إلى أين تتجه مصر؟ يبدو أن هذا السؤال سيصبح سؤال الساعة في بلد النيل، وسط توالي أخبار التفجيرات سواء في قلب القاهرة أو سيناء، فضلا عن أخبار متلاحقة لتنفيذ أحكام إعدام بحق المعارضين.
فعلى مقربة من حادث تفجير الدرب الأحمر بمنطقة الأزهر وسط القاهرة، الذي راح ضحيته ثلاثة من رجال الشرطة بالإضافة لمنفذ التفجير، أعدمت السلطات المصرية تسعة شباب متهمين باغتيال النائب العام السابق هشام بركات.
الحكم الذي نفذ صباح اليوم الأربعاء داخل سجن استئناف القاهرة -الشهير بسجن الإعدامات- يعتبر الثالث من نوعه خلال شهر فبراير/شباط الجاري، حيث سبق أن أعدمت السلطات المصرية ستة متهمين في قضيتين عرفتا بـ "أحداث كرداسة" و"قتل ابن مستشار المنصورة".
بالتزامن مع هذه الإعدامات، شهدت مصر خلال الأسبوع الماضي ثلاثة تفجيرات متصلة، بدأت بتفجير قرب مسجد الاستقامة بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، وبعدها بيوم هجوم مسلح على نقطة تفتيش بمدينة العريش بمنطقة شمال سيناء أسفرت عن مقتل 15 مجندا وضابط بالجيش، وسبعة من منفذي العملية التي تبناها تنظيم ولاية سيناء لاحقا.
أما الحادث الأخير فوقع في منطقة الدرب الأحمر بوسط القاهرة، تبعه إعلان وزارة الداخلية المصرية مقتل 16 شخصا، بدعوى تخطيطهم لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية في العريش بمحافظة شمال سيناء.
بين الفوضى والاستقرار
يرى معارضون للنظام الحالي أن ما تشهده مصر من تفجيرات وإعدامات للشباب، يأتي ضمن مساعي الرئيس المصري لنشر الفوضى من أجل تمرير التعديلات الدستورية التي تسمح له حكم البلاد مدى الحياة، بينما يرى مؤيدون أن البلاد تسير بخطى ثابتة نحو المسار الديمقراطي والقضاء على الإرهاب.
والأسبوع الماضي، وافق مجلس النواب (البرلمان) على مناقشة تعديل بعض مواد الدستور بأغلبية 485 نائبا من أصل 596، من بينها مادة تسمح بمد فترة حكم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
وبناء على هذه الموافقة ستحال التعديلات المطلوبة إلى اللجنة الدستورية والتشريعية لمناقشتها على أن ينتهي المجلس من مناقشتها خلال 60 يوما، تُرفع بعدها التعديلات إلى رئيس الجمهورية لتحديد موعد الاستفتاء الشعبي عليها في غضون 30 يوما من موافقة البرلمان.
في هذا الصدد لا يستبعد الأمين العام المساعد السابق للمجلس الأعلى للصحافة المصري قطب العربي، أن ما تشهده مصر من أحداث متسارعة سواء عمليات إرهابية أو إعدام للشباب، تأتي ضمن مخطط النظام لتعديل الدستور بما يسمح ببقاء السيسي طيلة حياته في الحكم.
ويضيف العربي في حديثه للجزيرة نت أن "النظام المصري يستغل هذه الحوادث لتأكيد استمرار حربه ضد الإرهاب، ويقدم نفسه للعالم بصفته شرطي المنطقة، ليحصل مقابله على مساعدات مالية ودعم سياسي وغض الطرف عن تعديل الدستور لبقائه في السلطة".
يرى معارضون أن ما تشهده مصر من أحداث يأتي لتمرير التعديلات الدستورية بينما يرى مؤيدون أن البلاد تسير بخطى ثابتة نحو المسار الديمقراطي والقضاء على الإرهاب(الجزيرة) |