د. جمال حشمت لـالشرق: دول الحصار تمارس الكذب والتلفيق في كل معاركها

د. جمال حشمت لـالشرق: دول الحصار تمارس الكذب والتلفيق في كل معاركها

حاوره - عبدالحميد قطب

ورقة التدخل العسكري ضد قطر ما زالت تراود المحاصرين

بن سلمان وبن زايد يقفان على طول الخط ضد قضايا الأمة الإسلامية

قطر أجادت استخدام القوى الناعمة التي تنفرد بامتلاكها

المحاصرون يُستخدَمون لتحقيق توازن في منطقة شديدة الخطورة

3 أمور ضرورية لنجاح الموجة الثانية للربيع العربي

المؤسسات العربية متواطئة وفاشلة في حل الخلافات

عقلية العسكر وسلوكهم في كل البلاد العربية لا تتغيران

مستقبل مصر مرهون بإرادة شعبها لحسم الصراع مع العسكر

الأنظمة الفاسدة أضاعت قدراتنا على إنهاء المشاكل أو حلها

الداعمون لوأد الربيع العربي منخرطون الآن في تصفية القضية الفلسطينية

أكد الدكتور جمال حشمت رئيس البرلمان المصري السابق بالخارج، أن الدول التي تحاصر قطر تمارس الكذب والتلفيق في كل معاركها، وان ورقة التدخل العسكري ضد قطر ما زالت تراودهم، لافتاً إلى أن قطر أجادت استخدام القوى الناعمة التي تنفرد بامتلاكها.

واشار في حواره مع "الشرق" إلى أن دول الحصار تُستخدم من قوى أخرى لتحقيق توازن في منطقة من أشد مناطق العالم خطورة، مشدداً على أن المؤسسات العربية كجامعة الدول ومجلس التعاون الخليجي متواطئة وفاشلة في حل الخلافات.

ولفت إلى أن عقلية العسكر وسلوكهم في كل البلاد العربية لا تتغيران، وان الأنظمة الفاسدة أضاعت قدراتنا على وأد المشاكل أو حلها بيننا.

وعن مستقبل مصر ونظامها الحالي، أكد انه مرهون بإرادة شعبها لحسم الصراع مع العسكر، منوهاً إلى أن الداعمين لوأد الربيع العربي منخرطون الآن في تصفية القضية الفلسطينية.

وإلى نص الحوار..

*دكتور جمال، كيف تنظر إلى صمود قطر بعد مرور عامين على حصارها من قبل الدول الأربع؟

*في الحقيقة، ومن خلال ما أفهمه بعد مرور عامين على حصار قطر من أربع دول عربية أو قل من أربعة أنظمة عربية ان ما يحدث هو صراع مصالح، وصراع بين مناصر للحق ومناصرين للباطل. فلقد استعمل الفريقان نفس الأدوات في الهجوم وفي الدفاع بفارق مهم أن فريق الحصار مارس الكذب والتلفيق كعادته في كل معاركه ضد إرادة الشعوب، وأن الثاني "دولة قطر" أجاد استخدام القوى الناعمة التي يمتلكها بل يتفرد بامتلاكها، وبالتالي كانت النتيجة أن أربعة أنظمة بنفوذها لدى القوى الكبرى وأموالها وجبروتها وإعلامها فشلت في معركة الحصار، ولم يتحقق طلب واحد من طلباتهم! ذلك لأن إرادتهم ليست ملكهم بل هم تابعون يتم استخدامهم لتحقيق توازن في منطقة من أشد مناطق العالم خطورة، وفي تقديري لعله مخاض ميلاد الأمة من جديد ان شاء الله.

التدخل العسكري

*هل تعتقد أن طموحات دول الحصار في الاستيلاء على ثروات قطر تراجعت؟

* في رأيي، هناك اوراق ما زالت في أيدي كل منهما سواء أكانت قطر أو المحاصرين الأربعة، أخطر هذه الاوراق هو التدخل العسكري المباشر ضد قطر وحساباته معقدة، لكن في المقابل تملك قطر آلية استمرار فضح جرائمهم اعلاميا ولديها الحق في جرجرة هؤلاء المعتدين إلى المحاكم الدولية، بما اقترفوه من جرائم في حق دولة جارة وهو أمر ليس متاحا حتى الآن، خاصة وان المؤسسات العربية متواطئة وفاشلة في حل الخلافات العربية (جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي).

*هل يعني ذلك أن فرص حل الأزمة الخليجية في الوقت الراهن ضعيفة؟

*نعم، فللأسف هذه الأنظمة الفاسدة التي مكنها النظام العالمي أضاعت قدراتنا على وأد المشاكل أو حلها بيننا، وكل منهم ينتظر القرار النهائي من الخارج لإنهاء الحصار بأي شكل، وأعتقد أن الابتزاز والإنهاك سيظلان الخيار الافضل طالما غاب منا العقل وانتفت الارادة.

*برأيك، إلى أي جهة تميل الكفة حاليا؟

*بكل تأكيد، الوضع الآن على المستوى الشعبي في صالح قطر بحسن ادائها احيانا وحسن صمتها احيانا أخرى، وبما ترتكبه أيادي المحاصرين من جرائم في حق شعوب المنطقة بأكملها.

لذا فإن المهمة على القطريين اشد ثقلا وأكثر صعوبة ليحافظوا على هذا التعاطف ولا يضطروا تحت ضغط الداعمين لعمل ما أو موقف يقلل من صمودهم، وقطر تحتاج إلى عمل دؤوب لتوطيد العلاقات مع دول العالم التي تثمن موقفها، أو تلك الدول التي لها موقف من السلوك المعيب لدول الحصار، وذلك بمد يدها إلى من يسهل ويمهد لهذا التوطيد.

ونصيحتي لقطر هي ان تسبق الجميع بخطوة، حتى لا تتورط في ردود الافعال، وعليها ان تشغل هذه الأنظمة الفاسدة بأنفسها حقوقيا وقانونيا كما هو سياسياً واعلاميا.

قطر ليست وحدها

*برأيك.. ما الذي كشفته الأزمة الخليجية للمراقبين؟

*كشفت أن قطر ليست وحدها، وأن نتائج المؤامرة حتى الآن تكشف كيف يفكر بن سلمان وبن زايد، فهما يقفان على طول الخط ضد قضايا الأمة الاسلامية وباعوا أنفسهم للشيطان.

كما تكشف المؤامرة أن الدول التي طلب منها قطع علاقتها بقطر هي دول مدعومة ماليا من السعودية والإمارات بشكل يؤثر على قرارها السياسي فوجب اسقاطها من أي حسابات، وكشفت الأزمة أيضا معادن الرجال والدول التي واجهت هذه الرعونة بقليل من الحكمة والاجراءات الحاسمة، وأن هناك كيانات باعت نفسها للسياسة المتهورة المتطرفة تحت ضغط المال أو الخوف مثل رابطة العالم الاسلامي والأزهر الشريف!.

صفقة القرن

*هل تعتقد أن هناك ارتباطا بين حل قضايا المنطقة كالازمة الخليجية وبين ما يسمى صفقة القرن.. وإلى اي مدى يمكن ان تمرر الصفقة.. وما رأيكم في مساهمة بعض الدول في محاولة تمريرها؟

*محاولات تصفية القضية الفلسطينية لن تهدأ، لإدراك المعسكر الصهيوني الأمريكي أنها قضية جامعة لكل المسلمين وأنها نموذج يحتذى به في المقاومة ووضوح الرؤية.

وبكل تأكيد، فإن كل محاولات البعض تصفية القضية الفلسطينية ستكون سببا في إحيائها دوما من حيث لا يحتسبون.

أما عن الذين يشاركون في الصفقة، فهم أنفسهم من يشاركون في تصفية ثورات الربيع العربي وإنهاء موجاتها، لأنهم يعتقدون ان المصلحة واحدة، وأنها تصب في خانة الحلف "الصهيوأمريكي" والهدف واضح لاستمرار تركيع الأمة وبث اليأس من التحرر في قلوب الشعوب العربية.

الربيع العربي

*لننتقل إلى الجزائر والسودان.. كيف ترون الوضع في ثورتيهما خاصة بعد اعلان دول الحصار دعم الانظمة العسكرية في هاتين الدولتين.. وهل يمكن ان تستفيد الدول الاخرى منهما؟

*الاوضاع في الموجة الثانية من ثورات الربيع العربي، ان لم تعتبر وتستوعب ما حدث في الموجة الأولى في يناير ٢٠11 وما بعدها، فلن تجني ثمارا! لأن العسكر وعقليتهم وإدارتهم من الخارج في كل البلاد العربية لا تتغير.. لكن سلوك الشعوب الثائرة يمكن لها ان تتغير طبقا لما حدث لغيرهم وباختصار، أرى أنه لا بد من توفر ثلاثة أمور هي:

-وضوح الرؤية.

-وحدة القيادة.

-إرادة التغيير التي لا تلين.

وبدون هذه الرؤى ستبقى تجاربنا تتكرر بلا خطوة إلى الأمام لأن أعداء الأمة يدركون أن نجاح نموذج واحد سيكون ملهما للجميع من حولهم.

مستقبل مصر

*على ضوء اخفاقات النظام المصري.. ما مستقبل هذا النظام ومستقبل مصر بشكل عام؟

*مستقبل مصر مرهون بإرادة شعبها لحسم الصراع القائم بين قهر العسكر لشعب مصر واغتصابهم لثرواته.

والشعب المصري الواعي ما زال يفتقد الرؤية الوسطية التي تجمع الجميع، ويبحث عن القيادة التي تتوحد على أهداف التحرر والكرامة والتخلص من الاستبداد، ولن يحتاج الأحرار ضغوطا اقتصادية لكي يحزموا أمورهم، أو يبرروا ثورتهم فمن يثور لجوع.. يهدأ بلقمة عيش.

والنظام الانقلابي وداعموه يدركون ذلك، لذلك يسرفون في قتل الشباب وإرهاب الجميع بحوادث يفتعل بعضها لتحجيم التفكير في أي حراك يعلمون أنه سيكون مؤثرا وغاضبا.

إضافة تعليق