "دعاة لا قضاة" بما يسمى "ثوار لا بغاة" لاستيعاب الشباب وتربيته على الإيجابية ومنحه القدرة على التغيير الحقيقي بروح المصلح أو الثائر طبقاً للمناخ والظرف القائم.

وشدد حشمت على أنه بكل الأحوال لن تسترد الجماعة قوتها ودورها الحقيقي في ظل انقسام فكري وعضوي، بل وحدتها مقدمة على أي اصطفاف وتوحد بين الرافضين للنظام الحالي، مؤكداً أن استمراره يمثل خطورة على مصر ومستقبل شعبها.

وأعرب عن أمله في أن يكون ما تم إنجازه في عشرات السنين في مسيرة الإخوان بمصر فرصة كي يُبنى عليه ويجعل من وحدة الإخوان أملاً قريباً في ظل تغييرات عميقة يجب أن تحدث في الرؤى والأهداف والخطط والهياكل والأشخاص، فلا أحد يدوم بل أثره وعمله خاصة لو كان يَصب في مصلحة جماعة قدمت لمصر وللعالم الإسلامي الكثير، ولا شك أن وجودها صِمَام أمان لحاضر الشعوب الإسلامية ومستقبلها.

الباب مفتوح

وقال عز الدين الكومي، النائب في مجلس الشورى عام 2012، وأحد قيادات الجماعة: إن باب الجماعة وذراعي الجماعة مفتوحان، وكل من يريد العودة فمرحباً به وقتما شاء، ولكن يعود كفرد في الصف ولا يتبوأ مكاناً في القيادة عملاً بمبدأ "يعود ولا يقود"، مؤكداً أنه ليس هناك من طريق سوى ذلك، ومن لم يرتض هذا المنطق فهو وشأنه، وهذا ما أكده الأمين العام في لقائه الأخير مع قناة "الجزيرة".

وأوضح في تصريح لـ"المجتمع" أن قيادة الإخوان ممثلة في القائم بالأعمال د. محمود عزت، وكذلك نائب المرشد د. إبراهيم منير، والأمين العام د. محمود حسين، أعلنوا في مناسبات عديدة أنه ليس هناك انشقاق في الجماعة، كما يحلو للبعض أن يسميه، ولكن هناك مجموعة لم تلتزم بمنهج الجماعة في اختيار السلمية، ولم ترعوِ لقرارات الجماعة، وأنشأت كيانات موازية للجماعة أياً كانت مسمياتها كالمكتب العام ومجلس شورى وخلافه، فهي بذلك انشقت عن الجماعة، والجماعة جمدت عضوية بعض الأفراد، ولكنها لم تفصل أحداً من أبنائها.

تغيير جذري

وعبر الشاب أدهم حسانين عن رأي قطاع آخر في الجماعة يُؤْثر تغيير القيادة الحالية، حيث يرى أن المصالحة الداخلية للإخوان قد تحدث في حالة الفصل ما بين التنفيذي والتشريعي، والفصل ما بين اللجان المتخصصة وإرساء مبدأ المحاسبة على كافة الدرجات التنظيمية، وعودة الفهم الصحيح لفكر الإمام المؤسس، وعودة المناهج التربوية إلى ما كانت عليه من ثقافة ووعي، والإيمان بأن ليس هناك "سادات" (الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات) قادم ليخرج جموع المعتقلين من السجون بمصالحة مع القيادات مقابل المجتمع وفق بعض الشروط.

وأشار الشاب الذي يركز جهده حالياً في الإعلام إلى أهمية تغيير القيادة الحالية مع إعلام القيادات في سجون مصر بحقيقة ما حدث، والوعي مستقبلاً بأهمية إعداد الإخوان إعداداً متكاملاً عقلياً ونفسياً وإيمانياً وبدنياً على أهداف واقعية حقيقية تكون رجالات الدولة.

طرفا الخصام

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد الشرقاوي أن هناك إشكالية داخلية يغلب عليها الطابع النفسي والنفعي بين صفوف طرفي الخصام بالجماعة، وهو ما يعني أن فرص عودة الوحدة مرة أخرى للصف الإخواني تكاد تكون صعبة رغم الحاجة الماسة لأهميتها في الوقت الراهن.

وأشار في تصريح لـ"المجتمع" أن النظام المصري الحالي يرتب أوراقه بشكل جيد للاستقرار والاستمرار في الحكم، رغم أن الصراعات كانت يجب أن تكون في هذا الطرف، بينما الذي كان يجب أن يتمسك بوحدته لأسباب عديدة وهو الإخوان كان على النقيض تماماً، وأصبحت الفجوة داخل الجماعة ثلاثية وليست ثنائية.

وعن مقصده بأنها ثلاثية وليست ثنائية، يوضح الشرقاوي أنه من الناحية الإدارية بات للجماعة رأسان وقيادتان ومكتبان، ولكن الأخطر من ذلك هو وجود طرف ثالث ضاق ذرعاً بالطرفين المتنازعين وفضل أن يكون خارج ملعب الصدام متفرجاً على ما يمكن أن تصل إليه الأوضاع، ومع كل صدام يزداد تباعد هذا الطرف عن الملعب بما يؤدي في النهاية لخروج قطاع كبير من عموم الإخوان في مصر من العباءة الإخوانية بكل أشكالها.

وأضاف الشرقاوي أن الذي يملك زمام المبادرة هو المرشد العام للإخوان المسلمين الذي يجب عليه أن يوجه رسالة لكل الأطراف من أجل نبذ الخلافات الداخلية والاستجابة لصوت المصلحة العامة للجماعة والاستماع لصوت العقلاء من رموز الإخوان والحركة الإسلامية لإنهاء الخلافات إذا كانت هذه الأطراف حريصة على عودة الجماعة للساحة السياسية والدعوية المصرية مرة أخرى.

إضافة تعليق