الدكتور جمال حشمت للـ "جزيرة نت" عن القمة العربية الأوروبية : مصر دورها إخلاء الساحة من رافضي الظلم والإستبداد

الدكتور جمال حشمت للـ "جزيرة نت" عن القمة العربية الأوروبية : مصر دورها إخلاء الساحة من رافضي الظلم والإستبداد

قال الدكتور محمد جمال حشمت الرئيس السابق للبرلمان المصري بالخارج تعليقاً على إنعقاد القمة العربية الأوروبية بمدينة شرم الشيخ في مصر ، والتي تعقد بالتعاون بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي " إن هذه القمة تأتي ضمن مساعي الدول الأوروبية لإعادة رسم المنطقة من جديد تحت إشراف أميركي.

وأوضح حشمت -في حديثه للجزيرة نت- أن مصر تساعد في تلك الخطة بتخلية الساحة من الرافضين للظلم والاستبداد، وفي القلب منهم الحركة الإسلامية، مضيفا "الدول الأوروبية تريد من مصر أيضا المساهمة في تقليل حجم عمليات الهجرة غير الشرعية، وتقليل عدد طلبات اللجوء من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا".

وتزامنت القمة مع إدانات دولية لمصر على خلفية تنفيذها إعدامات متتالية لـ 42 معارضا سياسيا في الفترة من 7 مارس/آذار 2015 وحتى 20 فبراير/شباط الجاري، بينما ينتظر نحو خمسين معتقلا الإعدام أي لحظة بعدما تم التصديق على أحكامهم من قبل محكمة النقض .

الدكتور جمال حشمت لـ "عربي21" : المشاركة في القمة ضعيفة لأسباب عدة منها  شكل علاقة هذه الدول بالنظام المصري

أكد الدكتور محمد جمال حشمت وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري سابقا في تعليقه على ضعف المشاركة العربية أن ضعف المشاركة له العديد من الأسباب، منها شكل علاقة بعض الدول العربية بأوروبا، ومنها شكل علاقة هذه الدول بالنظام المصري، وكذلك طبيعة القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة.

وأضاف حشمت أن عددا من وسائل الإعلام الغربية أكدت أن قادة الدول الأوروبية المشاركين، نقلوا من خلال رئاسة الاتحاد الأوروبي تحفظهم على مشاركة ولي العهد السعودي، لتورطه في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وكذلك نتيجة المأساة الإنسانية الموجودة باليمن، والتي يتحمل ابن سلمان الجزء الأكبر فيها لإصراره على استمرار عاصفة الحزم التي تديرها السعودية ضد الحوثيين باليمن.

ولفت إلى أن هناك دولا عربية لم تجد في جدول أعمال القمة ما يناسبها، وبالتالي جاءت مشاركتها ضعيفة، وهو ما يعكس أن الهدف من القمة، لم يكن متعلقا بمدى الاستفادة العربية من أوروبا، وإنما متعلقا بمدى الاستفادة الأوروبية من الجانب العربي، وهو ما يبرر مشاركة رئيسة وزراء بريطانيا والمستشارة الألمانية، وباقي الدول التي تعاني من ملف اللاجئين الوافدين من بوابات الدول العربية.

وحول موقف أمير قطر، أكد الوكيل السابق للجنة العلاقات الخارجية، أن العلاقات بين نظام السيسي وقطر، مقطوعة منذ الحصار الرباعي الذي تقوده السعودية والإمارات ضد الدوحة، ولكن في ما يتعلق بالفعاليات الدولية فإن هناك قواعد حاكمة، في تعامل الدولة المضيفة مع الدول المشاركة في هذه الفعاليات، خاصة أن القمة العربية الأوروبية، ليست بدعوة مصرية، وإنما بدعوة مشتركة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي.

ووصف حشمت أسلوب القاهرة في دعوة قطر، بالمكايدة السياسية التي تعبر عن ضعف نظام السيسي، وشعوره الدائم بأنه قزم أمام غيره، وأن مثل هذه التصرفات الصبيانية يمكن أن تمنحه مكانة دولية أو إقليمية متميزة.

وقد شهدت القمة مقاطعة من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، رفضا للطريقة غير البروتوكولية التي أرسلت بها القاهرة، دعوة المشاركة في القمة، وغاب عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دون تحديد أسباب واضحة، بينما اشترطت عدد من الدول الأوروبية عدم مشاركة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس السوداني عمر حسين البشير، لضمان حضورهم.

القمة شهدت أيضا، غياب ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، الذي يتمتع بعلاقات قوية مع رئيس نظام الانقلاب بمصر عبد الفتاح السيسي، وجاء تمثيل الإمارات هزيلا للغاية بعد أن مثلها حاكم الفجيرة، وغاب ملك المغرب رغم العلاقات القوية التي تجمع بلاده بالقارة الأوروبية.

إضافة تعليق