أكد عدد من رموز القوى الوطنية والحركات الثورية المصرية أن الأهداف التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، ما زالت مستمرة ومتجددة بعد مرور 9 سنوات عليها، وأن قلب الثورة في مصر ما زال ينبض.
وقال رئيس حزب "غد الثورة" والمتحدث باسم مجموعة العمل الوطني المصري أيمن نور إن أهداف ثورة يناير أصبحت هي المطلب للثورة القادمة، مشيرا إلى أنها بمثابة برنامج العمل الذي سيتم توحيد المعارضة المصرية حوله من جديد.
وأوضح نور أن "وثيقة 28 ديسمبر" التي أعلن عنها الفنان والمقاول المصري محمد علي وأجمعت عليها معظم القوى السياسية، كشفت توافق الجماعة الوطنية المصرية على إرادة التغيير بعد توافقها على المبادئ الحاكمة لصورة المستقبل وعلى أولويات العمل الوطني في هذه المرحلة.
وطالب بضرورة تحويل هذا التوافق بين القوى الوطنية إلى فعل سياسي بالاتفاق على طريقة للخروج من هذا المأزق والخلاص من هذا الاستبداد الذي يحكم مصر منذ سبع سنوات.
أيمن نور طالب بضرورة تحويل التوافق بين القوى الوطنية إلى فعل سياسي (الجزيرة) |
من جانبه، شدد البرلماني جمال حشمت على أن ثورة يناير ما زالت تعلم الشعب المصري أن هناك أملا يمكن أن يتحقق، وأن هناك أهدافا يمكن للثورة أن تصل إليها، مشيرا إلى أن القائمين على الثورة المصرية عرفوا أخطاءهم.
وأضاف حشمت أن "مسببات ودوافع الثورة دائما ما تكون كامنة، ولكنها موجودة الآن في مصر في ظل الفساد والاستبداد والظلم القائم الذي يتغول عاما بعد عام، ويهدر حقوق المصريين وكرامتهم وثرواتهم وجرف قيمهم، وبالتالي إذا اكتملت أسباب الثورة ستتفجر وستكون أكثر وعيا وهمة وحسما في ملفات كثيرة حتى تنجح وتحقق أهدافها".
وطالب العاملين في مجال السياسة من قوى وأحزاب وحركات وطنية أن يتحدوا ويتخلوا عن الأجندات الفردية، والبحث عن تصدر المشهد، وأن يفكروا مرة واحدة في مصلحة مصر، وأن يتذكروا عذابات المعتقلين الذين ضربوا أروع الأمثلة في الثبات والتضحية.
عمرو دراج: الدعم الذي يتلقاه نظام السيسي يعمل على عدم السماح بانطلاق أي حراك شعبي وثوري في مصر (الجزيرة) |
روح ميدان التحرير
أما رئيس رابطة "برلمانيون لأجل الحرية" محمد الفقي فأكد أن الشعب المصري خرج في ثورة يناير 2011 من أجل مطالب محددة، ورغم عدم تحققها فإن للثورة مكتسبات منها إعادة تنظيم العقل المصري ورفع وعي المصريين.
وطالب الفقي القوى الوطنية بالعودة إلى روح ميدان التحرير دون محاصصة، حيث لم يكن هناك لافتات رفعت سوى لافتة الوطن، ولا رفض للآخر ولا اختلافات أيدولوجية، مشيرا إلى وجود خطوات بذلت في هذا الصدد، وإن لم تكتمل بعد.
وفي هذا السياق، أكد وزير التخطيط والتعاون الدولي المصري الأسبق عمرو دراج أن هناك عوامل تمنع انطلاق ثورة جديدة في مصر، لكونها دولة مهمة وأساسية في المنظومة الدولية والإقليمية، فالدعم الذي يتلقاه نظام السيسي يعمل على عدم السماح بانطلاق أي نوع من أنواع الحراك الشعبي والثوري في مصر.
وأضاف دراج أن القوى السياسية جزء صغير جدا من الشعب المصري، وطالها ما طال الجميع من مشاكل، مشددا على أنه ستأتي لحظة يدرك فيها الشعب المصري أنه ليس هناك طريقة لتغيير هذا الواقع الذين يعيشونه إلا بالثورة، متوقعا أن يحدث هذا قريبا نظرا للمستوى الذي وصل إليه الناس من السخط على ظروف الحياة والقمع الذي يعيشون فيه.
عبد الشافي قدّم وصفة لتوحيد القوى السياسية المصرية (الجزيرة) |