شهر على رحيل مرسي .. لماذا لم يتحرك أحد لمحاسبة السيسي

شهر على رحيل مرسي .. لماذا لم يتحرك أحد لمحاسبة السيسي

دعا سياسيون وإعلاميون مصريون لمزيد من التحرك الحقوقي والإعلامي من أجل محاسبة نظام الانقلاب العسكري على وفاة الرئيس المصري الراحل، محمد مرسي، الذي مضى شهر على وفاته أثناء جلسة محاكمته بقضيتي التخابر مع حركة حماس والهروب من سجن وادي النطرون، في 17 من حزيران/ يونيو الماضي.

وأكد الخبراء أن المجتمع الدولي لم يتخذ أي خطوة حتى الآن لمحاسبة المسؤولين المصريين عن جريمة الموت البطيء المتعمد الذي تعرض له مرسي، نتيجة ظروف حبسه غير الإنسانية، كما أن ملابسات الوفاة ما زالت غامضة حتى الآن، بالإضافة لتأخر صدور تقرير الطب الشرعي، بالرغم من معرفة نتيجته المسبقة.

ودعا الخبراء لتفعيل التحرك القانوني والحقوقي في المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والداعمة للعدالة والشفافية، كما طالبوا بتحرك إعلامي لتوضيح حقيقة ما تعرض له مرسي من ظلم إنساني وسياسي وحقوقي طوال 6 سنوات قضاها في سجون الانقلاب العسكري.

وقدم المختصون من خلال "عربي21" العديد من الأفكار التي من شأنها الحفاظ على بقاء قضية الرئيس الراحل مرسي حية في وجدان المجتمع الدولي والشعب المصري.

"محاكمة دولية"

من جانبه، يؤكد رئيس المكتب الإعلامي للمجلس الثوري المصري، محمد صلاح حسين، لـ"عربي21"، أن "ما تعرض له الرئيس الراحل مرسي يحتاج لتحرك مشترك من كل الرافضين للحكم العسكري بمصر، والمدافعين عن حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية؛ لأن الطريقة التي استشهد بها مرسي تؤكد أن هناك مؤامرة حقيقية تعرض لها الرئيس، وحتى لو لم يكن هناك أدلة على ذلك، فإن ظروف الحبس القاسية التي عانى منها كفيلة بمحاكمة نظام الانقلاب العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي".

ويضيف حسين قائلا: "بدأنا في المجلس الثوري عدة تحركات لمخاطبة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان العالمي، لتوجيه الاتهام ضد نظام السيسي بأنه قتل الرئيس مرسي بشكل متعمد، وأن المجلس أوكل هذه المهمة بالفعل لأحد المحامين من أجل اتخاذ كل الإجراءات التي تدعم محاكمة وفضح النظام العسكري بمصر".

ويشير حسين إلى أن القضية يجب ألا تقف عند عبارات الشجب والإدانة والترحم على الرئيس الراحل، وإنما يجب تفعيل كل الآليات الحقوقية والدولية الممكنة لملاحقة قيادات النظام العسكري بمصر في كل المحافل، وهي الخطوات التي يجب أن تتنوع؛ حتى لا يفلت الجاني في النهاية من العقاب والمساءلة.

"جائزة دولية"

ووفق وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري السابق، محمد جمال حشمت، فإن التعامل مع قضية وفاة الرئيس مرسي يجب أن تخرج من الدعم العاطفي لخطوات جادة لملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة، وإنقاذ المعتقلين الآخرين من الوصول لنفس المصير الذي انتهى إليه مرسي.

ويقترح حشمت من خلال "عربي21" أن يتم تنظيم جائزة عالمية في حقوق الإنسان والدفاع عن حق الشعوب في الحرية باسم الرئيس مرسي، مثل جائزة الرئيس الراحل نيلسون مانديلا، وهي الجائزة التي يتم منحها للمدافعين عن حقوق الإنسان في أي مكان حول العالم، وكذلك الثوار الحقيقيون الذين قدموا التضحيات من أجل حرية شعوبهم وأوطانهم.

ويرى البرلماني السابق، أن هذه الجائزة "يجب أن تحظى بدعم دولي، وأن تكون برعاية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان؛ لأن ما قدمه مرسي من أجل حرية شعبه لا يقل عما قدمه كثير من الزعماء الذين خلدهم العالم نتيجة مواقفهم الداعمة للحرية والعدالة".

ويرفض حشمت الانتقادات التي يتم توجيهها لأنصار مرسي، بأنهم لم يمارسوا ضغوطا على المجتمع الدولي لمحاكمة نظام السيسي، موضحا أن المجتمع الدولي ليس بحاجة للأدلة التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان بمصر، وليس بحاجة لمعرفة حقيقة ما تعرض له مرسي من انتهاكات حقوقية وسياسية وصحية على مدار 6 أعوام كاملة، إلا أن هذا ليس معناه عدم التحرك ومواصلة الضغط في مختلف الاتجاهات.

"جبهة موحدة"

ويرى الباحث في علم الاجتماع السياسي، سيف المرصفاوي، أن ملابسات رحيل الرئيس مرسي كانت كفيلة بتقريب مختلف الاتجاهات السياسية الرافضة للانقلاب العسكري، كما أن رحيله من المفترض أن يكون حل إشكالية هامة، وهي فكرة شرعية الرئيس، التي كانت مثار خلاف بين المعسكرين الداعم والمعارض لمرسي.

ويشير المرصفاوي لـ "عربي21"، أن القضية لم تعد قاصرة على شخص الرئيس الراحل "الذي تعرض بلا شك لظلم كبير من مؤيديه ومعارضيه على حد سواء، لأن الموضوع أصبح الآن قضية شعب كامل يتعرض للظلم والبطش؛ لذلك يجب استغلال قضية وفاة مرسي لتضييق الخناق على السيسي ونظامه، والضغط على المجتمع الدولي بمختلف الآليات المتاحة لفتح ملف القضية وعدم غلقه، والاعتماد على الرواية المصرية الرسمية فقط".

ودعا المرصفاوي أنصار مرسي ومؤيديه داخل جماعة الإخوان المسلمين وخارجها، "لنبذ الخلافات والصراعات فيما بينهم، وأن يتخذوا من تضحية مرسي لأجل شعبه نموذجا لتوحيد صفهم؛ لأنه من دون ذلك، فإن الآلاف مثل مرسي سوف يموتون يوميا في السجون والمعتقلات، دون أن يتحرك أحد لدعمهم، وسوف يواصل النظام العسكري التخلص من خصومه الواحد تلو الآخر بطرقه المختلفة دون أن يحاسبه أحد".

إضافة تعليق