بغية إطلاق حراك قادر على الإطاحة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يسعى رجل الأعمال والممثل محمد علي إلى التنسيق مع جميع قوى الشعب والمعارضة بالداخل والخارج.
وقال رجل الأعمال في حديثه مؤخرا للجزيرة إنه سيطلق حراكا أكثر تنظيما للإطاحة بالنظام الحالي، في إطار برنامج سياسي سيُطرح على الشعب باستفتاء عبر منصات التواصل الاجتماعي "لقطع الطريق أمام وصول أشخاص غير مرغوب فيهم للسلطة".
وتبدو دعوة المقاول المصري -الذي كشف فسادا اقتصاديا داخل المؤسسة العسكرية ودعا إلى حراك 20 سبتمبر/أيلول الماضي- بها تفاؤل وتجاوز لنحو تسع سنوات من الخلاف بين القوى المعارضة على اختلاف توجهاتها، منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في 11 فبراير/شباط 2011.
إلى ذلك فإن الحديث عن التنسيق بين قوى المعارضة يفتح باب التساؤل حول إمكانية إطلاق جبهة موحدة للمعارضين في ظل الخلاف العميق بين القوى الإسلامية والمدنية.
الخلافات بين القوى المعارضِة والثورية تفجرت عقب 25 يناير/كانون الثاني 2011 (الجزيرة) |
تاريخ الاصطفاف
منذ ثورة 25 من يناير/كانون الثاني 2011 والقوى المعارضة تقف على ضفتي نهر، كل منها يحاول استقطاب الشعب إلى تياره لكن يبدو المستفيد الوحيد من ذلك هو النظام الحالي.
وفوق ذلك فشلت كل المبادرات التي أطلقتها تنظيمات أو جماعات أو شخصيات عامة للم شمل المعارضين والتي كان آخرها مبادرة المرشح الرئاسي السابق أيمن نور.
وكان نور دعا مئة شخصية بالداخل والخارج إلى حوار وطني بهدف إنقاذ البلاد وتشكيل بديل وطني مقبول.
وأكد غداة الاستفتاء على الدستور في أبريل/نيسان الماضي أن المعارضة لديها فرصة كبيرة لتوحيد صفوفها، وذلك بعد انتهاء ما سماه "مهزلة الاستفتاء على تعديل الدستور".
وتمنى مرشح الرئاسة السابق أن يبدأ الحوار الوطني قبل 30 يونيو/حزيران الماضي، غير أن الفشل لاحق دعوته فلم تلقِ غالبية الشخصيات التي تمت دعوتها للحوار بالا بتوحيد الصفوف.
ويمكن فهم الأسباب التي أدت لفشل مبادرات توحيد صفوف المعارضة من خلال القياس على دراسة أعدها المعهد المصري للدراسات التي عددت أسباب فشل دعوة نور.
وذكرت الدراسة أن الدعوة للاصطفاف مرت بمراحل عدة، وكان من بينها مرحلة تدفقت فيها تضحيات رموز كبار في المكانة والسن، قدموا دعوات اصطفاف أو استجابوا لدعوات اصطفاف أو قدموا أطروحات إصلاح، وانتهى بهم الأمر جميعا إلى غياهب السجون.
نور أطلق عدة مبادرات للحوار بين الفرقاء (الجزيرة) |
محض وهم
وفي هذا السياق، أكدت ردود قطاع من رموز المعارضة حيال مبادرة نور أنه لا انجرار وراء مزيد من المواجهات التي لا تؤدي إلا لتجريف العقل المصري، وأن محاولات الاصطفاف محض وهم بدون توفر قدرات ذاتية للقوى الليبرالية.
وذكرت الدراسة أن ردود الأفعال تجاه دعوة نور جاءت على اتجاهات متعددة حيث وافق قطاع من النخبة المدعوة، وإن كان منهم من احتج على تضمين المبادرة أسماء غير معروفة.
من جانبها رفضت جماعة الإخوان المسلمين نسبة تمثيلها ضمن المبادرة، واعترض آخرون على أية مشاركة من معارضة تُقيم في الخارج، وقد تبنى بعضهم الرفض المستند إلى وجود إسلاميين بالمبادرة.
ورفض بعض من الذين وجهت إليهم الدعوة المشاركة بالحوار على أرضية انسداد أفق الحوار مع مشاركين يتمسكون بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي الذي توفي لاحقا في 17 يونيو/حزيران 2019 بعد ست سنوات قضاها في السجن.
الحركة المدنية الديمقراطية المعارضة رفضت سابقا دعوات تشكيل جبهة موحدة مع معارضة الخارج (مواقع التواصل) |